ولدت الفنانة زوزو نبيل، واسمها الأصلى عزيزة إمام حسين، في 6 يوليو 1920 في المنوفية، وظهرت موهبتها في سنوات صباها، فتركت المدرسة وعملت بالمسرح والسينما، وعندما أرادت أن تصبح ممثلة وهي لا تزال صغيرة في السن عارضتها والدتها بشدة ومنعتها من التمثيل ولم توافق والدة زوزو نبيل على أن تصبح ابنتها ممثلة إلا بعد بكاء وتوسلات عديدة، وبعد أن أقسمت بأن تصبح مثالا للشرف والاستقامة، وهو قسم حافظت زوزو عليه حتى آخر أيام حياتها، وامتدت مسيرتها الفنية لأكثر من 60 عاما.
صوت «زوزو نبيل» كان جزءًا لا يتجزأ من «الوجبة الرمضانية» التي تقدم للجمهور في رمضان، فالسيدة شهرزاد، لابد أن تواصل الحكي، هذه المرة ليس فقط من أجل الهروب من «قطع العنق» مع الفجر، لكن لأن ملايين الصائمين ينتظرون «زوزو» كى تكشف لهم عن عالم خيالي مبهج، حيث الخير ينتصر دائمًا على الشر مهما بلغت قوته.
ورغم شهرتها في السينما بأدوار الشر، فإنها انطلقت انطلاقة إذاعية ناعمة ورقيقة من خلال دورها الصوتى الشهير الذي يفيض رقة وذكاء، في الحلقات الرمضانية التراثية الأشهر، التي أعدها الشاعر طاهر أبوفاشا، «ألف ليلة وليلة»، وإخراج محمد محمود شعبان، بابا شارو، ليرتبط بها اسم وشخصية «شهرزاد»، تلك الأميرة التي دوخت سيف «مسرور» لألف ليلة وليلة، وذهبت بعقل شهريار الملك المعجب بنفسه وروضت شراسته التي تناقلها الناس بسلاح جديد لما ابتكرته من الحواديت.
بدأت رحلتها مع الفن بعد أن التحقت بفرقة مختار عثمان، واستمرت معها، ثم انتقلت إلى فرقة يوسف وهبي، وكان أول أفلامها هو فيلم (الدكتور) في1937، كما أن إحدى بداياتها السينمائية دور صديقة أم كلثوم في فيلم «سلامة» كما كررت نفس التجربة مع شادية في فيلم «لحن الوفاء».
وبجانب الفن، شغلت العديد من المناصب، ففي الخمسينيات عملت كرقيبة لمدة 3 سنوات في رقابة المصنفات الفنية بمصلحة الفنون، كما تولت إدارة المسرح الشعبي بوزارة الثقافة عام 1959، وبعدها عملت بمؤسسة المسرح من 1962 إلى 1964، كما قامت بتدريس مادة الإلقاء بمعهد السينما مع الفنان عبدالوارث عسر، حتى وصلت لدرجة وكيل وزارة، وقد عادت زوزو نبيل إلى السينما في العام 1989 في فيلم (المرشد) مع الممثل محمود الجندي بعد انقطاع عن السينما عشر سنين، ومن أفلامها «أسرار الناس»، و«مصنع الزوجات»، و«الحب لا يموت»، و«اعترافات زوجة»، و«الخرساء»، و«المرأة والساطور».
قد تزوجت زوزو نبيل مرتين: الأولي من سامي عاشور وقد تزوجته صغيرة ومات بعد فترة قصيرة من زواجهما ولها منه وحيدها نبيل الضابط في الجيش المصري والذي استشهد في حرب أكتوبر 1973 وكان زواجها الثاني من وكيل وزارة، وبعد الزواج انتقل مع زوجته الأولى وأولاده للعيش في بيت زوزو نبيل وزوجت زوزو ابنها الوحيد إلى ابنة زوجها من زوجته الأولى، وتوفي هذا الزوج في 1980 وكانت تتمتع بعلاقة صداقة رائعة مع ضرتها وكانت تتباهى بأنهما أكثر من شقيقتين، حيث إن زوزو نبيل كانت تزور ضرتها باستمرار وتتصل بها لتطمئن عليها وعلى أحوالها واستمرت صداقتهما حتى النهاية.
حصلت زوزو على العديد من الجوائز، منها جائزة التمثيل عن فيلم «أنا حرة»، كما كرمت من مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي في 1995، وأيضا من مهرجان الأفلام الروائية، كما تم تكريمها من قبل مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في 1996، ولكنها لم تستطع الحضور لمرضها في آخر أيامها وتسلمت الجائزة نيابة عنها زوجة ابنها.. إلى أن توفيت «زي النهاردة» في 3 مايو 1996 وشيعت جنازتها في مسجد الحامدية الشاذلية بالمهندسين ودفنت بمقابر 6 أكتوبر.