x

«زي النهارده».. استقالة شيخ الأزهر محمد الأحمدي الظواهري 26 أبريل 1935

الأحد 26-04-2015 08:00 | كتب: ماهر حسن |
شيخ الأزهر، محمد إبراهيم الأحمدي الظواهري شيخ الأزهر، محمد إبراهيم الأحمدي الظواهري تصوير : آخرون

كان شيخ الأزهر الشيخ محمد إبراهيم الأحمدى الظواهرى من تلاميذ الإمام محمد عبده، وممن ينتهج نهجه في التعليم، وكان له أثر في أكثر ما استحدث في الأزهر من منشآت وما تم فيه من إصلاح.

ولد الأحمدي في قرية كفر الظواهري بمحافظة الشرقية في ١٨٨٧، وكان أبوه من خيرة علماء الأزهر، فعُنِىَ بتعليم ابنه، وتعهده بنفسه، وجعله يتردد على حلقات العلم بالأزهر، فتردد على حلقات الإمام محمد عبده، ثم تقدم للامتحان أمام لجنة من علماء الأزهر ترأسها محمد عبده، الذي أثنى عليه قائلا له: «إنك لأعلم من أبيك».

وكان «الظواهرى» بعد نيله العالمية قام بالتدريس بمعهد طنطا وأصدر كتابه «العلم والعلماء»، الذي دعا فيه لإصلاح الأزهر، وأثار ضجة كبيرة، وأصدر الشيخ الشربيني شيخ الأزهر أمرا بإحراق الكتاب.

وفي ١٩١٤ تولى الظواهرى مشيخة معهد طنطا وفي ١٩٢٩ تولى مشيخة الأزهر، فكان ترتيبه التاسع والعشرين بين شيوخ الأزهر، وقطع شوطا في إصلاح الأزهر، وفي عهده ظهرت الكليات الأزهرية التي صارت نواة لجامعة الأزهر، وقد حال الشيخ دون تنفيذ فكرة ضم الأزهر إلى وزارة المعارف.

كما تضمن قانون إصلاح الأزهر الذي صدر في عهده في ١٩٣٠ إصلاحات منهجية للسياسة التعليمية للأزهر كما أصدر مجلة للأزهر، في ٢٩ مايو ١٩٣٠ باسم نور الإسلام (مجلة الأزهر لاحقا)، وأوفد بعثات من العلماء للدعوة للصين والحبشة وغيرهما، غير أن الشيخ لم يستطع أن ينفذ كل ما كان يتطلع إليه من إصلاح الأزهر لاعتبارات سياسية، واشتدت معارضة العلماء والطلاب له، ولم يستطع العمل في هذه الظروف فاستقال «زي النهارده» في ٢٦ إبريل ١٩٣٥.

ويقول الدكتور أحمد كريمة :يعد الشيخ الظواهري نموذجا متفردا في العالم الرباني الذي يؤثر المصلحة العامة على المصلحة الخاصة وكان قبل استقالته أمام خيارين إما أن ينفع نفسه بالبقاء في المنصب الرفيع أو يغادره من أجل المصلحة العامة فاختار الثانية.

وتابع: سلك مسلكه الشيخ شلتوت لاحقا في العهد الناصري حين واجه مخططات تعودبالسلب على التعليم الأزهري فاستقال كما كان الظواهري من دعاةالتجديد لا التبديد فكان يدعو للأصالة دون انكفاء عليها والمعاصرة دون الذوبان فيها وحاول الحيلولة دون أي مساس بالتعليم الأزهري الذي صار يعاني ازدواجية الثقافة وطغت مقررات التعليم المدني عليه فأخرج ضعاف المستوى.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية