x

«العلماني المصري».. حزب جديد «ضد التيار»

الجمعة 01-05-2015 13:17 | كتب: رضا غُنيم |
الحزب العلماني المصري تحت التأسيس الحزب العلماني المصري تحت التأسيس تصوير : آخرون

«البلاد تمر بمرحلة إعادة تأسيس، وتسعى للتحديث، وهي بحاجة إلى تيار علماني إصلاحي يتبنى قضايا المواطنة على نحو لا لبس فيه، وهو ما نرى تحقيقه بتشكيل حزب يحمل على عاتقه تلك القضايا كبند محوري في برنامجه».

الفقرة السابقة جزء من بيان مطول صادر باسم الحزب العلماني المصري «تحت التأسيس»، الذي يشارك في تأسيسه عدد من الشخصيات ذو التوجهات الليبرالية، أبرزهم هشام عوف، وكيل مؤسسي الحزب، والصحفي مؤمن المحمدي، وبسنت حسن، المذيعة بالتليفزيون المصري، والناشطة السياسية رباب كمال.

وأضاف البيان: «نرى أن مفهوم المواطنة يجب أن يقوم على أساس عدم التمييز بين المواطنين على أساس ديني أو عرقي أو طائفي، التزاما بمبدأ حرية الاعتقاد المكفولة دستوريًا، وهو ما لن يتحقق مادامت هناك مؤسسات دينية تتجاوز دورها الديني، الذي نكن له كل التقدير، غير أن هذه المؤسسات تتعدى دورها لتمارس سلطة سياسية واقتصادية واجتماعية على المواطنين، وهو ما ظهر بوضوح في العديد من المناسبات كالتدخل لمنع البرامج والأعمال الفنية ومصادرة الكتب وخلافه».

وتتضمن المبادئ العامة للحزب، الفصل ما بين الدين والسياسة، والتركيز على القضايا الفكرية والتنويرية، وطرح حوار مجتمعى مستمر ودائم حول مواد الدستور التي تجعل من الدولة المصرية «دولة دينية»، والسعي إلى تفعيل الدستور المصري عبر إلغاء قوانين ازدراء الأديان من القانون، لمخالفته الدستوري المُستفتي عليه في يناير 2014، والذي نص صراحة على حرية الفكر والتعبير، بحسب بيان للحزب.

وجرى محاكمة العشرات من الشباب عقب ثورة 25 يناير بتهمة «ازدراء الأديان»، أشهرهم الأديب كرم صابر، الذي حُكم عليه بالسجن 5 سنوات، بتهمة «ازدراء الأديان»، في مجموعته القصصية «أين الله» لما تضمنته من «العيب في الذات الإلهية»، وفقا لحكم المحكمة الذي استند إلى الشهادة من الأزهر الشريف.

وعن أسباب الاتجاه لتأسيس الحزب، يقول هشام عوف، وكيل مؤسسي الحزب: «هناك حالة تغول من الأزهر، وأصبح يملك سلطات واسعة، ربما يعود ذلك لأسباب سياسية، وتدخل لمنع أكثر من فيلم، وبرنامج، وهذه السلطات لم يكن يملكها قبل الثورة، بجانب ذلك هناك إرهاب يُهدد المنطقة، وجماعات تريد العودة بنا إلى العصور الوسطى، والمواجهة تحتاج إلى مشروع علماني حقيقي، في ظل عدم تصدي الأحزاب المدنية للأزهر، والتيارات الإسلامية».

لاقت دعوات تأسيس الحزب العلماني قبولًا واسعًا من قبل المواطنين، حسبما يقول «عوف»، إذ كان يُخطط القائمين على تأسيس الحزب لجمع التوكيلات في عام، لكن ما حدث خالف التوقعات.

يضيف «عوف»: «نستطيع جمع التوكيلات في 3 أشهر، ردود الفعل إيجابية للغاية، وجمعنا توكيلات كثيرة في مدة قصيرة»، رافضًا ذكر عدد التوكيلات.

ليست هذه هي المحاولة الأولى لتأسيس حزب يرفع شعار «العلمانية» في مصر، إذ حاول من قبل الكاتب فرج فودة، أبرز العلمانيين في الوطن العربي، تأسيس حزب «المستقبل»، عقب استقالته من حزب الوفد، بعد تحالفه مع جماعة الإخوان المسلمين في الانتخابات البرلمانية عام 1984.

كان «فودة» ينتظر من لجنة شؤون الأحزاب الموافقة على تأسيس حزبه، لكن جبهة علماء الأزهر، شنت هجومًا حادًا على «فودة»، وضغطت على «شؤون الأحزاب» لعدم الترخيص لحزب «المستقبل».

ولم يبد «عوف» تخوفه من مصير حزب «فودة»، قائلًا: «المناخ العام مختلف تمامًا، فرج فودة قال لي إنه لم يستطع جمع 50 توكيلًا، والظرف السياسي أيضًا مختلف، فستكون فضيحة للنظام الحالي حال رفض منحنا ترخيصا للحزب، لأنه يسمح بوجود حزب ديني، وهو ما يُخالف الدستور».

ويوضح «عوف»، أن الحزب سيخوض معركة سياسية وتنويرية، وليس معركة ضد الدين، كما يروج البعض، مرجحًا خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة حال استكمال أوراق الحزب.

ويتابع: «سنخوض الانتخابات إن استكملنا أوراقنا، وإن لم ننجح في ذلك، سنخوض انتخابات المحليات، وأعتقد أن وجود حزب علماني قوي سيخلق توازنًا في المجتمع»، مشيرًا إلى أن «الحزب سيركز في البداية على الجانب الفكرى والإعلامى، لتعريف الناس بالعلمانية ضد كل الدعاية السيئة التي ألصقها بها الإسلاميون».

الدعوة لتأسيس الحزب العلماني قُوبلت بهجوم إعلامي، إذ اتهم الكاتب الصحفي مصطفى بكري، القائمين على تأسيس الحزب بـ«الدعوة إلى الإلحاد»، قائلًا: «بيشككونا في دينا وحجابنا ووطنا ورئيسنا.. وصلنا لدرجة إن فيه حزب يدعو للإلحاد، إنتوا ناسيين إحنا مين؟، إحنا عندنا قيم وأخلاق ودين».

وعن هذا الهجوم، يقول «عوف»: «كنت متوقعًا لهذا الهجوم، وللأسف بعض ممن يهاجموننا أوهمونا بأنهم خاضوا معركة ضد جماعة الإخوان المسلمين، لكن سنواجه ذلك بتأسيس قناة على (يوتيوب)، وراديو على الإنترنت، وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، فمعظم أعضاء الحزب من الشباب».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية