ربما لن يصدق أحد أن المتحف الزراعى الذي حرص على زيارته الرؤساء والملوك، مثل الرئيس الصينى والملك عبدالعزيز آل سعود والملك سعود الكبير ونائب الرئيس الكوبى، ووضعته الدولة على خريطة السياحة الداخلية والدولية، أصبح عاجزاً عن توفير الاعتمادات المالية اللازمة للنهوض به، ولا يمكن للزائر أن يستطيع مشاهدة الإبداع الثقافى داخل المتحف الذي يضم أكثر من 50 ألف قطعة أثرية تعكس تاريخ الزراعة المصرية منذ الفراعنة وحتى أسرة محمد على الكبير، وهو ما دفع وزير الزراعة لإجراء تعيين مدير جديد للمتحف الزراعى.
المهندس محمد صبحى، رئيس قطاع الإرشاد الزراعى ومدير المتحف الزراعى الجديد، قال: «يوم الاثنين الماضى كان غريبا في حياة المتحف الزراعى، حيث وصل إجمالى إيرادات المتحف من الزائرين 6 جنيهات، رغم أن عدد العاملين بالمتحف يتجاوز 200 موظف بين العامل والإدارى، لو كان يبيع ترمس لحصل على عائد أكبر من ذلك». مشيراً إلى أهمية وجمال المتحف الزراعى، الذي أنشأه الملك فؤاد عام 1929، حين وقع اختياره على سراى الأميرة فاطمة إسماعيل، القريب من وزارة الزراعة، والذى يعد ثانى متحف زراعى على مستوى العالم بعد المتحف الزراعى بالعاصمة المجرية «بودابست».
واستغرب صبحى ضعف الإقبال على زيارة المتحف رغم ما يضمه من 8 متاحف زراعية متخصصة، ومساحات خضراء تصل إلى 30 فدانا، ويجرى حاليا تنفيذ خطة لإعادة تأهيلها، لتحويل المتحف إلى مزار سياحى يجذب الزوار إليه، مشيرا إلى أن المتحف عانى خلال الأعوام الماضية من الإهمال الذي تسبب في حدوث تجاوزات تعد إهمالا في حق الوطن، لأنه تاريخ كل مصريين، وحضارة مصر التي نباهى بها العالم هي حضارة زراعية.
وأشار مدير المتحف الجديد إلى أنه تجرى حالياً تحقيقات في النيابة الإدارية حول الوقائع التي تتنافى في العمل المتحفى، منها مخالفات زراعة فاصوليا داخل المتحف بتكلفة بلغت 28 ألف جنيه، ولكن العائد منها 2500 جنيه.
وأضاف «صبحى» أنه فوجئ بأن رسوم تسجيل ساعة التصوير للأفلام والمشاهد الفنية تصل إلى 200 جنيه للساعة، وهو ما تتم مراجعته حالياً حفاظاً على المال العام وتحقيقاً لرسالة المتحف الثقافية والفنية.
ولفت مدير المتحف إلى أن الدكتور صلاح هلال أعد مخططاً جديداً لتطوير المتحف الزراعى ووضع آليات للترويج له محلياً ودولياً لجذب السائحين.