يرتكب مجلس إدارة الأهلى خطأ فادحا لو قرر الإبقاء على جاريدو مديرا فنيا فقط، انتظارا للمباراة المقبلة أمام المغرب التطوانى، بعد غد السبت، فى إطار دورى الأبطال الأفريقى.. فإن فاز الأهلى وتخطى عقبة المغرب التطوانى بقى جاريدو حتى نهاية الموسم.. وإن خسر الأهلى وخرج من البطولة الأفريقية ستتم الإطاحة الفورية بجاريدو، ربما قبل أن يخرج من ملعب المباراة.. والخطأ الفادح والفاضح هنا هو أنه ليس هكذا تكون إدارة الأندية الكبرى.. ولأن الأهلى طيلة المائة سنة الماضية كان بالفعل أحد الأندية الكبرى ليس فى مصر فقط وإنما فى العالم كله..
فذلك يُلزم محمود طاهر، الرئيس الحالى للأهلى، وكل زملائه فى مجلس الإدارة بقرار واضح وحاسم وصارم ونهائى هو أن يرحل جاريدو أو يبقى بصرف النظر عن نتيجة مباراة هنا أو هناك، بل حتى دون انتظارها أصلا.. فلابد أن يبقى مجلس إدارة الأهلى أكبر كثيرا وجدا من أن تقوده انفعالات جماهير غاضبة وحزينة أو نتائج مباريات تنتظرها إدارة النادى الكبير لتقرر وتختار.. والأهلى لم يكن كذلك أبدا من قبل ولن يكون فى المستقبل.. وأعرف أن ما أطلبه من محمود طاهر صعب جدا.. ويحتاج قوة وشجاعة أعرف تماما أن محمود طاهر يملكهما، حتى إن لم يملكهما كثيرون من المحيطين به والعاملين معه.. ولابد أن محمود طاهر اجتمع مع زملائه واستقروا على قرار بشأن جاريدو..
ولهذا أطالبه بأن يخرج ويعلن هذا القرار اليوم.. فإن كان القرار هو الإقالة فليعلن محمود طاهر أن مباراة الأهلى أمام المغرب التطوانى هى آخر مباراة لجاريدو مهما كانت نتيجتها.. أو يعلن طاهر أن جاريدو باق مع الأهلى بصرف النظر عن نتيجة أى مباراة حتى نهاية الموسم، ومهما كانت ثورات الشارع وغضبه واحتجاجه.. وأقصد بالإعلان الواضح إظهار مجلس إدارة الأهلى بصورة المجلس القوى الذى يحكم دولة الأهلى بقرارات نهائية لا يشاركه فيها أى أحد خارج غرفة مجلس الإدارة مهما كان..
وقد يكون بعض تلك القرارات خاطئا.. ولكن الناس فى النهاية سيقبلون حتى القرار الخاطئ من مجلس شعروا بقوته وتأكدوا من صلابته، ولن يقبلوا أبدا أى قرار مهما كان صائبا من مجلس يتبدى لهم يوما بعد آخر ضعفه وحيرته وارتباكه.. وإن جاز لى تقديم نصيحة للصديق محمود طاهر فإننى أود أن أؤكد له أنه ليس هناك من يتآمرون عليه، وليس هناك من يريدون هزيمته وانكساره.. فقد تعلمنا كلنا أن أهم ميزة لأبناء الأهلى وعشاقه طوال الوقت هى أنهم لا يضحون بالأهلى من أجل أى مكسب خاص أو مصالح شخصية.. وبالتالى لا أحد من مسؤولين سابقين يتمنى خسارة الأهلى للإطاحة بمحمود طاهر ومجلسه.. ولابد أن يسد طاهر أذنيه ولا يصغى لمثل هذا اللغو.