«نوجه عناية السادة الركاب بأن الخط الثالث من المترو لا يعمل»، جملة سمعها الآلاف من المواطنين أمس أثناء استقلالهم قطارات المترو، وعلق عليها بعضهم بالدعاء على المتسبب فى تعطيل الخط الثالث، بسبب تصادم أحد القطارات بالرصيف أمس الأول، بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة، وتأخرهم عن مواعيد عملهم.
«المصرى اليوم» رصدت ما يمكن تسميته «رحلة العذاب» داخل خطى المترو الأول والثانى بين المواطنين القاصدين محطة مترو العتبة لتغيير خط المترو واستقلال الخط الثالث المتجه من العتبة إلى محطة الأهرام.
وبدأت معاناة المواطنين لحظة نزولهم إلى محطة العتبة، حين فوجئوا بالإذاعة الداخلية للمحطة تبلغهم بأن الخط الثالث «العباسية – الأهرام» لا يعمل، بترديد جملة «نوجه عناية السادة الركاب بأنه لا توجد قطارات على خط العباسية – الأهرام».
تسببت هذه الجملة فى حالة من الهرج والمرج داخل محطة «العتبة» بسبب عدم معرفة الركاب المتجهين إلى العباسية وسيلة الانتقال للوصول إلى هناك، ما دفع إدارة المحطة إلى تخصيص جنود أمن مركزى على الرصيف لتوجيه المواطنين للأماكن والوسائل التى من الممكن أن يستقلوها للوصول إلى الأماكن الراغبين فى الذهاب إليها.
لم يكن على لسان هؤلاء العساكر سوى جملتين الأولى «ارجع رمسيس واركب من هناك للعباسية»، والثانية «اطلع فوق هتلاقى عربيات للعباسية اركبها»، الأمر الذى استقبله المواطنون بحالة من التذمر بسبب عدم وجود موقف سيارات للعباسية فى منطقة العتبة، إلى جانب إجبارهم على العودة إلى محطة الشهداء، وسط زحام شديد فى المحطة، وارتفاع درجات الحرارة حتى يتمكنوا من الذهاب إلى العباسية.
وأغلقت إدارة محطة العتبة طريق التحويل إلى خط المترو الثالث «العباسية – الأهرام» بالأشرطة الصفراء، ووقف عدد كبير من الموظفين وأفراد الأمن لتوجيه المواطنين ومنعهم من العبور، ما تسبب فى حالة من الزحام الشديد.
كان أمام المواطنين خياران الأول العودة إلى محطة مترو الشهداء ليتمكنوا من ركوب سيارات العباسية، أو الصعود إلى ميدان العتبة للبحث عن أى وسيلة مواصلات للذهاب إلى العباسية، حيث فوجئوا بوجود سيارات من خارج خط العباسية قررت تحميل الركاب وتوصيلهم إلى هناك، لكن كانت تسعيرة الأجرة 5 جنيهات للفرد، ومن تذمر عليه ركوب ميكروباص لمنطقة باب الشعرية ثم استقلال سيارات العباسية من هناك.
تسبب الخيار الثانى فى حالة من الشد والجذب بين المواطنين والسائقين الذين قالوا للركاب: «اللى مش عاجبه ما يركبش». وقال أحد سائقى الميكروباص إنه لا يوجد خط فى المنطقة للتحميل إلى العباسية، وعقب أزمة إغلاق الخط الثالث بدأت بعض السيارات تعمل على هذا الخط رغم أنها تنقل الركاب لمنطقة الحسين، وقرروا توحيد التسعيرة 5 جنيهات للفرد.
صاحبت «المصرى اليوم» المواطنين خلال رحلة الميكروباص، وعقب وصوله إلى ميدان العباسية ارتسمت على وجوه الركاب حالة من الفرح لوصولهم أخيراً إلى وجهتهم. وقالت إحدى السيدات عقب وصولها: «بقى يا ظلمة المشوار إللى كان ياخد نص ساعة أروحه فى ساعتين حرام عليكم».
أما مواقف الميكروباصات المتواجدة فى ميدان العباسية، التى تأتى من مناطق المرج والمطرية والحلمية وعين شمس ورمسيس وألف مسكن والجيزة، فكانت مكدسة بالمواطنين، بسبب عدم وجود وسيلة مواصلات أخرى إلى جانب عدم وجود سيارات كافية لنقل هؤلاء الركاب، ما تسبب فى حالة من الشلل المرورى الشديد بميدان العباسية.