فتح إعلان التحالف العربى، الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين والنظام السابق في اليمن، وقف عملية «عاصفة الحزم» الباب أمام إمكانية التوصل إلى اتفاق وشيك، إذ أعلن قيادى حوثى عن قرب التوصل إلى اتفاق سياسى لإنهاء الصراع، فيما تعتزم سلطنة عمان تقديم مبادرة من 7 نقاط لحل الأزمة اليمنية. وبالتوازى مع التحركات الدبلوماسية، سارعت إيران إلى إعلان «هزيمة» التحالف العربى في الحرب، فيما دعا قيادى بإخوان اليمن إلى «عدم فهم الرسالة بشكل خاطئ».
وقال قيادى بجماعة الحوثيين اليمنية إنه تم التوصل تقريبا إلى اتفاق سياسى لإنهاء الصراع الذي تدخل فيه التحالف العربى بغارات جوية على المتمردين الحوثيين لمدة 27 يوما. وعبر القيادى في الحركة المتمردة حليفة إيران عن «دهشته» لإعلان التحالف الذي تقوده السعودية إنهاء «عاصفة الحزم»، أمس الأول، لكنه أشار إلى أن الإعلان يتزامن مع إحراز تقدم نحو التوصل إلى اتفاق شامل.
وأضاف أن الحركة كانت تتوقع أن يكون هناك اتفاق على وقف لإطلاق النار، بعد توقيع اتفاق سياسى، موضحا أن الموافقة عليه جاهزة تقريبا.
وفى الوقت نفسه، أعلنت تقارير إخبارية سعودية أن سلطنة عُمان ستقدم مبادرة متكاملة تقود إلى حل سلمى للأزمة اليمنية، مشيرة إلى أن مسقط تجرى حاليا مشاورات عدة لبلورة الموقف من تلك المبادرة. وأشارت التقارير إلى أن المبادرة ستتضمن انسحاب الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع على عبدالله صالح من جميع المدن، وإلزامهم بإعادة العتاد العسكرى للجيش، وعودة السلطة الشرعية إلى اليمن، برئاسة الرئيس عبدربه منصور هادى، والمسارعة بإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في أقرب وقت، والتوافق على حكومة جديدة تضم جميع أطياف الشعب اليمنى وأحزابه، وأن تتحول جماعة الحوثى إلى حزب سياسى يشارك في الحياة السياسية بطرق شرعية، وعقد مؤتمر دولى للمانحين، وتقديم اقتراح بإدخال اليمن ضمن منظومة مجلس التعاون الخليجى.
وبينما رحبت طهران بانتهاء «عاصفة الحزم»، ومطالبتها بتقديم مواد الإغاثة لليمنيين، اعتبر رئيس مجلس الشورى الإسلامى في إيران على لاريجانى أن إعلان السعودية انتهاء «عاصفة الحزم» جاء بعد «هزيمتها». وقال، خلال افتتاحه الجلسة العلنية لمجلس الشورى، أمس: «إن السعودية وبعد مرور 27 يوما على ما وصفه بـ(عدوانها)، أعلنت وقف ما سمته (عاصفة الحزم) على اليمن، وتحقيق أهداف هذه العملية»، متسائلا: «ماذا حدث خلال هذه الـ 27 يوما، غير استشهاد وجرح آلاف المدنيين العزل، وتدمير البنى التحتية لليمن، فيما سيطرت حركة أنصارالله (الحوثيين) والجيش اليمنى على المزيد من المحافظات هناك؟!»، على حد زعمه.
وبالتوازى مع تصريح لاريجانى، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم ترحيب بلادها بانتهاء العملية، معربة عن أملها «فى اتخاذ إجراءات في أسرع وقت لإرسال المساعدات الإنسانية وتهيئة الأجواء لبدء حوار شامل بين الأحزاب والفصائل اليمنية، من أجل تشكيل حكومة شاملة»، دون تدخل خارجى.
وقال الرئيس اليمنى السابق على عبدالله صالح، الذي تحالف مع الحوثيين، إن قرار الضربات كان «مستنكرا ومرفوضا، كما أن قرار وقفها وإنهاء العدوان مرحب به»، على حد تعبيره.
وفى خطاب متلفز بثته قناة الإخبارية السعودية، مساء أمس الأول، قال الرئيس اليمنى عبدربه منصور هادى، متوجها لشعبه: «إن الحوثيين يستنسخون تجربة إيران.. ولم نتخيل أطماعهم وشرورهم». وتعهد هادى بالنصر، قائلا: «سننتصر، ولا مجال للمتطرفين سوى الجنوح للسلم، وسنعود لاستكمال المسار السياسى، بعد تخليص الوطن من المتآمرين.. سننتصر بإذن الله لا محالة، لأننا على الحق، وسنخرج قريبا من تلك الأزمة وسنعود إلى ترابنا الغالى قريبا».