x

ماذا تغير في أتلتيكو مدريد منذ نهائي أبطال 2014؟

الأربعاء 22-04-2015 11:08 | كتب: محمد المصري |
مباراة أتلتيكو مدريد وقرطبة مباراة أتلتيكو مدريد وقرطبة تصوير : رويترز

في بداية الموسم، صرح دييجو سيميوني، المدير الفني لأتلتيكو مدريد، بأن «معجزة الفوز بالليجا الأسبانية والصعود لنهائي دوري أبطال أوروبا قد لا تتكرر ثانية هذا الموسم، ولكننا سنحاول وسنقدم كل جهدنا».

الجملة، الواقعية جدًا، والتي حاول بها أن يرفع كل الضغوط المحتملة من على كاهل لاعبيه، كانت حقيقية تمامًا في مسار الموسم، ليس هذا هو فريق الموسم الماضي، ولكنه يقاتل في كل مباراة، وأحيانًا بالمعنى السلبي للكلمة، من أجل الحفاظ على مكانته في الموسم الماضي كواحد من أقوى فرق أوروبا.

أتلتيكو مدريد فقد في الصيف 3 من أهم لاعبيه لصالح تشيلسي: 1- تيبو كورتوا: أفضل حارس مرمى في العالم خلال الموسم الماضي، 2- فيليبي لويس: الذي صنع رفقة دييجو جودين وميراندا وخوان فران أقوى خط دفاع في العالم، 3- دييجو كوستا الذي غدا تحت قيادة سيميوني أحد أفضل مهاجمي العالم وأحرز 35 هدفًا ما بين الليجا والشامبيونز خلال موسم 2013/2014.

وإلى جانب الثلاثي هناك اللاعب أدريان لوبيز الذي باعه الفريق لنادي بورتو في صفقة ناجحة بلغت 10 مليون استرليني في خزينة النادي، دون أن يشعر أحد بافتقاد «أدريان» نظرًا لكثرة اللاعبين الذين يحملون نفس الصفات في وسط ملعب أتلتيكو، كذلك ديفيد فيا الذي رحل إلى أمريكا نظرًا لكبر سنه.

حاول «سيميوني» تعويض الصفقات الثلاثة الأهم التي فقدها بالعديد من اللاعبين: اشترى حارسين هما «مويا» من خيتافي و«أوبلاك» من بنفيكا، جيليرمي سيكيرا لتعويض فيليبي لويس، ثم ماريو ماندزوكيتش وأنطوني جريزمان لتعويض غياب دييجو كوستا. إلى جانب بعض الصفقات التي فشلت تمامًا رغم دفع أرقام كبيرة بالنسبة لفريق كأتلتيكو فيها، وعلى رأسها: أليسيو سيرسي الذي خرج لإعارة في ميلان بعد فشله في إحراز أي هدف خلال الدور الأول، وراؤول خيمينيز الذي أحرز هدفًا واحدًا طوال الموسم.

ماذا تغيّر؟

(1) «مويا»، الذي اعتمد عليه «سيميوني» في 90% من مباريات الموسم، حارس جيد.. ولكنه ليس «كورتوا» بأي حال من الأحوال، في المباريات الأخيرة أصبح الفريق يعتمد على «أوبلاك»، وهو خيار أفضل للمستقبل أيضًا، حيث يبلغ 21 عامًا فقط.

«مويا» و«أوبلاك» لم يمنحا أتلتيكو مدريد المردود المثالي الذي ينقذه في بعض المباريات كما كان يفعل «كورتوا»، لذلك فإن معدل استقبال الأهداف صار أعلى، خصوصًا مع عدم تكيُّف سيكيرا حتى الآن مع بقية الفريق بشكل كامل، مما يصنع ثغرات في الناحية اليسرى أحيانًا.

(2) صفقات «سيميوني» الهجومية، تحديدًا «جريزمان» و«ماندزوكيتش» كانت مثالية تمامًا، وقدما موسمًا رائعًا، خصوصًا مع النظر لكونه عامهم الأول مع أتلتيكو. «جريزمان» نجم الفريق الأول هذا الموسم أحرز 21 هدفًا في كافة البطولات، وأفاده جدًا بسرعته وحلوله المتعددة، بينما «ماندزوكيتش» أحرز 20 هدفًا، وهو رقم أقل قليلًا من المنتظر ولكنه جيد في المجمل.

المشكلة ليست في الثنائي بقدر ما أن الفراغ الذي تركه «كوستا» كان كبيرًا بالفعل، ولا يمكن تعويضه إلا بعدد قليل من اللاعبين على مستوى العالم، «كوستا» كان خارقًا في الموسم الماضي، سواء في معدل أهدافه، أو في مجهوده البدني الذي لا ينتهي.

الأمر الأهم الذي افتقده الفريق هجوميًا هو انخفاض شديد في معدل أهداف لاعبي الوسط والأجنحة في أتلتيكو عنه في الموسم الماضي، راؤول جارسيا الذي أحرز 15 هدفًا في موسمه الماضي لم يحرز إلا 8 فقط هذا الموسم، أردا توران وكوكي رغم تقديمهم موسم جيد إلا أن أهدافهم قلت للنصف عما كانت عليه في 2013/2014.

هذا الأمر أدى لابتعاده تمامًا عن المنافسة على الدوري، ومعاناته أمام باير ليفركوزين مثلًا في دور الـ16 بدوري الأبطال حتى تأهل بضربات الجزاء، هناك حلول أقل هجوميًا وبالتالي غزارة تهديفية أقل تؤثر بشدة في النتائج.

(3) المشكلة الأكبر التي يمر بها الفريق، وتظهر في الدوري تحديدًا، هي ذاتها التي مر بها بروسيا دورتموند خلال الموسمين الماضيين، وهو عقلية الفرق الأخرى أثناء اللعب معه.

في المواسم الماضية كانت الفرق تلعب مع فريق جيد ومكافح، هذا الموسم هم يلعبون مع بطل خطف الدوري من برشلونة وريــال مدريد خلال الموسم الماضي.

صار هناك التزام وخططية وحدة أعلى في مواجهته، لم يعد أتلتيكو مدريد هو «رد الفعل»، بقدر ما بحاجة للاعبين مبدعين كي يكون «الفعل» أمام دفاعات متكتلة.

ولا عجب أن نصف أهداف الفريق هذا الموسم أحرزت من ركلات ثابتة، ففي اللعب المفتوح يعاني الفريق تمامًا في المساحات المغلقة.

بالمجمل، لازال أتلتيكو سيميوني قويًا وصلبًا جدًا، قادرًا حتى على إخراج ريـال مدريد وربما الوصول للنهائي، ولكنه أضعف من فريق الموسم الماضي، أعنف على مستوى الأداء، أقل دفاعيًا لغياب «كورتوا» تحديدًا، وهجوميًا ليس فقط لغياب «كوستا» -فربما تم تعويضه بلاعبين- ولكن لأن خط وسطه صار أقل قدرة على إحراز الأهداف عنه في الموسم الماضي.

وقياسًا على قيمة اللاعبين الراحلين، فإن موسم «سيميوني» وأتلتيكو مدريد ناجح حتى لو لم يفز فيه ببطولات، على أن يكون الفيصل هو صفقات الصيف المقبل، التي يمكن أن تعيده كمنافس على الليجا وضيف دائم في أدوار الأبطال النهائية، كي تستمر المعجزة ولا ينتهي الحال بمصير بوروسيا دورتموند ويورجن كلوب.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية