قال الأرجنتيني هيكتور كوبر، المدير الفنى للمنتخب الوطنى، إنه يعى جيداً أنه يحمل طموحات وأحلام الملايين من الشعب المصرى لتخطى التصفيات والتأهل لكأس الأمم الأفريقية المقبلة، واستعادة عرشه الأفريقى بعد ابتعاد الفراعنة عن بطولتهم المفضلة 3 مرات على التوالى. و رفض «كوبر» وصفه بـ«المدرب المنحوس»، وأكد أنه لا يخاف مواجهة النسور النيجيرية، ويحترم كل فرق المجموعة السابعة. وأشار إلى أنه لن يتنازل عن الفوز فى كل المباريات لضمان التأهل لأمم أفريقيا. وعبَّر عن سعادته بالتواجد فى مصر، وقال إن الشارع المصرى يتنفس كرة قدم، وفى أى مكان يتواجد فيه يحاط بالعشرات للحديث معه عن المنتخب، واختياراته من اللاعبين. وأعرب المدير الفنى للفراعنة عن أمله فى عودة الجماهير إلى المدرجات لأنها بمثابة الدافع المعنوى الكبير للاعبين. ونفى وجود أزمة وانقسام بين لاعبى الأهلى والزمالك فى المعسكر الأخير، مؤكداً أنه لم يلحظ أى شىء غير عادى، ولو حدث لاستبعد أى مُخرِّب من المنتخب على الفور، واعتبر أن الأمر تم تضخيمه. وشدد على أنه ليس فى حرب مع مدربى الأندية، خاصة جاريدو فى الأهلى أو فيريرا فى الزمالك، وأكد أنه يسعى للتعاون معهما. وتحدث كوبر عن العديد من الأمور فى الحوار التالى:
■ بداية،كيف ترى تجربتك فى مصر بعد مرور شهر على توليك مسؤولية قيادتك المنتخب الأول؟
- سعيد للغاية بتواجدى فى مصر، لأن الشعب المصرى يتنفس كرة قدم، ففى أى مكان أذهب إليه يلتف حولى العشرات للحديث عن المنتخب، ويحملوننى مسؤولية عودة المنتخب من جديد إلى منصات التتويج الأفريقية بعد فشل منتخب الفراعنة صاحب اللقب فى التأهل للبطولة الأفريقية ثلاث مرات متتالية، فضلاً عن دخول المشجعين معى فى جدل حول اللاعبين الأفضل للانضمام إلى المنتخب، وهى الأجواء التى أحبها.
■ وهل أنت قادر على تحقيق أحلام وطموحات الشارع المصرى؟
- تحقيق طموحات وآمال الشارع المصرى هو ما أسعى إليه، ووافقت على تدريب المنتخب من أجل ذلك.
■ لكن ألا يزعجك تخوف البعض من فشلك ووصفك بـ«العبقرى المنحوس»؟
- من يعمل فى مجال كرة القدم لابد أن يعى جيداً أنه على قدر ما سيلاقى من شهرة فإنه مُعرَّض بالقدر نفسه للانتقادات، كما أن وصفى بـ«المنحوس» أمر لا يزعجنى، خاصة أنه ارتبط بى بعد خسارة نهائى بطولة أوروبا مع فالنسيا الإسبانى مرتين أمام ريال مدريد وبايرن ميونيخ، وخسارة اللقب، ولكن من أطلق علىَّ اللقب نسى الجهد الكبير ودورى فى قيادة فريق صغير مثل مايوركا الإسبانى إلى نهائى كأس أوروبا، وبعده قيادة فالنسيا إلى نهائى أبطال أوروبا ليواجه فى المرة الأولى ريال مدريد، الذى كان يضم نجوماً تتخطى قيمتهم الـ100 مليون يورو، فى حين أن إجمالى قيمة لاعبى فريقى 100 ألف يورو، وفى العام التالى خسرت أمام بايرن ميونيخ بضربات الجزاء، وهنا من الممكن أن نتحدث عن الحظ الذى لم يحالف اللاعبين فى التسجيل ولكنى لو كنت منحوساً ما قُدت فرقاً متوسطة لمنافسة عمالقة أوروبا.
■ هل هناك فرق بين قيادة منتخب وقيادة نادٍ؟
- أفهم المغزى من سؤالك، والإشارة إلى أننى لم أتولَّ قيادة منتخبات، ولكن ما حققته من إنجازات فى الدورى الأرجنتينى، ثم فى أوروبا، يجعلنى قادراً على قيادة المنتخب، والأهم أن يتفهم اللاعبون وجهة نظرى الفنية، وهذا لن يحدث إلا بتعاون كل أطراف المنظومة، سواء اتحاد الكرة بتوفير المعسكرات، أو الأجهزة الفنية فى الأندية بتفهم أن المنتخب للجميع ويجب أن يتعاون الجميع من أجل إسعاد الملايين بالتأهل للبطولة الأفريقية والمنافسة على اللقب
■ معنى ذلك أنك غضبت من الهجوم الذى تعرَّضتَ له من جاريدو وفيريرا فى المعسكر الأخير؟
- الفيصل بينى وبين فيريرا وجاريدو هو الجمهور، وهل تهمه مصلحة المنتخب، خاصة- كما قلت- أنَّ المنتخب للجميع، وأنا لست فى حرب مع مدربى الأندية، ولكنى أطلب منهم تفهم وجهة نظرى، والمعسكر الأخير رغم إلغاء المباراة الودية كنت بحاجة فيه إلى التجمع مع اللاعبين لشرح فكرى لهم، خاصة فى ظل ضيق الوقت، وأنا أتفهم وجهة نظر جاريدو وفيريرا، وربما لو كنت مكانهما لاعترضت على ضم اللاعبين للمعسكر الأخير ولكنى أيضاً أطالبهما بأن يضعا أنفسهما مكانى، وأعتقد أنهما كانا سيقومان بنفس الشىء.
■ ولماذا لم تنسق مع مدربى الأندية وتشرح لهم وجهة نظرك؟
- أعترف بوجود قصور منى فى التواصل مع مدربى الأندية قبل المعسكر، ولكن لا تنس أنه لم يكن قد مر على وجودى فى مصر فى ذلك الوقت سوى 15 يوماً، وفى الفترة الماضية كنت حريصاً على متابعة مباريات الدورى، وسأقوم بزيارة الأندية للتواصل مع المدربين واللاعبين.
■ هل أغضبك إلغاء المباراة الودية التى كانت مقررة فى المعسكر الماضى؟
- لا أعرف شخصياً سبب إلغاء المباراة الودية، والتى كانت من المفترض أن تكون مع الكويت أو الأردن، وأتحدث عن الجانب الإيجابى، وهو أننى استفدت من المعسكر، خاصة أنى سأبتعد عنهم لمدة 20 يوماً حتى موعد المعسكر المقبل.
■ شوقى غريب المدرب السابق صرح بأنه فى حال عدم تمسكك بإقامة فترة إعداد جيدة ستلاقى مصيره؟
- أشكر نصيحة شوقى غريب، ولكن من الصعب أن أطلب توقف الدورى أو إقامة معسكرات طويلة، فأنا أتعامل فى إطار المتاح، والمنتخب سيخوض مواجهتين وديتين أمام مالاوى وجيبوتى قبل انطلاق منافسات مجموعة المنتخب فى التصفيات الأفريقية.
■ ألا تخشى الفشل بسبب ضيق الوقت وقلة فترة الإعداد؟
- لو خفت من الفشل ومن ضيق الوقت فإن ذلك سيؤثر على طاقتى الإيجابية، و«مش هعرف أشتغل، وهقعد أعيط، ومش هعمل حاجة»، ولابد أن نتحلى فى المنتخب، سواء كجهاز فنى أو لاعبين، بالروح القتالية حتى نتأقلم مع الوضع والظروف الراهنة، ونستطيع إخراج أفضل ما فينا من أجل الفوز بالبطولة.
■ كيف ترى مجموعة مصر فى التصفيات الأفريقية؟
- المجموعة قوية، لأنها تضم نيجيريا وتشاد وتنزانيا، وأنا لا أحب تصنيف فرق المجموعة من حيث القوة، فخريطة الكرة الأفريقية تتغير، وما أود قوله أننى لا أخاف من أى منافس، وفى الوقت نفسه أحترم كل المنافسين، وهدفى الفوز فى كل المباريات، فالبطل لا يفرق معه اللعب داخل أرضه أو خارجها، وأعتقد أنى قادر على قيادة المنتخب لتخطى التصفيات واستعادة العرش الأفريقى بالفوز بالبطولة الأفريقية.
■ ماذا عن حلم التأهل للمونديال؟
- حلم التأهل للمونديال مشروع للمصريين، ولكنى أفضل الآن التركيز على التصفيات الأفريقية، وبعدها البطولة الأفريقية التى ستكون دافعاً كبيراً نحو التأهل للمونديال.
