جدل كبير أثير داخل البرلمان البريطانى حول مستقبل الحكم فى مصر، وعلاقة مصر بإسرائيل، والإخوان المسلمين. كل ذلك تم بحثه فى ندوة عقدها معهد جنوب آسيا والشرق الأوسط، فى إحدى غرف مجلس العموم البريطانى، تحت عنوان «مصر وتطلعها نحو المستقبل»، بمشاركة نواب بريطانيين وخبراء فى الشؤون المصرية والعربية.
بدأت المناقشات ساخنة بانتقادات شديدة وجهها «جونثان باريس» من معهد هارسون الأمريكى لنقابة الصحفيين المصرية، وللقوميين والإخوان المسلمين، قائلاً إنهم تعاملوا بشكل «وقح» مع الدكتورة هالة مصطفى عقب استقبالها السفير الإسرائيلى فى مصر فى مكتبها. وشهدت الندوة تداخلاً كبيراً حول دور مصر فى القضية الفلسطينية،
حيث طالب البعض بضرورة استعادة مصر لمرحلة عبدالناصر من خلال فتح معبر رفح من جانب واحد، الأمر الذى أثار حفيظة كثيرين اعتبروا أن الأمن القومى المصرى يجب أن تكون له الأولوية، وأنه من غير المقبول أن تتنازل مصر عن أمنها لصالح أى طرف آخر.
من ناحية أخرى، فرضت قضية التوريث فى مصر نفسها على المناقشات، وقال النائب المحافظ نايجل إيفانز، إن مسألة من سيرث الرئيس حسنى مبارك فى حكم مصر الآن بعد تنحيه أو وفاته أصبحت قضية أساسية، معرباً عن خشيته من ألا يسمح لمرشحين آخرين بمنافسة جمال مبارك «إما عبر القوانين أو بوسائل أخرى»،
وأضاف أن «هيمنة الدولة على وسائل الإعلام مشكلة أساسية، بحيث لا يسمح بكثير من الأمور، مما قد يعرقل أى انتخابات رئاسية نزيهة».
من جانبها، تطرقت شيركى ويليامز إلى نقطة أخرى أثارت الجدل حول مستقبل العلاقة المصرية ـ الإسرائيلية بعد انتهاء ولاية الرئيس مبارك، وعما إذا كان الحاكم الجديد للنظام المصرى سيقبل باستمرار إسرائيل كدولة متسلحة نووياً، كما أثار المشاركون تخوفاتهم من موقف الإخوان المسلمين فى هذا الشأن متوقعين تنامى دورهم.
وفى هذا الصدد، قال هيو مايلز، الصحفى المتخصص فى شؤون الشرق الأوسط ومصر، إنه من الضرورى إدخال الإخوان المسلمين فى النظام السياسى المصرى وعدم دفعهم إلى الخيارات المتطرفة، خاصة أنهم «ليسوا بهذه القوة»،
كما شن مايلز هجوماً شديداً على رجال الأعمال ورؤوس الفساد فى مصر، منتقداً «اضطهاد الإخوان المسلمين» ومنع ناخبيهم من التصويت وتقييد حرية الصحفيين وإنشاء الأحزاب.
