x

سفير أذربيجان عن أزمة بلاده مع أرمينيا: أرضنا محتلة.. ولنا الحق فى استردادها (حوار)

الإثنين 04-05-2015 12:00 | كتب: مي عزام |
شاهين عبد اللايف سفير أذربيجان يتحدث للمصري اليوم شاهين عبد اللايف سفير أذربيجان يتحدث للمصري اليوم تصوير : محمد هشام

استطاعت أذربيجان فى السنوات الأخيرة أن تحدث طفرة اقتصادية كبيرة مستفيدة من عوائد النفط والغاز، ما جعلها تقفز من المرتبة السابعة والتسعين إلى الثالثة والثلاثين على صعيد التقييم الدولى لمدى تحسن مناخ الأعمال.

ووقع الاختيار على أذربيجان لتستضيف دورة الألعاب الأوليمبية الأوروبية المقبلة وكأس الأمم الأوروبية عام 2020 ما يؤكد وجودها فى المحيط الأوروبى والطفرة الإنشائية التى حدثت بها.

مرت أذربيجان بفترة اضطرابات بعد إعلانها الاستقلال عام 1991 عن الاتحاد السوفيتى وتمكنت أن تتخطى ذلك وهى تجربة تستحق التقدير والدراسة لكن مازال ملف كاراباخ «شوكة فى قلب كل أذربيجانى»، فالدولة تسعى عن طريق التفاوض إلى إرغام أرمينيا على الانسحاب من أراضيها التى احتلتها وتصل إلى 20% من مساحة أذربيجان. «المصرى اليوم» أجرت حوارا مع سفير أذربيجان فى القاهرة شاهين عبداللايف، لمعرفة المزيد عن تجربة بلاده، وإلى نص الحوار:

■ بدأت حوارى مع السفير برأيه فى الرسالة التى بعث بها الدكتور بطرس غالى إلى مؤتمر «كيفية بناء الثقة فى النظام العالمى؟»، الذى انعقد فى باكو مؤخرا، وتحدث فيها عن ضرورة تجديد منظمة الأمم المتحدة لمواجهة ضعف الدول عن حل مشاكلها، خاصة فى ظل هيمنة قوى أكبر منها؟

- هذه الرسالة ربما تلمس أحوال أذربيحان أكثر من غيرها، فمجلس الأمن أصدر عام 1993 أربعة قرارات (822 و853 و874 و884) وكلها تقضى «بانسحاب جميع قوات الاحتلال الأرمينية من المناطق المحتلة فى جمهورية أذربيجان، وعودة السكان المهجرين إلى مناطقهم الأصلية، لكن للأسف لم يتم تنفيذ أى منها، ما يجعلنا نتساءل عن دور المنظمة الدولية والتعامل بمعايير مزدوجة مع قرارات مجلس الأمن، فنرى أن بعضها يتم تنفيذه بسرعة مثل التدخل فى ليبيا مثلا والبعض الآخر يظل غير مفعل.

استولت أرمينيا على منطقة «ناجورنو كاراباخ» وشردت أكثر من مليون مواطن من مدنهم وأراضيهم الأصلية، وقد توالت الاعتداءات الأرمينية من عمليات القتل والإبادة الجماعية ضد المواطنين الأذربيجانيين الأبرياء الذين بلغ عددهم أكثر من 20000 شخص، ومعظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ، ودمرت وأحرقت العديد من المدارس والمساجد والآثار التاريخية الأذربيجانية.

■ ما الدعاوى التى تستند إليها أرمينيا للتمسك بالإقليم المتنازع عليه؟

- الأرمن يدعون امتلاكهم قديماُ دولة «أرمينيا الكبرى» وأنها كانت تمتد من البحر المتوسط حتى بحر قزوين، وذلك استنادا إلى مصادرهم، حيث لا توجد مصادر تاريخية أخرى تؤكد هذه المزاعم.

■ هناك مناوشات عسكرية مستمرة على الحدود بينكم وبين أرمينيا، فكيف ترون حل هذ المشكلة؟

- أرضنا محتلة، ولنا الحق فى استردادها، ونحن لا نعترف بهذه الحدود فهى من الناحيتين فى أرضنا، والطبيعى أن نحرص عليها. دولة أذربيجان لا تريد حربا وسقوط ضحايا، ومازال لدينا أمل فى أن تنفذ أرمينيا قرارات مجلس الأمن والتى مضى عليها 23 سنة، وحريصون على مواصلة المفاوضات التى تجرى فى إطار مجموعة «مينسك» والرؤساء المساعدين بها أمريكا وروسيا وفرنسا، وفى نفس الوقت نسلح أنفسنا، ولقد ارتفعت ميزانية وزارة الدفاع إلى 4.6 مليار دولار وهى تمثل ضعف ميزانية دفاع أرمينيا حاليا.

■ أذربيجان بعد الاستقلال عانت من الاضطرابات، صاحبتها الحرب مع أرمينيا، كيف استطعتم أن تحققوا الاستقرار والطفرة الاقتصادية؟

- بالفعل مررنا بمرحلة تاريخية حرجة وتم الاستيلاء على أراضينا فى هذا الوقت، وشعر الشعب الأذربيجانى بالأزمة ودعى الزعيم الأسبق لأذربيجان السوفيتية حيدر علييف لتولى زمام الأمور، وانتشال البلاد من الأزمة، وتمكن علييف خلال فترة قصيرة من نقل أذربيجان من حالة التخبط والصعوبات العديدة التى سادت فترة التسعينات إلى آفاق الازدهار، وبدأ عهد جديد فى حياة الجمهورية المستقلة، حيث تخلت البلاد عن الاقتصاد الشمولى المعمول به فى فترة الحكم السوفيتى، وتحولت إلى السوق الحرة، كما تم اتخاذ التدابير اللازمة لإقامة نظام سياسى ديمقراطى فى البلاد، حيث تم إقرار قانون الأحزاب السياسية، وتثبيت الحقوق لكل القوميات للمشاركة فى الانتخابات البرلمانية، كما وقعت أذربيجان على العديد من المعاهدات الدولية للحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، كما استطاع «علييف» تقوية مؤسسات الدولة، ونجح فى الحد من البطالة، واستعادة الأمن، ما أدى إلى الاستقرار وجلب الاستثمارات الأجنبية الكبرى، خاصة فى مجال النفط والغاز، وفى سبتمبر 1994، تم توقيع «عقد القرن» بقيمة عدة بلايين مع شركات النفط متعددة الجنسيات لتطوير حقول النفط البحرية فى القطاع الأذربيجانى من بحر قزوين وتحولت أذربيجان من بلد يطلب العون الأمنى والمساعدات الدولية إلى دولة تساهم فى العمليات الدولية لدعم السلام، وجهود الإغاثة الإنسانية. والبنك الدولى عام 2009 أدرج أذربيجان على قمة القائمين بالإصلاحات الاقتصادية المستمرة، كما ارتفع تصنيفها من المرتبة السابعة والتسعين إلى الثالثة والثلاثين على صعيد التقييم الدولى لمدى تحسن مناخ الأعمال.

■ خريطة العالم يعاد تشكيلها ودول مهددة بإعادة ترسيم حدودها، والإرهاب يعصف بعدد كبير من الدول العربية ويخشى من انتقاله لدول أخرى، الخروج عن الشرعية فى اليمن والمخاوف الخليجية من امتداد النفوذ الإيرانى.. كل ذلك يجعل من زيارة الرئيس الأذربيجانى مؤخرا للرياض أهمية خاصة، كيف تراها؟

- دور السعودية فى العالم الإسلامى والعربى والدولى مهم، وهناك تبادل زيارات مستمر بين البلدين وتعاون اقتصادى فى الكثير من المجالات والمملكة صاحبة مواقف واضحة وقوية، وظهر ذلك من موقفها مع مصر وانحيازها للشعب بعد 30 يونيو، وهى ثانى دولة عربية اعترفت بأذربيجان بعد استقلالها، ومواقفها ثابتة وداعمة لنا، ونحن مع الشرعية وقرارات مجلس الأمن بالنسبة لليمن.

■ أذربيجان لها حدود ممتدة بطول 700 كيلو متر تقريبا مع إيران ألا تخشون من تمدد النفوذ الإيرانى داخل أراضيكم؟

-علاقتنا مع إيران جيدة خاصة بعد مجىء الرئيس حسن روحانى، وعلاقتنا مع كل الدول واضحة وعلانية نحن من طرفنا لا نخلق مشكلة مع جيراننا، ولن نسمح لأحد باستغلال أراضينا ضد إيران وهو موقف ثابت ونحن ملتزمون به، كما أننا لن نسمح بالعكس، وبيننا وبين إيران علاقات تاريخية طويلة وتبادل تجارى كبير، وشمال إيران يعيش فيه نحو 25 مليون أذربيجانى وموقفها الرسمى يدعم موقفنا.

■ الإرهاب لا حدود له وأصبح لديه قدرة كبيرة على التنقل والتشكل واستخدام أحدث التقنيات خاصة فى مجال الاتصالات.. كيف ترون الأمر؟

- علينا أن نسأل من يوفر لهم هذه التكنولوجيا؟ أكيد هناك جهات تدعمهم، كما أن التكنولوحيا عند الدول المتطورة.

■ هل تقصد أن الغرب يمد تنظيم «داعش» ويسانده؟

- لا أستطيع أن أتهم جهة ما دون أن يكون لدى أدلة كافية، أذربيجان نفسها متضررة من الإرهاب، فهناك منظمات إرهابية أرمينية ارتكبت 33 عملا إرهابيا ووصل عدد ضحاياها إلى 2000 شخص تقريبا، حيث فجروا محطة مترو عام 1994 راح ضحيتها 309 أشخاص، والإرهاب أكبر تحد يواجه المجتمع الدولى ونحن نتعاون مع كل الجهات ضده واكتشفنا أن هناك عددا من الأذربيجانيين سافروا لسوريا للانضمام لداعش، لا يزيدون عن أصابع اليد الواحدة، لكن ما لاحظناه أن الشخص الذى يتعلم دينه على يد أئمة متطرفين ومتعصبين يصبح على ملتهم، لهذا أنشأنا جامعة إسلامية ونتعاون مع الأزهر وللأسف عدد الأذربيجانيين الذين يدرسون فى الأزهر تناقص كثيرا بعد ثورتكم.

■ كيف ترى مستقبل العلاقات بين مصر وأذربيجان.. وهل حضور وزير الاقتصاد الأذربيجانى المؤتمر الاقتصادى فى شرم الشيخ سيكون له نتائج إيجابية عاجلة؟

-أكيد، حتى الآن الميزان التجارى لصالح أذربيجان، فنحن نصدر لكم البترول ونستورد منكم أدوية بحوالى 25 مليون جنيه، وهناك تطلع للاستثمار فى مشاريع محور قناة السويس والعاصمة الإدارية الجديدة وقطاع السياحة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية