x

القوى السياسية اليمنية ترفض مبادرة صالح: تشكك حوثى.. وغضب جنوبى

الأحد 26-04-2015 21:47 | كتب: صفاء صالح |
علي عبدالله صالح، الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، الرئيس اليمني السابق تصوير : أ.ف.ب

أعلنت الأطراف السياسية الحوثية فى اليمن رفضها للمبادرة التى أعلنها الرئيس اليمنى السابق على عبدالله صالح لوقف القتال فى اليمن مساء الخامس والعشرين من إبريل الجارى.

ووجه صالح فى مبادرته نداءً إلى الأطراف المتصارعة فى جميع المحافظات «للتوقف عن الاقتتال والعودة إلى الحوار». كما دعى لإطلاق جميع الأسرى والمختطفين، مطالبا الأطراف السياسية اليمنية بلا استثناء حتى خصومه السياسيين: «الذين خاصمونى منذ العام 2011 إلى الحوار والتسامح، وأنا سأتجاوز وأتسامح عن الجميع لمصلحة الوطن. من أجل صيانة الدم اليمنى الذى أزهق وسال بدون وجه حق، وبدون أى سبب. وأدعوا أنصار الله إلى القبول بقرارات مجلس الأمن وتنفيذها، مقابل وقف عدوان قوى التحالف. كما أدعوهم وجميع الميليشيات وتنظيم القاعدة والمسلحين التابعين لهادى إلى الانسحاب من جميع المحافظات، خصوصا محافظة عدن، ثغر اليمن الباسم، وتسليمها للجيش والأمن تحت إمرة السلطات المحلية فى كل المحافظات. وأن يتم حوار يمنى سعودى تحت رعاية الأمم المتحدة فى جنيف».

وجاء رد الحوثيين قاطعاً برفض مبادرة صالح أو أى مبادرات للتسوية قبل وقف قصف قوات التحالف لليمن.

وعلق سياسى مقرب من صالح لـ«المصرى اليوم» فى اتصال هاتفى على رفض الحوثيين للمبادرة بقوله: «لقد أعلنا مبادرة تخرجهم من أزمتهم، وهم رفضوها» ونفى السياسى المقرب من صالح ما يتردد عن نقض صالح لتحالفه مع الحوثيين قائلا: «لم يكن بين الرئيس صالح وبينهم تحالفا يوما ما، حتى ننقضه».

بينما علق ضيف الله الشامى، عضو المجلس السياسى للحوثيين، على موقف على عبدالله صالح قائلا: «لا يمكن أن يكون هناك أى توافق سياسى إلا بعد توقف العدوان، وعلى عبدالله صالح لم يعلن تحالفا معنا ونحن لم نعلن تحالفا معه، ولكنه كان رافضا للعدوان على اليمن مثلنا ومثل أى مواطن يمنى، ولكنه لم يقف بوجه هادى كما وقفنا نحن».

وعما إذا كانت «أنصار الله» تعتبر مبادرة صالح تخليا عن مواقفه السابقة معهم وتأييده لقوات التحالف يقول الشامى: «إلى الآن لا نعتبر ذلك انضماماً «للعدوان»، ربما يريد أن يوجد حلا سياسياً بعيداً عن الإجراءات العسكرية. ولكن نحن نرفض الدخول فى أى عملية سياسية دون توقف العملية العسكرية، وإذا كان المبعوث الجديد للأمم المتحدة سيعود بنا إلى نقطة الصفر، فنحن نرفض ذلك، فهناك وضع سياسى كان الحوار يسير بداية منه ولا نستطيع الرجوع للوراء».

ورغم تأكيدات البيانات المتتابعة الصادرة عن التحالف العربى الذى يقوم بعمليات عسكرية نوعية فى اليمن حاليا، والتحليلات المتعددة المنشورة فى الصحف الدولية حول قيام القوات التى تدين بالولاء لعلى عبدالله صالح والحوثيين بعمليات مشتركة معاً، إلا أن الطرفين يأبيان تأكيد وجود تحالف بينهما منذ بدء الصراع الحالى فى اليمن.

وتعيد مبادرة صالح منفردة التذكير بتاريخ من التحالفات التى تخلى عنها صالح خلال فترة حكمه الممتدة لليمن، وعقب خروجه من السلطة. ففى حواره مع «المصرى اليوم» المنشور بتاريخ 16 فبراير الماضى، لم يصدر عن صالح تأييد للرئيس اليمنى منصور هادى، رغم أن الأخير كان تذكرة صالح للخروج الآمن من الحكم عقب الثورة اليمنية التى أنهت حكمه. كمان كان الجنوبى منصور هادى نفسه هو حليف صالح فى حربه ضد الجنوب عام 1994. ثم اتخذ صالح من منصور نائبا له حتى عام 2011 الذى اندلعت فيه التظاهرات الغاضبة ضد حكم صالح الممتد.

