في يونيو 2004، كانت طائرة الملياردير الإسرائيلى الشهير ليف ليفاييف، تحمل معه مجموعة من ضيوفه من نخبة رجال المال والسياسة، حين هبطت ذات مساء في عنتيبى بأوغندا، لبعض الراحة قبل مواصلة الطريق إلى ناميبيا لحضور حفل افتتاح مصنع جديد لصقل الألماس، أقامه ليفاييف هناك.
كان الحفل الذي أقيم في ويندهوك في ناميبيا عبارة عن عشاء، أحضر ليفاييف الطعام والطهاة اللازمين من جنوب أفريقيا بطائرة خاصة، فوجئ المدعوون فيه بحضور رئيس ناميبيا سام نوجومبا آنذاك، ورئيس وزرائه، اللذين لقبا ليفاييف بأنه «منقذ ناميبيا».
وعلى شواطئ ناميبيا، كانت يقف أسطول حاويات ضخمة يملكه ليفاييف أيضا، يعمل على استخراج الألماس من باطن البحر أيضا. ويتم ذلك عبر تحميل الرمال من باطن البحر، وتنقيته، حتى يتبقى الماس. ويقوم ليفاييف عبر هذا المصدر بتصدير 250 ألف قيراط من الماس سنويا، مقابل متوسط سعر للقيراط يبلغ 200 دولار. ويملك ليفاييف حصة ضخمة من تصدير الماس في ناميبيا التي تصدر ما قيمته مليار دولار منه سنويا. كما يملك 18% من أكبر منجم للماس في أنجولا المجاورة.
وليفاييف هو رجل أعمال ملياردير إسرائيلى من أصل روسى، أحد أقطاب صناعة الماس في العالم، من مواليد 30 يوليو 1956.
ولد في طشقند، عاصمة أوزبكستان، لعائلة يهودية متدينة، وكان والده من أبرز يهود بخارى. وهاجرت عائلته إلى إسرائيل عام 1971.
في السادسة عشرة من عمره، بدأ العمل كمتدرب في مجال صقل الماس. وبعد أن أنهى خدمته العسكرية في «حاخامية» الجيش الإسرائيلى، عمل كمقاول فرعى لشركة ستار دايموند.
ورد اسمه وأفراد من عائلته في فضيحة حسابات بنك «إتش إس بى سى» السرية في جنيف بسويسرا، والتى تتعلق بـ100 ألف عميل كانوا يخفون أكثر من 100 مليار دولار بعيدا عن الضرائب. وارتبط اسمه شخصيا بحساب به 4 ملايين دولار، فيما تبين أن زوجته مرتبطة بحساب شركة تسمى «فيجاتا إينفيستمنت» يضم 6 ملايين دولار. وورد ذكر اسم شقيقه موشيه ليفاييف بحساب آخر به 4 ملايين دولار. وفى مارس 2014، صدر حكم قضائى بمنع شركة «أفريقيا إسرائيل» من بيع شقق في نيويورك مرة أخرى بعد إدانة ليفاييف بالنصب والاحتيال، حيث جمع 360 مليون دولار على مشروع بناء لم يكتمل. ويقع البناء السكنى في شارعى برود ستريت و«وول ستريت»، في مواجهة مبنى البورصة بحى مانهاتن.
وينفذ ليفاييف حاليا مشروعا ضخما لاستخراج الفوسفات في ناميبيا، التي تعمل على تسوية قرار صدر سابقا بمنع مؤقت للتنقيب عن الفوسفات في البحر، والذى تم فرضه خلال العام والنصف السابقين، وترتب عليه تجميد مشروع ليفاييف.
وتتوقع مجموعة شركات ليفاييف بدء إنتاج الفوسفات بشكل تجارى في نهاية 2017 أو مطلع 2018. كما تقوم ببناء وحدات سكنية في مستوطنات «معاليه أدوميم» و«هار حوما» المقامة على جبل أبوغنيم، والتى تقطع القدس الشرقية المحتلة عن الضفة الغربية.
وتقوم شركة أخرى مملوكة له، هي «ليدر»، ببناء مستوطنة «تسوفين» على أراضى قرية جيوس بالضفة، كما يمول هذا الملياردير «صندوق استرداد الأرض»، وهى هيئة يهودية يُديرها المستوطنون بغية الاستحواذ على الأرض الفلسطينية من أجل التوسع الاستيطانى.
كما يعد ليفاييف مساهما رئيسيا في «صندوق استرداد الأراضى»، وهى جماعة يهودية متطرفة تستخدم التخويف والعنف للاستيلاء على الأراضى الفلسطينية بهدف بناء المستوطنات.
كان «ليفاييف» قد تبرع في عام 2007 بمجوهرات نفيسة لأحد عروض الموضة في فرنسا، كانت أرباحه مخصصة لدعم منظمة اليونيسيف. كما قدم «ليفاييف» لليونيسيف مساعدات في مناسبات مختلفة وبطرق غير مباشر بوصفه أحد الرعاة لأى من الحفلات والفعاليات الهادفة إلى جمع الأموال دعما لليونيسيف.
إلا أن المنظمة الدولية تأكدت من تورط «ليفاييف» في بناء ودعم المستوطنات الإسرائيلية، فقررت مقاطعته وعدم قبول أي تبرعات منه منذ 2008.