■ من اللاعب الذى شد انتباهك فى المنتخب أو من خلال متابعة الدورى؟
- لن أتحدث عن لاعب بعينه، سواء فى المرحلة الراهنة أو فى المستقبل وإنما أتحدث عن فريق جماعى، وما شد انتباهى هو الروح وإصرار اللاعبين على تحقيق أحلام الجماهير، وهو ما رأيته فى عيون كل من انضم إلى صفوف المنتخب بلا استثناء.
■ ما حقيقة حالة الانقسام التى شهدها المعسكر بين لاعبى الأهلى والزمالك؟
- لم أشاهد أى شىء غير عادى فى المعسكر الأخير، وفوجئت بتناول إعلامى كبير لوجود حالة انقسام بين لاعبى الأهلى والزمالك فى المنتخب، وتم نشر إحدى الصور التى يجلس فيها لاعبو كل فريق على حدة، وما أود قوله أنه من الطبيعى أن يكون لاعب تجمعه صداقة بلاعب آخر يفضل الحديث معه والجلوس إلى جواره، ولكنى لو لاحظت أمراً غير طبيعى لما صمتُّ، كما أننى لن أسمح بوجود لاعب يفسد الاستقرار ويثير الأزمات، وأى لاعب غير ملتزم سيكون مصيره الاستبعاد النهائى.
■ هل تفضل الاعتماد على المحترفين أم المحليين؟
- سأعتمد على اللاعب الأجهز والأكثر عطاءً، وكما قلت فإنى شاهدت فى عيون اللاعبين إصراراً ورغبة على صنع شىء لمنتخبهم، خاصة أنهم تواجدوا فى ظروف صعبة، فغياب المنتخب 3 دورات جعل تصنيفه يتراجع ويقع فى مجموعة صعبة، فضلاً عن الضغوط الجماهيرية وعدم تقبلها فكرة الخروج من التصفيات للمرة الرابعة، وهو ما لمسته بنفسى من خلال تعايشى فى الشارع المصرى.
■ ما حقيقة شكواك من الزحام المرورى فى القاهرة؟
- عندما حضرت إلى القاهرة فوجئت بالزحام المرورى الشديد، لدرجة أننى لا يمكن أن أتخيل أنى سأقود سيارتى فى الشوارع، وأنا أعيش حالياً فى منطقة هادئة فى 6 أكتوبر، وبعيداً عن الزحام، فأنا سعيد بالتواجد فى مصر وسعيد بحب الناس لى والتفافهم حولى، لدرجة أنى فى إحدى المرات ارتديت «كاب» اعتقاداً بأن أحداً لا يعرفنى، وهو ما لم يحدث، والتف الناس حولى أيضاً لمتابعة أخبار المنتخب، وأنا سعيد بهذه الأجواء.
■ ما طبيعة علاقتك بالجهاز المعاون؟
- على أفضل ما يرام، وأنا سعيد بمجموعة العمل، سواء فى الجهاز الفنى أسامة نبيه أو أحمد ناجى، وفى الجهاز الإدارى علاء عبدالعزيز ومحمود فايز، ودائماً نجلس ونتشاور وأستمع إلى وجهات نظرهم، ولكن يبقى القرار النهائى لى باعتبارى المسؤول عن الجهاز الفنى.
■ ما انطباعك عن الدورى المصرى؟
- هو نفس انطباعى قبل تولى مسؤولية المنتخب من خلال المتابعة، فالدورى المصرى قوى ويعتمد على المهارة، ومن خلال الجولات التى قمت بها الفترة الماضية فى الملاعب أعتقد أن هناك لاعبين جيدين، قد يكون لهم مكان فى صفوف المنتخب، ولا تسألنى عن أسماء، وأعتقد أن الأهم هو أن تجد لاعباً مهارياً، لأن المهارة موهبة، ولا يمكن أن تكسبها للاعب، وهى التى تصنع الفارق، وبالتدريب والجهد ورفع معدلات اللياقة البدنية فإن اللاعب يكتسب باقى المهارات، وفكر المدرب، وهو ما أتمنى تحقيقه فى المستقبل، وما ينقص الكرة المصرية بصراحة شديدة هو عودة المدرجات.
