ينظم قسم التاريخ بكلية الآداب جامعة قنا، الأحد، ندوة «عناصر التفرّد في آثار سيناء»، وذلك في إطار الاحتفالات بعيد تحرير سيناء تحت رعاية الدكتور إبراهيم الدسوقي عميد الكلية والدكتور صلاح طايع وكيل الكلية.
يحاضر في الندوة خبير الآثار الدكتور عبدالرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بسيناء والوجه البحري، ويشارك فيها نخبة من الخبراء والمتخصصين وأساتذة الجامعات.
وصرح الدكتور عبدالرحيم ريحان، بأن الندوة تعقد بدعوة من أسرة «العروبة» بكلية الآداب ورائدها الدكتور نادر فتحى، الأستاذ بقسم التاريخ بالكلية، لتعزيز قيمة الانتماء وتعريف الشباب بصعيد مصر، وبآثار سيناء وقيمتها ودورها الحضارى عبر العصور، مؤكدًا أن المحاضرة تلقي الضوء على عناصر التفرّد الذي تتميز به آثار سيناء، والتي تجعلها جديرة بالتسجيل كتراث عالمي باليونسكو.
وأضاف أن عناصر التفرد بآثار سيناء، نتجت من تفاعل هذه الآثار مع البيئة السيناوية وطبيعتها الصحراوية وجبالها، وكانت آثارها نتاج هذا التفاعل، حيث استخدمت كل أنواع الأحجار المتوفرة بسيناء في بناء الأديرة والقلاع والموانئ، فبنى دير سانت كاترين من أحجار صخرية قائمة الزوايا من الجرانيت الصلد أخذت حجارته من جبل الدير الجنوبى، وصمم باتجاه شمال شرق وجنوب غرب موازٍ لمجرى السيل حتى لا يجرفه السيل.
وأوضح «ريحان»، أن عناصر التفرد تشمل ارتباط المباني بتلاقي الأديان في الوادي المقدس، حيث بنيت كنيسة العليقة في القرن 4 الميلادي في حضن شجرة العليقة المقدسة الذي ناجى عندها نبى الله موسى ربه، وبنى أشهر دير على مستوى العالم، دير طور سيناء في القرن الـ6 الميلادى، والذي تحول اسمه إلى دير سانت كاترين في القرن الـ9 الميلادى عند الشجرة المقدسة وفي سفح جبل الشريعة، وبنى المسلمون الجامع الفاطمي في عصر الآمر بأحكام الله 500هـ 1106م داخل الدير، وجامع على قمة جبل موسى مجاور لكنيسة من القرن الـ 6 الميلادى.
ونوه «ريحان»، لعناصر التفرد في وجود أقدم نسخة للتوراة في العالم بمكتبة دير سانت كاترين، والتي تعود للقرن الـ4 الميلادى، وهي التوراة اليونانية المعروفة باسم «كودكس سيناتيكوس»، وهي نسخة خطية غير تامة من التوراة اليونانية كتبها أسبيوس أسقف قيصرية عام 331م تنفيذاً لأمر الإمبراطور قسطنطين، وقد خرجت من الدير في ظروف معينة وهي موجودة الآن بالمتحف البريطاني، مطالبًا باستعادتها رسميا من بريطانيا.
كما طالب بعودة العهدة النبوية من تركيا، وهو كتاب العهد الذي كتب للدير في عهد نبى الله محمد عليه الصلاة والسلام، وكان الأصل محفوظاً في الدير إلى أن فتح السلطان سليم مصر 1517م فأخذ الأصل وأعطاهم نسخة معتمدة منه مع ترجمتها بالتركية.