مباريات أفريقية عديدة خاضها الأهلي وسط الأحراش السمراء منذ عام 1976، رقم يوشك على الاقتراب من 300 مباراة قارية، تحديدًا 292 مباراة، فاز في 51% منها، خارج وداخل ملعبه، سيطر خلالها المارد الأحمر على القارة السمراء مرات عديدة وضعته في صدارة الأندية داخل القارة، بل في صدارة أندية العالم كله من حيث عدد البطولات.
مقدمة لابد منها، لأن التاريخ يذكر تلك الحقائق الواضحة بلا تحيز أو تلون.. وهذا التاريخ قد يكون دافعا قويا أمام فريق القلعة الحمراء لتجاوز كبوته الحالية الواضحة، خاصة على المستوى المحلي، أو المرور من عقبة فريق المغرب التطواني في إياب دور الـ16 من دوري أبطال أفريقيا عقب هزيمته بهدف نظيف في المغرب، أو قد يحمل عبئا ثقيلا على اللاعبين في حالة الفشل في تجاوز تلك المرحلة الحاسمة للدخول إلى دوري المجموعات، خاصة مع تراجع واضح وحاد في مستوى أداء ونتائج الفريق المحلية.
وإذا كان التاريخ الأفريقي للأهلي يدعو للفخر والإعجاب من قبل جماهيره أو مشجعي كرة القدم المصرية عموما، فإنه يشير أيضا إلى خسارة الأهلي خارج ملعبه في مباريات ذهاب الأدوار الإقصائية 20 مرة، خرج على إثرها من تلك الأدوار في 4 بطولات، لكنه على الجانب الآخر نجح في تجاوز تلك الهزائم والاستمرار في البطولات 16 مرة بعد الفوز في مباريات العودة بالقاهرة، أي ان الأهلي تخطي خسارة مباريات الذهاب في 80% من تلك المواجهات، وهو ما قد يدعو للتفاؤل قبل خوض مباراة الإياب أمام المغرب التطواني، إلا أن كرة القدم لا تعرف سوى بذل الجهد داخل الملعب، وليس الاعتماد على التاريخ والأرقام فقط.
الغريب أن ركلة البداية للمارد الأحمر أفريقيا، كانت بالخسارة خارج ملعبه في مباراة ذهاب دور الـ16 في بطولة أبطال الدوري عام 1976، وخسر الأهلي وقتها بنتيجة كبيرة، ثلاثة أهداف مقابل لا شىء على يد فريق المولودية الجزائري، ولم يتمكن الأهلي من التعويض في القاهرة، واكتفى بفوز شرفي بهدف واحد سجله محمود الخطيب، وغادر الأهلي البطولة مبكرا جدا.
وفي الدور قبل النهائي من بطولة أبطال الدوري عام 1988، خسر الأهلي مرة أخرى أمام فريق جزائري في مباراة الذهاب، هو وفاق سطيف، بهدفين نظيفين، ورغم إحراز علاء ميهوب وربيع ياسين هدفين في المقابل في لقاء الإياب بالقاهرة، إلا أن الأهلي اضطر للجوء إلى ركلات الترجيح، ليخسر الفريق 2-4 ويفشل في الوصول إلى المباراة النهائية.
النتيجة الأسوأ كانت عام 2003 في بطولة كأس الاتحاد الأفريقي حسب اسمها في ذلك الوقت، عندما خسر في ذهاب دور الثمانية في نيجيريا أمام فريق رينجرز برباعية دون مقابل، ولم ينجح حتى في تسجيل أي هدف في لقاء العودة الذي انتهى سلبيا بينهما ويغادر الأهلي البطولة.
وكانت آخر مباراة ذهاب في دور إقصائي خسرها الأهلي وتسببت في خروجه من البطولة هي مواجهة أهلي بنغازي الليبي، العام الماضي، في دور الـ16 من دوري الأبطال، حيث خسر ذهابا 0-1، ثم خسر أيضا إيابا على ملعبه بنتيجة 2- 3 لينتقل بعدها إلى بطولة الكونفيدرالية التي فاز بلقبها لاحقا.
الجدير بالذكر أن الأهلي لم يخسر خارج ملعبه في أي مباراة نهائية أفريقية سوى أمام سيوي سبورت الإيفواري، في العام الماضي أيضا، حيث تعرض للهزيمة بنتيجة 1-2، إلا أن هدفا قاتلا برأس عماد متعب في لقاء العودة بالقاهرة منحه الفوز واللقب أيضا.
وفيما يلي نستعرض سريعا باقي المرات التي خسر فيها الأهلي مباريات الذهاب خارج ملعبه، قبل أن ينجح في تعويضها والاستمرار في البطولات المختلفة:
- دوري الأبطال 1981، دور الـ16: خسر الأهلي 0-2 أمام نايل بريواريز الأوغندي، ثم فاز عليه 5-0.
- دوري الأبطال 1982، دور الـ4 ( قبل النهائي): خسر الأهلي أمام رينجرز النيجيري 0-1، قبل الفوز عليه 4-0.
- كأس الكؤوس 1984، دور الـ16: المولودية الجزائري فاز على الأهلي 0-1، ثم تفوق المارد الأحمر عليه في الإياب 3-1.. ثم في نفس البطولة، في دور الـ8: خسر أمام أسيك الإيفواري 1-2 قبل أن يعوضها بالفوز 3-1.
- كأس الكؤوس 1985، دور الـ16: تعرض الأهلي للهزيمة أمام سيمبا التنزاني 1-2، ثم فاز عليه 2-0.
- دوري الأبطال 1987، دور الـ8: خسر الأهلي أمام أفريكا سبورت الإيفواري بهدفين نظيفين، وردهما الأهلي في القاهرة، وتفوق عبر ركلات الترجيح 4-2.
- كأس الكؤوس 1992، دور الـ32: خسر الأهلي أمام ليوباردز الكيني 1-2، ثم فاز الأهلي في الإياب 2-0.. ثم في نفس البطولة، في دور الـ16، خسر من كابوى ووريارز الزامبي 0-1 ورد الأهلي بالمثل، وتخطى تلك العقبة بركلات الترجيح 4-3.
- دوري الأبطال 1999، دور الـ8: فاز هارتس أوف أوك الغاني ذهابا 1-2، وفاز الأهلي إيابا 2-0.
- دوري الأبطال 2008، دور الـ16: خسر الأهلي أمام بلاتينيوم ستارز الجنوب أفريقي بنتيجة 1-2، ثم فاز إيابا 2-0.
- دوري الأبطال 2010، دور الـ32 : خسر الأهلي أمام جانرز الزيمبابوي بهدف نظيف، وفاز في العودة بهدفين دون مقابل.. ثم خسر أمام الاتحاد الليبي في دور الـ16 بهدفين نظيفين قبل أن يحقق الفوز بثلاثية بلا مقابل في العودة.
- دوري الأبطال 2012، دور الـ16: نجح الملعب المالي في الفوز على الأهلي بهدف واحد في توقيت قاتل، وزاد الطين بلة أنه سجل هدفا أيضا في لقاء العودة، لكن توهج النجم الأسطوري للأهلي وقتها، محمد أبوتريكه، وسجل «هاتريك» ليمر الأهلي من تلك العقبة المفاجئة وقتها، وفاز بالبطولة في النهاية.
- دوري الأبطال 2014، دور الـ32: خسر الأهلي أمام يانج أفريكانز 0-1 وعوض نفس النتيجة قبل أن يمر بركلات الترجيح 4-3.
وأخيرا، فاز المغرب التطواني على الأهلي بهدف نظيف قبل أسبوعين من الآن، بهدف قاتل لمهاجمه محسن ياجور في آخر دقيقة من عمر مباراة الذهاب في دور الـ16 من دوري الأبطال.. فهل ينجح الأهلي في تخطي تلك الهزيمة مثلما فعلها كثيراً عبر التاريخ؟!