تحيي أرمينيا، الجمعة، الذكرى المئوية للمذبحة التي راح ضحيتها مليون ونصف مليون أرميني في ظل حكم الدولة العثمانية، في1915، وذلك في حضور الرئيسين الروسي، فلاديمير بوتين، والفرنسي، فرانسوا هولاند.
ومن المقرر أن تنطلق المراسم في نصب تسيتسيرناكابيرد، الواقع في تل على أطراف العاصمة يريفان، حيث يقوم الرؤساء وعشرات الألاف من الأرمن من كل أنحاء العالم بإحياء ذكرى ضحايا المذبحة.
وتضيء شعلة النار الأبدية في هذا النصب التذكاري تكريما لكل الأرمن الذين قتلوا في المذابح أو أثناء ترحيلهم في حقبة الدولة العثمانية، وهو ما اعتبره بابا الفاتيكان، فرانسيس الأول مؤخرا «أول عملية إبادة جماعية في القرن العشرين»، الأمر الذي أثار غضب تركيا.
كما يضم هذا النصب أيضا متحفا يحتوي على صور فوتوغرافية يعود تاريخها إلى 100 عام، التقطت بعدسة المصور الألماني أرمين فيجنر، الذي كان شاهدا على الإبادة الجماعية التي تعرض لها هذا الشعب أثناء فترة خدمته كجندي طبيب في سوريا وبلاد الرافدين خلال الحرب العالمية الأولى.
ومن المقرر أن يحضر هذه المراسم ممثلون عن العديد من الحكومات، مثل الولايات المتحدة وروسيا وألمانيا والأرجنتين.
ودعا الرئيس الأرميني سيرجى ساركسيان هذا الأسبوع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى استغلال هذه الذكرى لتطبيع العلاقات بين البلدين من خلال اعترافه بوقوع هذه الإبادة الجماعية بالإضافة إلى فتح الحدود المشتركة.
وفي هذا السياق، أكد بوتين أن الإبادة الجماعية التي تعرض لها الأرمن، «تعد واحدة من أسوأ وأفظع الأحداث المأساوية في تاريخ البشرية»، معتبرا إياها عملية تطهير عرقي لا يمكن تبريرها.
ويتهم الأرمن سلطات الحكم العثماني آنذاك بأنها خططت لعملية إبادة ضد الأقلية الأرمنية بشكل منهجي، بدأت في 24 أبريل عام 1915 من خلال اعتقال المئات من المثقفين في القسطنطينية عاصمة السلطنة العثمانية.
ومن جانبها، أعلنت تركيا أنها ستحيي ذكرى «الأرمن العثمانيين» الذين قتلوا منذ 100 عام، لكن أردوغان يرفض تماما اعتبار مقتلهم «إبادة جماعية»، نظرا لأن الحرب العالمية الأولى أودت ايضا بحياة العديد من المسلمين.
ومن جانب آخر، استدعت الحكومة التركية سفيرها لدى النمسا بعد أن قام نواب برلمان النمسا بالوقوف دقيقة حداد على ضحايا المذبحة.
ووصف الرئيس الألماني يواخيم جاوك، الخميس، ما حدث ضد الأرمن بأنه إبادة جماعية، معترفا بمسئولية ألمانيا لأنها كانت متحالفة مع الدولة العثمانية.
وفي المقابل، لن يستخدم الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، كلمة «إبادة» في خطابه في ذكرى مذبحة الأرمن، الأمر الذي أثار غضب الجالية الأرمنية في الولايات المتحدة.