قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية فى تقريرها، أمس، إن مطالبة الدكتور زاهى حواس، رئيس المجلس الأعلى للآثار، جاءت بعد مرور أسابيع قليلة على هزيمة وزير الثقافة المصرى، فاروق حسنى، فى انتخابات اليونسكو.
وذكرت الصحيفة الأمريكية الآثار التى طالبت مصر باستعادتها خلال الفترة الأخيرة، وعلى رأسها اللوحات المصرية المسروقة فى متحف «اللوفر» الفرنسى، والتمثال النصفى للملكة «نفرتيتى» فى «المتحف الجديد» بألمانيا، و«حجر رشيد» فى المتحف البريطانى.
ونقلت عن مسؤولة بوزارة الخارجية الألمانية قولها إن المطالبة باستعادة نفرتيتى ليست لها علاقة بنتيجة التصويت فى انتخابات اليونسكو أو المرشح الذى صوتت له ألمانيا، مشيرة إلى أن التصويت «سرى».
وأشارت الصحيفة إلى قول أستاذة الفن التاريخى والخبيرة الثقافية الألمانية بحزب «الاتحاد المسيحى الديمقراطى» الحاكم، «مونيكا جروترز»، إن هناك وثائق تثبت أن التمثال غادر مصر بطريقة مشروعة.
ووصفت «جروترز» مطالب حواس باستعادة الملكة الفرعونية بأنها «غيرة» من الجانب المصرى، مشددة على أن مصر ليس لديها الظروف الملائمة التى توفرها ألمانيا للاحتفاظ بالتمثال، مشيرة إلى عدم ثقتها بإمكانية تحمل التمثال، الذى وصفته بـ«الرقيق»، رحلة نقله إلى مصر.
وفى سياق متصل، رصد الموقع الإلكترونى لمجلة «دير شبيجل» الألمانية تصريحات حواس لصحيفة «كولنر شتات انتسايجر» الألمانية بعد عرض نفرتيتى فى افتتاح «المتحف الجديد»، فى برلين، يوم الجمعة الماضى، حول أحقية مصر بتمثال الملكة، وكذلك تأكيداته بأنه بصدد فتح تحقيق حول الطريقة التى حصلت بها ألمانيا على التمثال عام 1913.
وشدد حواس - الذى وصفته صحيفة «جلوبال بوست» الأمريكية بأنه «إنديانا جونز» الحقيقى لجهوده المتواصلة لاستعادة الآثار المصرية - على قناعته بأن ألمانيا حصلت على التمثال بطريقة «غير قانونية»،
مؤكداً أنه سوف يطالب السلطات الألمانية بإعادة التمثال لمصر فى حال ثبوت أنه لم يغادرها بطريقة مشروعة. وتعقيباً على تأكيد المسؤولين فى برلين أن هذا التمثال نقل إلى ألمانيا بعلم وموافقة السلطات المصرية، قال حواس: «تقدمت بطلب إلى المسؤولين فى برلين قبل نحو شهرين للكشف عن الأدلة التى تؤكد مشروعية عملية نقل التمثال، لكنى لم أتلق رداً على هذا الطلب حتى الآن».
وأكد حواس أن عدم الرد على طلبه «أصابه بالغضب»، وكان السبب فى عدم تلبيته الدعوة لحضور الحفل الكبير الذى أقيم بمناسبة افتتاح المتحف الجديد فى برلين، مشدداً على أن هذا الخلاف لا يشكل خطورة على التعاون المصرى - الألمانى فى مجال الآثار، وأعرب فى الوقت نفسه عن أمله فى التوصل إلى حل سلمى مع برلين لهذه المسألة.