اهتم العديد من الصحف ووسائل إعلام أجنبية بالحكم الصادر ضد الرئيس المعزول، محمد مرسى، بالسجن 20 عاماً بتهمة استعراض القوى، وتبرئته من باقى التهم الموجهة إليه في القضية المعروفة إعلامياً بـ«أحداث الاتحادية»، ووصفه البعض بالمريب، فيما اعتبره آخرون مؤشرا لنهاية الإخوان.
ورأت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأمريكية أن الحكم «مؤشر جديد» لـ«نهاية» جماعة الإخوان المسلمين، وقالت، في تقرير، أمس الأول، إن هذا الحكم يعكس في جوانب عديدة «نهاية» الجماعة التي ظلت، على مدى عقود، قوة اجتماعية قوية في مصر.
وأضافت أنه «منذ عزل مرسى، قبل 22 شهراً، يقود الرئيس عبدالفتاح السيسى حملة واسعة النطاق ضد مرسى والإخوان المسلمين، التي كانت سابقاً، أكبر حركة سياسية في البلاد»، على حد وصف الصحيفة.
وتابعت: «الحصار الأمنى المشدد لمحاكمات الإخوان يعكس إصرار الحكومة على أن الجماعة منظمة إرهابية خطيرة، وهو الأمر الذي يحظى بتأييد الكثير من المصريين».
وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية إن سجن مرسى 20 عاماً يعد الحكم الأول الصادر بحقه في كل القضايا الجنائية التي يحاكم بشأنها منذ عزله عام 2013.
وأضافت أن الحكم «يوضح مدى تصميم حكومة السيسى على سحق جماعة الإخوان المسلمين، التي حصد أعضاؤها في السابق أكبر عدد من الأصوات في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية عامى 2011، و2012».
ورأت الصحيفة أن الإدانات الموجهة لمرسى في هذه القضية ربما «تعمق عزلة أنصاره، وتقلل من فرص أي مصالحة مع الجماعة».
واعتبرت وكالة «أسوشيتدبرس» الأمريكية، أن قضية «أحداث الاتحادية» تعد «الأحدث في سلسلة المحاكمات الجماعية ضد مرسى وغيره من أعضاء الإخوان المسلمين، التي تعهدت الحكومة بسحقهم بعدما صنفتهم منظمة إرهابية». وقالت الوكالة، في تقرير، إن «انعدام تنظيم أي احتجاجات فورية في الشوارع ضد إدانة مرسى يعكس تأثير الحملة القمعية على تنظيم أي فعاليات معارضة، سواء من الإسلاميين، أو غيرهم من النشطاء».
وقارنت الوكالة بين محاكمات مبارك ومرسى والأحكام الصادرة بحقهما. وأضافت أنه «فى الوقت الذي صدرت فيه أحكام بالإعدام على مرشد الإخوان، محمد بديع، في عدة قضايا، فضلا عن صدور أحكام بالسجن والإعدام على كبار قيادات الإخوان وأعضائها في الجماعة بتهم ارتكاب أعمال العنف، تمت تبرئة مبارك والأفراد المقربين منه، من اتهامات قتل المتظاهرين والفساد».
ونقلت الوكالة عن أستاذ العلوم السياسية، حسن نافعة، قوله إن «نسبة من المصريين رأوا الاختلافات بين محاكمة مرسى ومبارك». وأضاف: «لا يطمئن الناس لعدالة هذه المحاكمات».
ووصف الكاتب الألمانى راينير سولايش الحكم القضائى بحق مرسى بأنه «مُريب»، وقال إن حكم القضاء المصرى له «دوافع سياسية» مجدداً.
وأضاف سولايش، في مقال نشره موقع التليفزيون الألمانى «دويتشه فيليه» إن «الأنصار المتحمسين للنظام الحالى والرئيس السيسى- كانوا يريدون لو أن المحكمة قررت إعدام مرسى، بدلاً من حبسه»، على حد قوله.
وتابع: «جميع المحاكمات المهمة في مصر خلال السنوات الأخيرة سياسية، سواء كانت ضد الإسلاميين أو اليساريين، فجميعهم كانوا في قفص الاتهام وتمت إدانتهم وسجنهم».