x

مهاجرون غير شرعيين من الكاميرون: «لم يكن لدينا حتى الحق في شرب الماء مع البعير»

الخميس 30-04-2015 14:03 | كتب: الأناضول |
تصوير : آخرون

«رحلة الموت».. أو تلك المحطّات المحفوفة بالهلاك في سبيل إدراك الضفة الشمالية من المتوسّط، كلّفت مؤخرا، 800 مهاجر غير شرعي، حياتهم، اختبار عسير قد لا يمنح صاحبه حتى فرصة الاستمتاع أو الأسف على اجتياز، وتجربة مرّة أراد بعض الكاميرونيين سرد تفاصيلها، لتوعية الشباب الراغب في ركوب مغامرة مماثلة

اسمه إيتيان بوايهوك، غير أنه يلقب باسم إحدى الشخصيات التي تقمصها في أدواره المسرحي، «ترونكاندا»، هكذا عرف هذا الممثل الكوميدي في بلاده الكاميرون، وبذات اللهجة المتحمّسة والنبرة المنفعلة الخالية من تصنع، يروي، حيثما حلّ، سواء في البرامج التلفزيونية أو في المقاهي وحتى في الشوارع، حكايته مع أوروبا، «إنّها طريقتي في توعية الناس حول مخاطر الهجرة غير الشرعية»، يقول الشاب ذو الـ 28 عاما، في البداية كانت في 2012 في مدينته، العاصمة الاقتصادية للكاميرون بـ 400 ألف فرنك افريقي (750 دولار) في جيب بنطلونه، وأحلام كثيرة تداعب مخيلته، قرّر الشاب الانخراط في «مغامرة خاضعة لقواعده الخاصّة»، مأخوذا في ذلك بالصور التي كان ينشرها رفاقه الذين نجحوا في اجتياز البحر والوصول إلى أوروبا، «حين رأيت تلك الصور، جال بذهني إن أوروبا هي الجنّة، وأردت زيارتها أيضا».

وكغيره، ألقى بنفسه في قلب الغابة، استقل وسيلة نقل جماعية مشتركة نقلته من دوالا إلى الناظور في المغرب (شمال شرق) ثم اتجه نحو غابة «غوروغو» حيث يحتشد المهاجرون ينتظرون على أحر من الجمر الوقت المناسب لعبور حاجز «مليلة» الذي يفصل المغرب عن إسبانيا.

غير أن الطريق محفوفة بالمصاعب، فالمهاجرون يظلون تحت رحمة المهربين الذين ينهبونهم ويسيئون معاملتهم ويحدث أن يقع حمل 20 شخصا في سيارة لا تسع لأكثر من 7 أشخاص.

فرانك مفومو، هو الآخر شاب من بين المئات الذين فشلوا في التوجه إلى أوروبا بعد ان خاضوا التجربة المرة، يروي ما يتعرض له المهاجرون من سوء معاملة قائلا: «يطلق المهربون تهديدات في كل مرة يقوم فيها أحدنا بالتشكي من أمر معين، ثم يتخلون عنه في الصحراء تاركين يواجهون مصيرهم بمفردهم، رفقة قارورة ماء وبوصلة».

ويتابع مفومو: «عبور الصحراء يعتبر مهمة شاقة، لا يوجد ماء ولا غذاء، في بعض الأحيان، يمنعون عنك حتى أن تشرب من المياه المخصصة للبعير، ينبغي عليك أن تدفع المال لتحصل على بضع جرعات من ماء المشرب مع الإبل».

ترونكاندا يقول إن الرحلة من الكاميرون إلى المغرب دامت عاما كاملا، ويروي كيف أنه بعد 10 محاولات فاشلة، تمكن من عبور حاجز مليلة ثم أمضى نحو 8 أشهر في مخيم اللاجئين في مليلة قبل أن يقع إرساله إلى مدريد ومن ثم العودة به إلى الكاميرون، وهو ما يعتبره ترونكاندا، كما السواد الأعظم من المهاجرين غير الشرعيين فشلا ذريعا وهم يفضلون الموت على العودة إلى مربع الانطلاق.

ويفسر موقف المهاجرين غير الشرعيين بغياب هياكل مرافقة محلية لإعادة إدماج المهاجرين، وذلك على الرغم من ظهور بعض الجمعيات القائمة بجهود مرافقة للذين تمت إعادتهم إلى البلاد على غرار جمعية «حلول للمهاجرين الشرعيين» غير الحكومية.

وأوضح رئيس هذه المنظمة، إيف تسالا: «نستقبل هؤلاء المرحلين ونساعد البعض منهم ممن يحتاجون إلى رعاية طبية، كما أن عملنا يقوم في جزء كبير منه على الوقاية من ظاهرة الهجرة غير الشرعية عبر تحسيس الشباب بمخاطر هذا النوع من الهجرة».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية