قدرات كبيرة جعلته يؤدي المهام المطلوبة منه على الوجه الأمثل، فضلًا عن أن التوقعات تشير إلى قدرته على النهوض بمسؤوليات منصبه الجديد وهو يخطو أيامه في العقد الثالث من عمره.
أخبار متعلقة
المدح المذكور في السطور السابقة جاء مكتوبًا بيد الأمير محمد بن نايف، ولي العهد السعودي، الذي قرر اختيار الأمير محمد بن سلمان ليكون وليًا لولي العهد، وهو الأمر، الذي قبله خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، في الساعات الأولى من صباح 29 أبريل الجاري.
وحظي بن سلمان بتأييد الأغلبية العظمى من أعضاء هيئة البيعة ليصل الابن الشاب للملك إلى منصبه الجديد وفي الوقت نفسه يتولى مسؤولية وزارة الدفاع ورئاسة مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية.
برز اسم ولي ولي العهد السعودي مع بدء «عاصفة الحزم»، التي ضربت معاقل الحوثيين في اليمن، نهاية مارس الماضي، حيث تلقى إشادات من السعوديين لما اعتبروه نجاحًا للعمليات العسكرية، التي تحول اسمها إلى «إعادة الأمل».
ويرى الأمير الشاب أن قوات الجيش السعودي «ستبقى دائمًا وأبدًا إن شاء الله تعالى درعاً حصيناً للدين ثم الوطن»، داعيًا ربه أن يعينه على «حمل الأمانة بالشكل الذي يرضيه سبحانه وتعالى».
«الرجل القوي والشجاع».. هكذا كان وصفه في تقرير نشره موقع «فرانس 24»، حيث أصبحت الأضواء مسلطة عليه بعد شهرين من استلامه حقيبة الدفاع خلفًا لوالده، الذي أصبح ملكا، ليجد الأمير الشاب نفسه في الصفوف الأمامية للحرب، التي أعلنتها المملكة على رأس تحالف عربي واسع ضد الحوثيين.
ونقل الموقع الفرنسي عن مصدر دبلوماسي غربي يقول إن الأمير الشاب «الرجل القوي في المملكة»، مشيرا إلى أنه «يشرف على كل ما هو مهم في البلاد».
ووفقًا للموقع الفرنسي، ليس هناك معلومات أكيدة حول سن الأمير محمد بن سلمان، إلا أن تقديرات كثيرة تشير إلى أنه يبلغ من العمر ما بين 30 و35 عاما.
ويرى الضابط السابق في الاستخبارات الأمريكية، بروس ريديل، الذي يدير مشروع معهد بروكينجز في واشنطن، أن الأمير الشاب يحظى بـ«موقع ذي نفوذ هائل».
وذكر ريديل أن الأمير الشاب يشارك في إدارة الشؤون الأمنية للبلاد مع وزير الداخلية، الأمير محمد بن نايف، الذي أصبح وليًا للعهد، ومع وزير الحرس الوطني الأمير متعب بن عبدالله، مضيفًا في تصريحاته المنشورة على «فرانس 24»: «معروف عن الأمير محمد أنه متحمس وطموح».
وجاء في سيرة ذاتية نشرتها مؤسسة «مسك»، التي أسسها الأمير الشاب لتنمية الشباب، أن بن سلمان لديه عشر سنوات من الخبرة المهنية وهو ناشط في المجال الخيري.
ويحمل الأمير محمد إجازة في الحقوق من جامعة الملك سعود، وقد أصبح في 2009 مستشارا خاصًا لوالده، الذي كان حينها أميرا للرياض قبل أن يصبح في 2013 رئيسا لديوان والده الذي أصبح وليا للعهد.
وفي أبريل 2014، عين الأمير محمد بن سلمان وزيرا للدولة وعضوا في مجلس الوزراء، قبل أن يعين في منصب وزير الدفاع ورئيس الديوان الملكي مع اعتلاء والده سدة الحكم في 23 يناير من العام الجاري، خلفا للملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز.
صعود الأمير محمد بن سلمان إلى منصبه الجديد بصحبة الأمير محمد بن نايف سبقه تصريحات صادرة من مصادر قريبة الصلة بدوائر صنع القرار في المملكة تقول إنه «يحسب للأميرين محمد بن سلمان ومحمد بن نايف قيادتهما المثالية للحرب في اليمن عسكريًا وسياسيًا»، الأمر الذي قد يفسر سبب تلك التغييرات في الوقت الحالي.
ولم يتخرج الأمير الشاب في إحدى الكليات العسكرية رغم توليه مسؤولية وزارة الدفاع، فهو حاصل على درجة البكالوريوس في القانون من جامعة الملك سعود، وكان الثاني على دفعته بكلية القانون والعلوم السياسية.
كما تلقى تعليمه العام في مدارس الرياض وكان من ضمن العشرة الأوائل على مستوى المملكة في الثانوية العامة.
وهناك تقارير صحفية تحدثت عن أن هناك تساؤلات حول مدى إصغاء الأمير محمد بن سلمان للقيادات العسكرية خصوصا أنه مدني وليس له خلفية عسكرية.
إلا أن مصدرًا سعوديًا تحدث لـ«فرانس 24»، بقوله إن الأمير محمد بن سلمان يعمل بتفاهم مع القوات المسلحة وهو يغتنم «فرصة فريدة ليظهر فاعليته»، وهي فرصة يعطيه إياها والده الملك.
