كشف مسؤولون أمريكيون بارزون أن مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي، «إف. بي. آي»، ساعد، خلال 2012، في تسهيل عملية دفع فدية عائلة عامل الإغاثة، الذي كان مختطفا في باكستان آنذاك، وارن وينشتاين، لتنظيم «القاعدة»، في محاولة فاشلة لضمان إطلاق سراح المواطن الأمريكي، الذي لقي حتفه بعد ذلك في غارة أمريكية، خلال يناير الماضي.
ورأت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، في سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني، الخميس، أن «عدم الكشف عن دور مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي سابقا يسلط الضوء على تناقض موقف الولايات المتحدة طويل الأمد الذي يعارض دفع فدية لتحرير الرهائن»، لافتة إلى أنه «فيما ينتقد البيت الأبيض هذه الممارسات بشدة علنا وسرا، تظهر تفاصيل جديدة حول قضية وينشتاين كيف يتعامل (إف. بي. آي) مع مثل هذه القضايا بل ويقدم بعض التوجيهات للأسر لبلوغ هذه الغاية».
وذكرت الصحيفة أنه «في قضية وينشتاين، قام مكتب التحقيقات الفيدرالي بالتحقق من وسيط باكستاني استخدمته عائلة وينشتاين لنقل الأموال، وقدم معلومات استخبارية أخرى لتمكين عملية التبادل»، لافتة إلى أن «بعض كبار المسؤولين الأمريكيين وصفوا الإجراءات بأنها مشجعة للعائلة على المضي قدما في هذه الصفقة».
وأضاف مسؤولون أمريكيون أن عملاء الـ «إف. بي. آي» لم يوافقوا بصورة مباشرة على دفع الفدية، وبالتالي لم ينتهك العملاء سياسة الولايات المتحدة لتحرير الرهائن، وأشاروا إلى أن عملاء الوكالة قرروا بدلا من ذلك، مساعدة آل وينشتاين بمجرد أن خلصوا إلى أن أفراد العائلة حسموا أمرهم وقرورا المضي قدما في هذا الامر، وقال مسؤولون أمريكيون إن العملاء قدموا المعلومات المرتبطة بالقضية لحماية العائلة.
وفي السياق ذاته، قال متحدث باسم العائلة إن «آل وينشتاين هي عائلة أمريكية عادية وليست على دراية بكيفية التعامل مع عملية اختطاف، وعلى هذا الأساس، أخذوا بنصيحة الذين يتعاملون مع مثل هذه القضايا على أساس منتظم في الإدارة الأمريكية، وأصيبوا بخيبة أمل عند فشل جهودهم في نهاية المطاف».
ونسبت الصحيفة الأمريكية إلى المتحدث باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض، أليستير باسكي، القول: «لن نتطرق إلى التعليق على جهود غير معلنة، ولم يتم إعادة النظر في سياسة إدارة الولايات المتحدة منذ فترة طويلة حول عدم تقديم أية تنازلات لمحتجزي الرهائن».
ووفقا لمسؤولين أمريكيين مطلعين على الفدية، التي تم دفعها، في 2012، تحمست العائلة لخيار دفع الفدية على وجه الخصوص عندما أفاد مكتب التحقيقات الفيدرالي بأن هذا الخيار ربما يكون أفضل فرصة للإفراج عن وينشتاين، ووصفوا إياه بأنه الخيار الأقل سوءا من الخيارات المتاحة غير المثمرة، وفي الوقت نفسه، قال المسؤولون الأمريكيون إن «إف. بي. آي» حذروا آل وينشتاين بأن تنظيم «القاعدة» قد لا يطلق سراح وينشتاين حتى مع حصوله على المال.