«زمانا قلبنا وعدلنا، وأدى ريحة الجنة فاحت، لما جينا ناخد عدلنا، لقينا الأيام ولت وراحت»، بهذه الأغنية الشعبية يبدأ المزارعون والعمال «الأجرية» يومهم المعتاد فى موسم حصاد القمح بمحافظة قنا، حيث يختلط العرق والجهد الممزوج بالفرحة والسعادة أثناء الحصاد خلال الموسم الذى ينتظره الجميع سنوياً، والذى يمثل بالنسبة لهم «طاقة الفرج» لما يجنونه من أموال تساعدهم فى تجهيز بناتهم وتزويجهم خلال هذا الموسم.
أخبار متعلقة
«المصرى اليوم» عايشت موسم حصاد القمح مع المزارعين للتعرف عن قرب على عاداتهم وتقاليدهم وأشعارهم وطعامهم خلال الحصاد.
قال عبدالسيد إمام، مزارع بمركز نقادة: «ننتظر موسم الحصاد بفارغ الصبر لما فيه من خير وما يحمله من أموال لنا بعد حصاد القمح ودرسه وبيعه سواء للتموين أو لتجار الأقماح بالمحافظة»، مشيراً إلى أن المزارعين و«الأجرية»، أى العاملين باليومية، يرددون الأغانى والأناشيد الشعبية والوطنية خلال عملهم، وأهمها أغانى عبدالحليم حافظ وأم كلثوم أثناء الحصاد.
وأضاف معاذ عوض الله، مزارع: «نشعر بالأمل مع بدء موسم حصاد القمح، خاصة بعد أن نجمع الهمم للقيام بهذه المهمة ويملؤنا الحماس والقوة، خاصة بعد أن دخلنا على مرحلة جنى تعبنا خلال زراعة المحصول وما عانيناه من جهد وتعب من أجل الوصول إلى حصد المحصول»، مشيراً إلى أن طعامهم بسيط للغاية ويشمل الطماطم والخيار والجبنة القديمة أو الخضرا «القريش»، وأن لها مذاقاً يختلف كثيراً عن مذاق المنزل، خاصة أننا وسط الخضرة والقمح.
وتابع سعيد كامل، عامل أجرى: «نبدأ يومنا من بعد صلاة الفجر وحتى التاسعة صباحاً، حيث نقصد الأرض التى اتفق أصحابها على حصد المحصول بها مقابل حصولنا على يومية 50 جنيهاً وعلبة سجائر، وهناك من يدفع للأجرى 70 جنيهاً فى اليوم ونشعر بالسعادة أثناء العمل».
وقال عبدالكريم بدرى، عامل باليومية: «نسعى لرفع يومية العامل من 50 إلى 65 جنيهاً بسبب الموسم وزيادة الطلب على العمالة، بالإضافة إلى ما نتعرض له من مخاطر بسبب التعرض لحرارة الشمس».
وأشار عبدالوكيل على، مزارع، إلى أن المزارعين والعمال ينتظرون موسم حصاد القمح سنوياً حتى يتمكنوا من تجهيز بناتهم بكل متطلبات الزواج وتزويجهن، بالإضافة إلى تسديد ديونهم خاصة الحاصلين على قروض من البنوك. فيما قال حمام عمر، مزارع، إن من أكثر الأغانى الشعبية التى يتغنى بها المزارعون والعمال أثناء الحصاد هى: «شهر الخير يا مايو هخلص واشترى دايو»، و«يا قمح شعرك عجبنى وخيرك هيملا حواصلى ومخازنك لسه عرفها فى لقصر بناها دا يوسف لو قلت لولدى على يوم هنبيع فى أرضينا يقول لى ونحصد عند مين اللى جايه.. اضحك وأقول ولدى وحبيبى وضنايا أنا حبيت أشوف السنابل والزرع الأخضر بتاعنا اشترى منك حنينك ولا الجفا ملكك»، و«أمى وابوى سيبونى صغارى وقعدت أقلب فى الهموم محتارى.. وأمى وأبوى لبسونى حرامى خافوا على م السموم الحامى».
