x

سمير فريد قناة النيل للسينما وهذه السينما التى وجدت على النيل سمير فريد الأربعاء 29-04-2015 21:18


حاول أن تتخيل ماذا لو كانت مصر لم تنتج الأفلام السينمائية الناطقة منذ عام 1932، ولم يكن هناك يوسف وهبى فى «أولاد الذوات» عام 1932، ولا عبدالوهاب فى «الوردة البيضاء» عام 1933، ولا أم كلثوم فى «وداد» عام 1936، ولا نجيب الريحانى فى «سلامة فى خير» عام 1937، ولا كل الأفلام الروائية الطويلة المصرية التى تزيد على أربعة آلاف فيلم.

حاول أن تتخيل ماذا كانت ستعرض القنوات التليفزيونية والأرضية التى تعرض هذه الأفلام، وتنتج البرامج عن نجومها، والمسلسلات التى يمثلها هؤلاء النجوم: كانت ستعرض الأفلام الأجنبية فقط، خاصة الأمريكية، وكان معنى ذلك أننا سوف نحصل على الاستقلال من الاحتلال العسكرى الأجنبى، ويتم احتلالنا ثقافياً.

صحيح أن التليفزيون قام بإحياء تاريخ السينما فى العالم كله، ولو لم يكن يقصد ذلك، ولم تعد الأفلام «القديمة» تعرض فى المتاحف فقط، وهذا فضل التليفزيون على السينما، ولكن هذا لا يعنى تجاهل فضل السينما على التليفزيون فى نفس الوقت، لأنه بواسطة الأفلام اكتسب جمهورها الكبير الذى يشاهدها فى دور العرض، وقد حقق فيلم «الغضب والسرعة» السابع هذا الشهر مليار دولار فى ثلاثة أسابيع.

وحاول أن تتخيل معى أن التليفزيون المصرى اشترى وحده منفرداً كل الأفلام المصرية «القديمة»، واشترى وحده منفرداً حقوق العرض التليفزيونى للأفلام الجديدة مقدماً قبل التصوير، كما فى الكثير من دول العالم التى تعرف قيمة صناعة السينما، ولم يتم بيع القديم والجديد معاً لشبكات تليفزيونية غير التليفزيون المصرى، بموافقة غرفة صناعة السينما المصرية، ومباركة وزارة الإعلام التى أغمضت عينيها عن عمد.

قناة النيل للسينما كانت ستكون أهم قناة للسينما فى العالم العربى لو كانت تملك هذه السينما التى وجدت على النيل، وكانت هى التى ستبيع للآخرين حقوق العرض إذا أرادوا، ولمدة محددة كما فى كل العالم، وليس أن تنقل ملكية الأفلام إلى الآخرين، ولا تقل ما حدث قد حدث، فمن الممكن نقل الملكية مرة أخرى، ولو بدفع ضعف ثمن الشراء، ولكنه أمر يحتاج إلى تدخل الدولة على أعلى المستويات، وعلى المستوى الاستراتيجى.

ورغم كل هذه الظروف، ومنذ أن تولى رجل السينما والمسرح المرموق سيد فؤاد إدارة قناة النيل للسينما، شهدت بفضل إدارته تطوراً ملحوظاً، ولكنها من دون ميزانية ملائمة تجعلها قناة عشاق السينما الأولى، ولا توجد بها إعلانات، ولا حتى عن الأفلام الجديدة، خاصة المصرية، وإذا لم يعلن عن الأفلام الجديدة فى قناة النيل للسينما وفى «الكواكب» و«أخبار النجوم»، فأين يعلن عنها، ولماذا لا تتفق كل الأطراف لتحقيق هذه المصلحة العامة التى تعود بالخير على الجميع؟

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية