x

سلفي مغربي يُدافع عن العلمانية: على المسلمين تقديم نموذج أكثر نضجًا

الإثنين 27-04-2015 18:26 | كتب: رضا غُنيم |
السلفي المغربي المرتضى اعمراشا‎ السلفي المغربي المرتضى اعمراشا‎ تصوير : آخرون

دافع الشاب المغربي السلفي، المرتضى اعمراشا، عن العلمانية، والحريات الفردية، حتى تحوّل في بلاده إلى مثال لتصالح فريد بين الحياة السلفية، والمبادئ الحداثية.

يقول «اعمراشا»، في مقابلة مع «سي إن إن»: «كل ما كنت أحتاجه هو يقظة الضمير، والعودة إلى المنبع النبوي العذب الذي كدّره تحريف الغلاة على مر الزمن. كلّ طالب علم تنتابه في البداية أسئلة محرجة قد يحاول تصريفها بالزعم أنها وسائس الشيطان، بينما ألّف فيها مشايخ الإسلام مجلّدات دون أن يتمكنوا من البث فيها».

ويضيف: «لقد اخترت الحل الوسط بأن أجيب على هذه التساؤلات بما ينفع المجتمع وبناءه التنظيمي والمجتمعي، دون إضاعة القيم والمبادئ التي تتفق عليها البشرية، ففي كل خطوة أخطوها للتصالح مع ذاتي وتشجيع الحريات الفردية، كنت أجد أن القرآن الكريم يسندني بآيات بيّنات».

ويرى «اعمراشا»، أن تناقض بعض الشباب المسلم بين ممارسة بعض السلوكيات في السر وتحريمها في العلن يعود إلى التربية التي تلقوها في الصغر، وما درسوه على أيادي رجال الدين.

وتابع: «لقد علمونا أن الفاسق أفضل من المبتدع، بمعنى أن من يمارس الجنس ويشرب الخمر، بل وحتى يقتل الناس، أفضل عندهم ممّن ينكر شيئا ممّا يرونه دينًا، أو من انحرف عن منهج السلف»، موضحًا: «هذه التربية أنتجت أشخاصًا يقدسون الاستبداد، ويبتعدون عن جوهر الشرع، ولا يفهمون منه إلّا تطبيق الحدود، بينما من شرّع الحدود كان يريدها لإقامة العدل بين الناس، لأن العدل هو الأساس، ولا نحتاج معه إلى تطبيق ما لم يعد العالم يراها عدلًا بمفاهيمه المعاصرة. كما أن الله حثنا على الرحمة الإنسانية والمساواة والصدق والتقسيم العادل للثروات».

وفي دفاعه عن العلمانية، يقول «اعمراشا»: «رغم كل المؤاخذات عليها، فهي النموذج المتطوّر عبر الزمن لتحقيق مفهوم العدالة الاجتماعية، ونحن نطلب من المسلمين الغيورين على دينهم أن يعطونا نموذجًا أكثر نضجًا منها، لا أن يعتقدوا أن الأمر حُسم منذ 14 قرنا تغيرت فيها جلّ الأنساق الاجتماعية».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية