قال منير فخري عبدالنور، وزير الصناعة والتجارة، إن هناك الكثير من الروابط التاريخية بين مصر وأفريقيا، خاصة منذ ربط كنيسة إثيوبيا بكنيسة الإسكندرية، وللأسف لم تستمر العلاقات نتيجة تدخل الإمبراطورية البريطانية، وأيضا حاولت الإمبراطورية الفصل بين مصر والسودان إلى شعبين، لكننا لابد أن نؤكد على أننا لم نبنِ بالشكل المناسب على هذه الرواسخ التاريخية بين مصر ودول أفريقيا.
وأضاف «عبدالنور» خلال مؤتمر «هنا أفريقيا» بالتزامن مع احتفالات يوم أفريقيا بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، الأربعاء، أن «السودان كان في خاطر وبال المصريين وأذكر مقولة مصطفى النحاس في مفاوضاته مع بريطانيا عندما طلبت منه فصل مصر عن السودان، فقال تقطع يدي ولا تنفصل السودان عن مصر، وظلت العلاقة بين البلدين وثيقة.
وأوضح عبدالنور أن دول أفريقيا كانت لها موقف مشرف في حرب أكتوبر 1973 عندما قطعت الكثير من دول أفريقيا العلاقات مع إسرائيل وساندت حرب مصر ضد إسرائيل، مشيرا إلى أن مصر ظلت في قلب أفريقيا حتى حادث أديس بابا ومحاولة اغتيال الرئيس الأسبق حسني مبارك، ومن وقتها للأسف قل اهتمام مصر بأفريقيا، ومازلنا ندفع ثمن هذا الابتعاد حتى الآن.
وأشار إلى أنه «مما زاد من الابتعاد عن أفريقيا ما حدث في السنة الكئيبة ما بين يونيو 2012 و2013 والجلسة التي أذيعت في التليفزيون المصري في عهد الإخوان، التي قضت على جهود عودة العلاقات، وكان على ثورة يونيو دور كبير في إعادة المياه إلى مجاريها وعودة العلاقات السياسية والاقتصادية»، موضحا أن اهتمام مصر بأفريقيا يأتي من البعد الاسترتيجيي والأمني، خاصة البعد المائي والاقتصادي.
وأكد الوزير أنه «عند ذكر أرقام التبادل التجاري بين مصر وافريقيا، أرى أن مصر لم تتقدم كثيرا في تنمية علاقاتها مع أفريقيا، حيث إن إجمالي صادرات مصر في حدود 23 مليار دولار سنويا، وإجمالي ما تصدره لدول أفريقيا حوالى 4 مليارات دولار فقط، وبالتالي صادرات مصر لأفريقيا لا تتعدى 17%، كما أن إجمالي الاستيراد من الخارح بلغ نحو 16 مليار دولار، وإجمالي ما تم استيرده من أفريقيا لا يتعدى مليار و400 ألف دولار، وهو رقم هزيل، وفقا له.