يعود بيب جوارديولا لملعب كامب نو متنكرا في هيئة جديدة، فلم يعد جامعا للكرات كما كان صبيا، ولا نجما وقائدا للفريق كما كان لاعبا، ولا مدربا تاريخيا للبرسا، ولا مشجعا بالمدرجات كما حدث أمام مانشستر سيتي، وإنما كمنافس وقائد لغريم لدود.
وأسفرت قرعة الدور نصف النهائي من بطولة دوري أبطال أوروبا، الجمعة، عن صدام مثير بين جوارديولا، بصفته مدربا لبايرن ميونخ الألماني، وبرشلونة الذي عاش معه أفضل حقبة في تاريخه على مدار أربعة مواسم.
وتحدد موعد عودة بيب إلى بيته يوم السادس من مايو في لقاء الذهاب، وحينها من المتوقع أن يحظى باستقبال أسطوري في كامب نو باعتباره بطلا شعبيا في كتالونيا، لكن من سيتواجد بالمدرجات سيتمنى هزيمته دون شك.
لا تحمل أي من صفحات التاريخ مواجهة متضادة بين الطرفين، فجوارديولا طالما التصق بالبرسا منذ نشأ به، ودرب ناشئيه قبل أن يقود الفريق الأول، ومن ثم اتجاه لبايرن الموسم الماضي، لكن القدر اختار أن تنقلب «مع» إلى «ضد» في المربع الذهبي لأمجد بطولات أندية أوروبا والعالم في الموسم الجاري.
كما ستشهد القمة صداما بين الصديقين وزميلي الملاعب في السابق، جوارديولا ولويس إنريكي، طالما امتدح كل منهما الآخر، حتى فور العلم بنتيجة القرعة.
ويعتبر إنريكي، جوارديولا المدرب الأفضل في تاريخ برشلونة، وينسب له الفضل في سطوع مواهب نجوم صاروا أساطير للنادي الكتالوني، مثل ميسي وتشافي وإنييستا وبوسكيتس وبيكيه، وهم من سيسعون للتغلب على الأب الروحي لهم.
وبعيدا عن مكانة جوارديولا المرموقة عند أنصار البرسا، فإن الفريق الكتالوني يسعى للانتقام من خصمه البافاري، الذي أقصاه بطريقة مهينة في آخر مواجهة جمعتهما بنصف نهائي نسخة موسم 2012-2013، بإجمالي (7-0) بواقع 4-0 في أليانز أرينا ذهابا، و3-0 في كامب نو إيابا.
كما تشهد القمة عودة تياجو ألكانتارا إلى معقل البرسا، وهو من كان موهبة واعدة في عهد جوارديولا، قبل أن يلتحق به في بايرن، وسيصطدم بشقيقه رافينيا الذي يلعب في صفوف برشلونة.
وبالنظر إلى سجل المواجهات الثنائية بين الفريقين على مر التاريخ، فإن الغلبة لبايرن خلال ست مواجهات بالبطولة الأوروبية منذ 1998، حيث فاز أربع مرات، مقابل مرة واحدة لبرشلونة، وتعادل وحيد.
وكان الفوز الوحيد للبرسا على بايرن في التشامبيونز قد تحقق عام 2009 مع جوارديولا نفسه كمدرب بنتيجة 4-0 في كامب نو في ذهاب ربع النهائي و1-1 في الإياب، ليتوج باللقب فيما بعد على حساب مانشستر يونايتد الإنجليزي.