■ معنى ذلك أنك مع عودة الجماهير؟
- بالطبع، فالجماهير هى عصب كرة القدم، والجهاز الفنى واللاعبون بحاجة إلى عودة الجماهير، خاصة فى المباريات المهمة، ولقد شاهدت مباريات للمنتخب المصرى فى بطولة أمم أفريقيا التى استضافتها مصر، وكيف كان للجمهور دور فى نجاح البطولة تنظيمياً، ودافع معنوى كبير لتحقيق الفوز، وكرة القدم فى الأساس هى للمتعة، والمتعة لا يمكن أن تكتمل دون صيحات الجماهير فى المدرجات التى تكون مؤشراً للاعب، وأتمنى أن نشاهد الجماهير فى المباريات الرسمية.
■ ولكن هناك مخاوف من تكرار الأحداث المؤسفة كأحداث بورسعيد ومباراة الزمالك وإنبى؟
- أتمنى أن يتوصل المسؤولون للحل، وذلك من خلال التواصل مع الجماهير التى لابد أن تعى أهمية عدم الخروج عن النص، تجنباً لحدوث كوارث جديدة، خاصة- كما قلت فى بداية حديثى- أن الشعب المصرى يتنفس كرة قدم، ومن غير المقبول حرمان مثل هذه الجماهير العاشقة للكرة بجنون كما هو الحال فى بلدى الأرجنتين من حضور المباريات
■ ماذا عن فرص اللاعبين الناشئين فى المنتخب؟
- سأتحدث بصراحة شديدة، نحن فى مرحلة حرجة للغاية نظراً لضيق الوقت، ولقد شاهدت ناشئين جيدين ولكن لا مكان لضمهم للمنتخب فى المرحلة الراهنة لأنها تحتاج إلى عناصر الخبرة، فكيف يمكن أن أجازف بضم لاعبين ناشئين وأدفع بهم فى مباراة تنزانيا أو تشاد أو نيجيريا، أعتقد أنه من الظلم لهم وللمنتخب، ولكن بعد تخطى عقبة التصفيات ستكون لدينا فرصة لضم العناصر المميزة والدفع بها تدريجياً للمشاركة.
■ هل تابعت مباريات المنتخب فى البطولات الأفريقية وكأس العالم للقارات؟
- بالطبع تابعت مباريات المنتخب المصرى، وهو لديه سمعة قوية فى كرة القدم، والدليل على ذلك موافقتى على قيادة المنتخب.
■ وهل كنت تتمنى وجود لاعبين مثل أبوتريكة وبركات وأحمد حسن فى المنتخب؟
- تابعت مباريات المنتخب، ولكنى لا أتذكر أسماء، فأنا أتذكر أداء المنتخب فى مجمله، وكما قلت أتمنى أن أنجح فى استعادة مصر سمعتها الطيبة بالتأهل لأمم أفريقيا، وبعد ذلك المونديال.
■ كيف ترى المنافسة بين مارادونا وميسى على لقب الأفضل فى تاريخ الأرجنتين؟
- من وجهة نظرى لا توجد مقارنة، فمارادونا الأفضل بلا منازع، وهو من أدخل الفرحة إلى قلب كل أرجنتينى فى مونديال 86، فمارادونا هو صاحب اليد العليا فى إنجازات الكرة الأرجنتينية، ولكن إنجازات ميسى وأرقامه القياسية التى حققها مع برشلونة لنفسه، ولم تستفد منه الكرة الأرجنتينية حتى الآن بالشكل الذى يتلاءم مع قدراته وإمكاناته.
■ ماذا تود أن تقول فى النهاية؟
- أتمنى أن أوفق فى تحقيق أحلام وطموحات الجماهير التى أضعها على عاتقى، وأتمنى دعم ومساندة الجميع، لأنى لن أحقق هذا وحدى، وأتمنى أن يقدم اللاعبون أفضل ما لديهم، وأؤكد أننى لست فى خصومة مع مدربى الأندية، بل على العكس أسعى للتعاون معهم، وما أود قوله هو أن الأولوية للمنتخب، وأعتقد أن أحداً لا يختلف على ذلك، خاصة أنى لم أطلب توقف الدورى أو شيئاً يضر بمصلحة الأندية التى تلعب فى الدورى أو البطولات القارية، بل على العكس كلما ارتقى مستوى الدورى أفرز لاعبين مميزين نستفيد منهم فى المنتخب، كما أتمنى- كما قلت- عودة الجماهير، ليعلم الجميع أننى لا أنزعج من النقد أو من كثرة الحديث عن المنتخب، سواء بالإيجاب أو السلب، فمن حق الجميع أن يتحدث عن كرة القدم، وأتمنى فى النهاية أن أكون جزءاً من فرحة الشارع المصرى الذى أحببته بحصد البطولات.