استهل السفير سامح شكري، وزير الخارجية، لقاءاته في نيويورك، الخميس، بلقاء سفراء دول الاتحاد الأوروبي في الأمم المتحدة على إفطار عمل استضافته بعثة الاتحاد الأوروبي في نيويورك.
وأكد «شكري»، خلال اللقاء، أن مصر حرصت على الترشح للمقعد غير الدائم في مجلس الأمن للعامين «٢٠١٦ و٢٠١٧»، من واقع مسؤولياتها تجاه المجتمع الدولي كطرف فاعل في تحقيق مقاصد الأمم المتحدة في حفظ السلم والأمن الدوليين وتحقيق الاستقرار في العالم، مشيرا إلى حصول مصر على دعم المجموعتين الأفريقية والعربية للترشح للمقعد غير الدائم في مجلس الأمن.
كما أكد «شكري» حرص مصر الدائم والمستمر على التشاور والتنسيق مع دول الاتحاد الأوروبي حول مختلف القضايا، وفي كافة المحافل الدولية والإقليمية.
وقال بدر عبدالعاطي، المتحدث باسم وزارة الخارجية، إن الوزير شكري استعرض خلال حديثه مع السفراء الأوروبيين أن مصر سبق أن حصلت على كل من التأييد العربي لعضويتها غير الدائمة للمجلس خلال اجتماع الدورة الـ(139) لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في مارس 2013، كما حصلت على الدعم الأفريقي خلال القمة الأخيرة للاتحاد الأفريقي في يناير 2015، مشيراً إلى أن مصر اضطلعت، كعضو مؤسس للأمم المتحدة، بدور بارز في جهود حفظ السلم والأمن الدوليين على مدار العقود الماضية، وانخرطت في جهود تعزيز العمل الدولي المشترك في إطار المنظمة لتحقيق الأمن الجماعي ودعم أهداف ومبادئ الميثاق، مجدداً التزامنا الكامل نحو إقامة نظام دولي متعدد الأطراف أكثر قدرة وقابلية على مواجهة التحديات والاستجابة لطموحات الشعوب، وهو ما سبق ان سعت مصر من خلال عضويتها غير الدائمة بمجلس الأمن في خمس مرات سابقة منذ إنشاء الأمم المتحدة إلى القيام بدور فاعل في هذا الصدد.
وأضاف «عبدالعاطي»: أن «الوزير شكري أكد التزام مصر التاريخي بدعم كافة جهود الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية في مناطق النزاعات، خاصة في الشرق الأوسط وأفريقيا»، مشيرا إلى أنه كانت مصر في مقدمة الدول الداعمة لعمليات حفظ السلام منذ تأسيس البعثة الأولى للأمم المتحدة في الشرق الأوسط عام 1948، وجاء إسهامها الأول من خلال مشاركتها في الكونغو عام 1960، ومنذ ذلك الحين، شاركت مصر في 37 بعثة حفظ سلام بأكثر من 30 ألف فرد قاموا بأداء مهامهم تجاه صون السلم والأمن الدوليين في 24 دولة بأفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية وأوروبا، إلى جانب استمرار مصر في تفعيل آليات الدبلوماسية الوقائية وتعزيز التعاون المؤسسي بين الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية المناظرة، بما فيها جامعة الدول العربية خلال فترة عضويتها غير الدائمة بمجلس الأمن.
وتابع أن «الوزير شكري أكد، خلال اللقاء، أن مصر لعبت دوراً كبيراً في بلورة الآليات الدولية المعنية بتحقيق عالمية نزع السلاح ونظام منع الانتشار، وساهمت بشكل بارز في خلق الأطر الدولية اللازمة للتعامل مع مختلف القضايا ذات الصلة بنزع السلاح، كما شاركت مصر بفاعلية في تعزيز دور الأمم المتحدة في مكافحة الإرهاب، بما في ذلك إقرار وتنفيذ استراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب».
وأوضح «شكري» أن منطقتنا العربية تواجه تحديات وتهديدات ناتجة عن انتشار التطرف والجماعات الإرهابية، وما يرتبط بذلك من تزايد حالة الاستقطاب الطائفي في المنطقة على حساب الهوية الوطنية لدولها، ولعل ما تشهده ليبيا واليمن والعراق وسوريا من أزمات تعصف باستقرارها بل وتهدد في بعض الأحيان وجودها لهو خير دليل على ذلك، مشدداً على أن تلك التحديات ستأتي في مقدمة أولويات مصر خلال فترة عضويتها غير الدائمة في مجلس الأمن، وحرص مصر على التنسيق مع المجموعة العربية، بما يحقق الأمن والاستقرار والتنمية للمنطقة العربية.
وأشار «عبدالعاطي» إلى أن الوزير شكري أجاب، خلال اللقاء، على عدد من الأسئلة المرتبطة بالأوضاع الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط، خاصة الأوضاع في ليبيا والجهود المبذولة للتوصل إلى حل سياسي بالتوازي مع ضرورة محاربة التنظيمات الإرهابية في ليبيا، وتمكين الحكومة الشرعية هناك، وسبل مواجهة خطر الهجرة غير الشرعية عبر البحر المتوسط والقادمة من ليبيا، فضلا عن تناول مسار الأزمة السورية في إطار مؤتمر «جنيف-١»، واستمرار مؤسسات الدولة في سوريا، وضمان عدم تقسيم سوريا وتحقيق تطلعات الشعب، فضلا عن تناول مسار القضية الفلسطينية، وأهمية سرعة استئناف مفاوضات السلام بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، طبقا لمرجعيات عملية السلام المتفق عليها، وبما يفضي إلى إقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية على كامل التراب الوطني الفلسطيني.