ومع محاولات منصور «تطهير الجيش» من مؤيدى صالح ومن يدينون بالولاء له، لا للدولة اليمنية، اتجه صالح للتعاون مع الحوثيين أعداء الأمس الذين خاض ضدهم 6 حروب، حيث سعى على عبدالله صالح على تحسين علاقتهم بالمملكة السعودية منذ عام 2013، محاولاً إقناع المملكة أن الحوثيين أكثر قدرة على حماية حدودها المشتركة مع اليمن فى مواجهة عناصر القاعدة. ورفع صالح يداه عن هادى ولم يعلن أى موقف داعم له عندما قام حلفاؤه الحوثيون بمحاصرة قصر الرئاسة لإنهاء حكم منصور هادى.

مبادرة صالح الأخيرة لم يرفضها الحوثيون فقط، بل رفضها قياديو حركة الحراك الثورى الجنوبى، حيث صرح ناصر الخبجى القيادى بالحراك الثورى الجنوبى بعدن لـ«المصرى اليوم» معلقا على المبادرة: «فاقد الشىء لايعطيه. هذا رجل سبب المشاكل لليمن، ولا يمكن يكون جزءا من الحل. ولا نسمى ما أعلنه صالح مبادرة، بقدر ما هى هذيان رجل يحلم بالسلطة من بوابة ابنه»، فى إشارة لما يتردد عن سعى صالح لتسليم حكم اليمن لابنه «أحمد على عبدالله» القيادى بالجيش اليمنى.

يقول الشيخ سليمان العرادة، شيخ قبائل مأرب والحليف السابق لصالح، إنه أغلق التليفزيون عندما بدأ فى بث نص مبادرة الرئيس المعزول، «كنت أقول عن على عبدالله صالح إنه زعيم». كان الشيخ سليمان العرادة حليفا قديما لصالح، ورجله فى التواصل مع المملكة العربية السعودية. يقول محافظ مأرب الذى يقود قبائل بلدته فى القتال ضد الحوثيين فى تصريح هاتفى لـ«مصرى اليوم»: «لم نستمع إلى مبادرته، وأغلق الناس شاشة التلفاز، فأصبحنا نرى كلامه مجرد كلام. نحن نعلم أنه والحوثيين متحالفون، وقواته هى من تهاجمنا مع ميليشيات الحوثى، فجميع أصحاب الدروع والمدفعية وأصحاب التخصصات العسكرية هم رجال من قوات تدين له بالولاء».

توترت العلاقة مع الحليف القديم العرادة منذ بدأ صالح يقدم ابنه كوريث للحكم، حيث انتفض بعض شيوخ القبائل ورفضوا ذلك، وكان أولهم سلطان العرادة: «لا عداء شخصى بينى وبينه، ولكن تصرفاته التى بدأت مع رغبته فى توريث الحكم لابنه، ثم تصرفاته تجاه مناطق نفوذنا جعلتنا نعرف أنه لا يجب أن نثق به. وحينما كان يحارب الحوثيون كان ذلك من أجل الحفاظ على الكرسى، وظن حين تحالف معهم أن حكم اليمن استتب لهم، وأن إيران تجعلهم قوة يجب الاحتماء بها. وفى سبيل ذلك فقد حلفاءه فى الداخل والخارج، مثل السعودية وغيرها من دول التحالف».

وفى مقابل مبادرة صالح المرفوضة، أطلق الحوثيون مبادرة أخرى لتسوية الأوضاع فى الجنوب اليمنى، وأبدوا استعدادهم للتنسيق مع أبناء الجنوب لتسوية أوضاعهم ووقف الصراع فى المدن الجنوبية.

عن ذلك يقول ضيف الله الشامى، عضو المجلس السياسى لحركة أنصار الله: «هناك تواصلات مع الجنوبيين بغرض إيقاف الحرب وترتيب الأوضاع هناك، ونحن ننسق مع السلطات المحلية التى تعمل على إدارة أمور المحافظات وتوفير احتياجاتها».

وعن رفض الجنوبيين لهذه المبادرة يقول الشامى: «الحراك الجنوبى أصبح قوة مفككة بتدبير من عبد ربه منصور، حيث انقسم المتحدثون باسم القضية الجنوبية بين تأييد «العدوان» وتأييد «القاعدة».

وعن هذه المبادرات يقول محمد الحامد، القيادى بالحزب الاشتراكى فى مدينة حضرموت، التى تسيطر عليها قوات القاعدة: «السعودية هى التى تقرر قبول المبادرات أو رفضها نيابة عن الشرعية، ففى الداخل اليمنى مازال صوت الطائرات السعودية ومدافع الحوثى هى المسموعة، عندما تقتنع أطراف الحرب باستحالة إحراز نصر سيتم النظر فى المبادرات. المشكلة أن الحالة المعيشية للناس وهم فقراء أصلا تزداد سوءًا».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية