«قبلة الأمير محمد سلمان ولي ولي العهد السعودي على يد ابن عمه الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز خلال مبايعة الأخير له»، و«مبايعة الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولي العهد السابق لولي العهد وولي ولي العهد الجديدين».
و«زيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز برفقة ولي العهد الأمير محمد بن نايف ونجله محمد للأمير مقرن بعد ساعات من إعفائه من ولاية العهد»، و«انتقاد الأمير طلال بن عبدالعزيز الأخ غير الشقيق الضمني لتعيين ولي العهد وولي ولي العهد».أبرز 4 مشاهد رصدها مراسل «الأناضول» خلال ليلة البيعة الثنائية لكل من الأمير بن نايف وبن سلمان مساء الأربعاء.
المشهدان البارزان كانا خلال مراسم البيعة مساء الأربعاء، حيث قام ولي ولي العهد السعودي الجديد، الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، بتقبيل يد ابن عمه وزير الحرس الوطني الأمير متعب نجل العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله، خلال تقديم الأخير البيعة له.
وأظهرت لقطات تليفزيونية بثها التليفزيون السعودي الرسمي بن سلمان وهو يقبل يد ابن عمه الأمير متعب، والذي سبق أن تحدثت تقارير صحفية عن امتعاضه من التغييرات التي أجراها الملك سلمان في 23 يناير الماضي في سدة الحكم (بتعيين الأمير محمد بن نايف وليا لولي العهد آنذاك)، حيث قيل وقتها إنه كان يطمح إلى منصب ولي ولي العهد.فيديو «القبلة» تداوله سعوديون على مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع، معتبرين إياه دلالة على تماسك الأسرة الحاكمة وعدم وجود خلافات على السلطة.
المشهد الثاني ذو صلة بالمشهد الأول أيضا، وتمثل في تقدم الأمير مقرن بن عبدالعزيز، ولي العهد السابق، صفوف المبايعين لولي العهد، وولي ولي العهد الجديدين.وكان الأمير مقرن بن عبدالعزيز، تم تعيينه، وليا للعهد في 23 يناير الماضي، قبل أن يتم إعفائه من منصبه الأربعاء بناء على طلبه وبذلك يكون قد استمر في منصبه 97 يوما فقط كأقصر ولاية عهد بالمملكة، والتي شغلها قبله ثمانية أمراء.المشهد الثالث هو قيام العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بزيارة، مساء الأربعاء، لأخيه غير الشقيق، ولي العهد السابق، الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود في قصره بالرياض.
وقالت وكالة الأنباء السعودية، إن الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد، والأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد، رافقا العاهل السعودي خلال الزيارة.وبثت الوكالة صورة جمعت العاهل السعودي مع الأمير مقرن وولي العهد وولي ولي العهد.ولم تذكر الوكالة الهدف من الزيارة أو ما جرى خلالها، إلا أن بث خبر الزيارة في حد ذاته قد يأتي بهدف إغلاق الباب مقدما حول أي انتقادات عن آلية انتقال الحكم وتعيين ولي العهد وولي ولي العهد، ودحض ما قد يثار حول الأمر، وفق مراسل الأناضول.ورغم أن المشاهد الثلاثة جاءت كلها في إطار واحد لتؤكد فكرة واحدة مفادها سلاسة انتقال الحكم للجيل الثاني من نسل الملك عبدالعزيز مؤسس السعودية، وعدم وجود خلافات داخل الأسرة الحاكمة على التعيينات الجديدة التي دفعت بنجل العاهل السعودي وابن شقيقه لثاني وثالث أهم منصبين في الدولة، إلا أن المشهد الرابع جاء مغايرا للمشاهد الثلاثة.
المشهد الرابع صنعته تغريدة للأمير طلال بن عبدالعزيز (84 عاما)، الأخ غير الشقيق للعاهل السعودي، على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر» وجه فيها انتقادات ضمنية لعهدي الملك الحالي سلمان والملك الراحل عبدالله، على خلفية «قرارات ارتجالية» صدرت منهما، في إشارة إلى اختيار ولي العهد وولي وولي العهد في عهد الملكين.واعتبر طلال قرارات الملك سلمان الأخيرة (دون أن يسميها) مخالفة للشريعة الإسلامية وأنظمة الدولة، في إشارة إلى نظام «هيئة البيعة» الذي أصدر العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله قرارا بإنشائها في أكتوبر 2006، لتتولي اختيار الملك وولي العهد مستقبلا.
وقال طلال بن عبدالعزيز في بيانه: «فوجئت عند نهاية العهد ما قبل الحالي (عهد الملك عبدالله) وهذا العهد (عهد الملك سلمان) بقرارات ارتجالية، اعتقد بعد التوكل على الله أنها لا تتفق مع شريعتنا الإسلامية ولا أنظمة الدولة».وتابع: «وسبق لي أن ذكرت في هذا الموقع أنه لا سمع ولا طاعة، وبالتالي لا بيعة لمن خالف هذا (الشريعة الإسلامية) وذاك (أنظمة الدولة)».ودعا الجميع إلى «التروي وأخذ الأمور بالهدوء تحت مظلة نظام البيعة الذي وبالرغم من مخالفته لما اتفق عليه في اجتماعات مكة بين أبناء عبدالعزيز، لا يزال هو أفضل المتاح رغم أن الأمر الذي اتفق عليه في مكة أن ينظر في تعديل بعض المواد، إذا وجد ذلك ضرورياً، بعد سنة من إقراره، الأمر الذي لم يتم وللأسف».
وأردف: «وبالتالي فإنني أكرر أنه لا سمع ولا طاعة لأي شخص يأتي في هذه المناصب العليا مخالف لمبادئ الشريعة ونصوصها وأنظمة الدولة التي أقسمنا على الطاعة لها».وتابع: «لذا فإنني أدعو إلى اجتماع عام يضم أبناء عبدالعزيز وبعض أحفاده المنصوص عليهم في هيئة البيعة ويضاف لهم بعضاً من هيئة كبار العلماء، وبعضاً من أعضاء مجلس الشورى، ومن يُرى أنه على مستوى الدولة من رجال البلاد، للنظر في هذه الأمور».
وأصدر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، الأربعاء، 25 أمراً ملكياً، أعفى بموجبها الأمير مقرن بن عبدالعزيز (69 عاما) من ولاية العهد بناء على طلبه، وعين الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز (56 عاما) ولياً للعهد بدلا منه، ليكون أول حفيد من أحفاد الملك عبدالعزيز، مؤسس المملكة، يتولى هذا المنصب.كما قضت سلسلة الأوامر ذاتها، بتعيين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز (30 عاما) ولياً لولي العهد، خلفاً للأمير محمد بن نايف، الذي أصبح ولياً للعهد، ليكون أصغر من يتولى هذا المنصب.
ولم يشر الأمر الخاص باختيار الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولياً للعهد، إلى موقف هيئة البيعة من اختياره، فيما أشار الأمر الخاص باختيار الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولياً لولي العهد أنه صدر «بعد الإطلاع على تأييد الأغلبية العظمى من أعضاء هيئة البيعة».ومنصب ولي العهد، كان ينبغي اختياره وفقا لآليات معينة حددها نظام هيئة البيعة، وتنص المادة السابعة من نظام هيئة البيعة على أنه «يختار الملك بعد مبايعته، وبعد التشاور مع أعضاء الهيئة، واحدا، أو اثنين، أو ثلاثة، ممن يراه لولاية العهد ويعرض هذا الاختيار على الهيئة، وعليها بذل الجهد للوصول إلى ترشيح واحد من هؤلاء بالتوافق لتتم تسميته وليا للعهد، وفي حالة عدم ترشيح الهيئة لأي من هؤلاء فعليها ترشيح من تراه وليا للعهد».وبحسب النظام نفسه، فإنه «في حالة عدم موافقة الملك على من رشحته الهيئة، فعلى الهيئة التصويت على من رشحته وواحد يختاره الملك، وتتم تسمية الحاصل من بينهما على أكثر الأصوات وليا للعهد».أما منصب ولي ولي العهد، فقد استحدثه العاهل السعودي الراحل في 27 مارس 2014، وعين به الأمير مقرن ليكون أول من يشغل هذا المنصب، وقضى الأمر ضمنا بتعيينه ولي العهد القادم (في حال وفاة الملك).
وكان الملك عبدالله قد بين في الأمر الذي أصدره في مارس أن هذا القرار (استحداث منصب ولي ولي العهد ومبايعته وليا للعهد) يطبق في هذه الحالة، وللملك القادم الحرية في تعيين ولي ولي عهد أم لا.وقد نص الأمر الملكي في مارس 2014 على أنه «للملك- مستقبلاً- في حال رغبته اختيار ولي لولي العهد أن يعرض من يرشحه لذلك على أعضاء هيئة البيعة، ويصدر أمر ملكي باختياره بعد موافقة أغلبية أعضاء هيئة البيعة»، وهو ما فعله الملك سلمان بتعيين ابنه الأمير محمد بن سلمان وليا لولي العهد.
إلا أن الملك الحالي سلمان بن عبدالعزيز طبق القرار عقب وفاة العاهل السعودي، مرتين، إحداهما في 23 يناير الماضي باختيار الأمير محمد بن نايف وليا لولي العهد، ثم الأربعاء، باختيار نجله وليا لولي العهد.وهي الأمور التي يبدو أن الأمير طلال بن عبدالعزيز أعرب عن اعتراضه عليها، لعدم وضوح كيفية أخذ موافقة هيئة البيعة على الاختيار سواء لولي العهد أو ولي ولي العهد.انتقاد الأمير طلال جاء في الوقت الذي قدم فيها نجليه الأمير الوليد والأمير خالد البيعة لكل من بن نايف وبن سلمان.
أيضا هذا الانتقاد كان دافعا لتسريب معلومة لقناة «العربية»- التي توصف أنها مقربة من دوائر صنع القرار بالمملكة- نقلتها عن مصدر مسؤول لم تسمه، أشارت فيها إلى أن 28 من بين 34 عضوا بهيئة البيعة وافقوا على تعيين بن سلمان وليا لولي العهد.