بعد أداء باريس سان جيرمان الرائع أمام تشيلسي، على مدار مباراتي ذهاب وعودة دور الـ16 لدوري الأبطال (الأخيرة بعشرة لاعبين واللاعب المنقوص هو زلاتان إبراهيموفيتش)، كان من المتوقع –على الأقل- أن يقدم الباريسيون الأثرياء أداء قوي أمام برشلونة في لقاء الذهاب، إلا أن أداء باريس سان جيرمان المتدني، وعبقرية «السفاح» لويس سواريز أمام مرمى سيريجو كانا كفيلين بوضع البرسا –نظريًا- في دور الأربعة.
السبب في ذلك، بشكل كبير، كان موجة الغيابات التي ضربت فريق لوران بلان، ومغامرته بإشراك ديفيد «كباري» لويز، في مكان تياجو سيلفا، الذي أصيب في المباراة، ولكن أي غياب أثر على فريقه أكثر، وأي عودة قد تدعم فرصه –شبه المعدومة- أمام ترسانة لويس إنريكي الهجومية الفتاكة؟
لا، ليس إبرا، فالفريق مر من بوابة تشيلسي دون خدمات السلطان، أو بديل له حتى.
الإجابة: ماركو فيراتي.
يمتلك باريس سان جيرمان «كنز» في منتصف ملعبه، ذلك الإيطالي ذو الوجه البرئ واللعب الخشن أثبت – بغيابه للإيقاف- أنه «رمانة ميزان» فريق لوران بلان، خصوصًا إن راجعنا أرقامه أمام تشيلسي في لقاء العودة.
في 81 دقيقة، قدم «فيراتي» هذا العدد الكبير من التمريرات، بنسبة نجاح، بلغت 92%، صنع منهم فرصتين، كما تفوق تمامًا على سيسك فابريجاس، واستحوذ على منتصف الملعب، والكرة، لفريقه، ليستطيع تشكيل ضغط هجومي أسفر عن هدفين في شباك كورتوا.
الإيطالي قدم 12 تدخل على الكرة، 42% منهم كانوا ناجحين، والأهم قطعه للكرة في طريقها للخصم 3 مرات في هذه المباراة.
حسنًا، لنضع تلك الأرقام جانبًا، ونرى ما يمكن أن يقدمه الإيطالي أمام برشلونة.
«فيراتي» يقدم دور «اللاعب القاطع للكرة» (ball winning midfielder) بشكل رائع، في ظل كبوة إنييستا والاعتماد شبه التام على ليونيل ميسي، ثم على تمريرات إيفان راكيتيتش، في نقل الهجمة من ثلث الملعب الثاني للثالث، سيشكل «فيراتي»، في وجود تياجو موتا، ضغطًا كبيرًا على حامل الكرة من الفريق الكتالوني، ليحاول استعادتها والحفاظ عليها لتسجيل 3 أهداف، دون القبول، في كامب نو.
مثال: بمراجعة هدف «نيمار» الأول في مباراة الذهاب، لم يواجه «ميسي» صعوبة تذكر في المرور والتمرير بأريحية إلى البرازيلي، بسبب غياب الضغط من يوهان كاباي وأدريان رابيو.
وبعد استعادة الكرة، يستطيع «فيراتي» إعادة تدوير الاستحواذ (recycling possession) لتحويل الباريسيين من طور الدفاع لطور بناء الهجمة، وهو ما يحتاج «بلان» لحدوثه كثيرًا، والحفاظ على الكرة بشكل كبير أمام البرسا.
عودة «فيراتي» لن تمنح باريس سان جيرمان الفوز، ولكنه قد يمنع خروجهم بـ«فضيحة» على مستوى نتيجة اللقاءين، وقد يثبت، كما يرى كثيرون، أن اللاعب من أفضل 5 لاعبين نصف ملعب في أوروبا حاليًا.