عاش الأرمن منذ القرن الحادي عشر في ظل إمارات تركيا متعاقبة كان آخرها الإمبراطورية العثمانية، وقد اعترف بهم العثمانيون كملة منفصلة وكانوا يتمتعون بحرية المعتقد، كأهل ذمة، وحتى أواخر القرن التاسع عشر كان تاريخ الأرمن خالياً من أي حركة عصيان مسلحة حتى أن الأتراك أطلقوا عليهم وصف «الأمة المخلصة».
وبحلول القرن التاسع عشر أصبحت الدولة العثمانية أكثر تأخرا من غيرها من الدول الأوروبية حتى إنها لقبت بـ «رجل أوروبا العجوز»، ونالت خلال هذه الفترة العديد من الشعوب استقلالها كاليونان ورومانيا والصرب والبلغار.
كما ظهرت حركات انفصالية بين سكانها العرب والأرمن والبوسنيين مما أدى إلى ردود فعل عنيفة ضدهم، ويتهم عبدالحميد الثاني بكونه أول من بدأ بتنفيذ المجازر بحق الأرمن وغيرهم من المسيحيين الذين كانوا تحت حكم الدولة العثمانية، ففي عهده نفذت المجازر الحميدية حيث قتل مئات الآلاف من الأرمن واليونانيين والآشوريين لأسباب اقتصادية ودينية بما عرف باسم المجازر الحميدية.
وكانت روسيا قد قامت بإثارة الأرمن الروس المقيمين قرب الحدود الروسية العثمانية وأمدتهم بالمال والسلاح ودربتهم على أراضيها وتشكلت جماعات مسلحة وكانت هذه الجماعات قد حاولت اغتيال السلطان عام ١٩٠٥فقامت تركيا بتهجير نحو ستمائة ألف أرمني لتبعدهم عن الحدود الروسية، وتقطع عنهم الدعم الروسي وتم التهجير بطرق بدائية فمات عدد كبير كماتم تهجير المسلمين من على الحدود الروسية ومات منهم الكثيرون وبلغ عدد ضحايا التهجير من المسلمين ما يقارب المليون.
ومازال الأرمن يحيون تلك الذكرى في كل عام «زى النهارده» وقد راح ضحية هذه المذبحة بعض من الطوائف الأخرى مثل المسيحيين والسريان والكلدان والآشوريين، وقد بدأت هذه المذبحة «زى النهارده» 24 إبريل 1915.