لا يوجد مصرى صادق الانتماء إلى أرض هذا الوطن، إلا ويرغب بكل ذرة فى جسده، فى أن تنجح تجربة الرئيس فى الحكم، وتنجح معه تجربة المهندس إبراهيم محلب، كرئيس حكومة.
وهذا النجاح سوف يتحقق فى حالة واحدة، هى أن يشعر المصريون فى غالبيتهم، بأن مردوداً اقتصادياً ينعكس فى حياتهم، يوماً بعد يوم.. أقول يوماً بعد يوم، لا عاماً بعد عام.. أما كيف؟! فهذا ما سوف أشرحه. وحين أتكلم عن المصريين فى غالبيتهم، فإننى أقصد الذين يواجهون صعوبات مادية يومية، ويعيشون بشق الأنفس، ويحيا كل واحد فيهم وعنده أمل واحد، بل وحيد، فى أن يستيقظ صباح غد، فيجد أن هذا الغد، خصوصاً على المستوى الاقتصادى، أفضل من اليوم، وأن بعد غد، أفضل من الغد.. وهكذا.. وهكذا!
وعندما أسمع الرئيس يتكلم - مثلاً - عن مشروع قناة السويس، أو أشاهد رئيس الحكومة يتفقد مرحلة من مراحل المترو، سوف يجرى افتتاحها فى يناير 2018، فإننى أتمنى من أعماقى عندئذ، لو استطعت، أن ألفت انتباههما بقوة إلى أن هذا كله شىء جميل، وموضع تقدير لهما، غير أنى فى الوقت نفسه أريد، مع ملايين غيرى، أن تكون هناك خطة موازية، تركز على المشروعات ذات العائد السريع، الذى يلمسه المواطن.. أى مواطن.. فى الأجل القريب، لا البعيد!
أقول هذا، وأنا أدرك تماماً أن الإنجاز على المستوى الاقتصادى، دون غيره، وفى الأمد الزمنى القريب، يمكن أن يغفر للدولة أى تقصير، فى أى مجال آخر، ومهما كان حجم هذا التقصير!
وحين أبحث عن ميدان يمكن أن يكون عائده سريعاً، فى حياة الناس، فإننى أجد السياحة، هى الميدان الأقرب، الذى على دولة رئيس الحكومة، أن يمنحه اهتماماً خاصاً فى أجندة عمله كل يوم، وأكاد أقول كل ساعة!
إننا نعرف أن وزير السياحة الحالى، خالد رامى، من بين الوزراء الثمانية الذين دخلوا الحكومة فى 6 مارس الماضى، وإذا كان هناك وزيران تحديداً، من بين الثمانية، سوف يشعر المواطن بأثر عملهما، سريعاً، وبشكل مباشر، فهذان الوزيران هما اللواء مجدى عبدالغفار، وزير الداخلية، والوزير رامى، فى السياحة.. أما اللواء عبدالغفار، فأظن أن أى تقييم لعمله، خلال ما يقرب من شهرين مضيا، يظل إيجابياً، ويظل فى صفه، وصف ضباطه وجنوده.
وأما الوزير رامى فإننى أطلب منه أن يخرج علينا بالبرنامج الذى يعمل عليه، منذ أن دخل مكتبه، لأننا نريد أن نعرف منه كم مشروعاً سياحياً، بالضبط، وافق عليها، منذ أن جاء، وكم مشروعاً فى خطته للمستقبل، وكم مشروعاً زارها فى مواقعها، ليحل مشاكلها هناك على الأرض، وكم مشروعاً سوف يزورها فى أشهر الصيف.. وكم.. وكم.. إلى آخر ما نرغب فى أن نسمعه من وزير سياحة جديد، لابد أن يكون معه الجديد وهو يخاطبنا، من قلب مواقع العمل السياحى، فى كل يوم!
أقول هذا مرة أخرى لسببين أساسيين، أولهما أن شهرين على كرسى الوزارة، أظن أنهما كافيان لنوع من التقييم المبدئى للوزير.. أى وزير.. وثانيهما، أننى علمت، بالصدفة، أن وزير السياحة الجديد، السيد رامى، لا يقابل أحداً من أهل السياحة أنفسهم، وأن مكتبه يطلب ممن يريد أن يقابله، أن يبعث إليه أولاً بـ«إيميل» ليقرأه، ويدرسه، ثم يرد عليه بـ«إيميل» آخر!
غير معقول إذن أن يكون بابك يا رئيس الوزراء، متاحاً لكل ذاهب إليك، وأن تتواجد فى مواقع العمل دون انقطاع، ثم يغلق أحد وزرائك الباب، ويطلب ممن يريد أن يراه، أن يبعث إليه بـ«إيميل» ليرد عليه بـ«إيميل»!.. غير معقول، وإذا كانت هذه هى طبيعة الوزير، التى شب عليها، فلابد أن يغيرها، وسريعاً.. لابد، لأن السياحة بالنسبة لنا ليست ترفاً، ولا يمكن أن تكون ترفاً بأى معيار، ولا يمكن أن تكون حصيلة تركيا 35 مليون سائح سنوياً، ثم نحقق نحن ثلث هذا الرقم بالكاد.. لا يمكن.. وأتصور أن رقماً كهذا لابد أن يجعل الوزير رامى لا ينام الليل!
دولة رئيس الحكومة.. السياحة لا يجب أن تغيب عن عينيك، لأن عائد نجاحها يصرفه الناس فى ساعتها، ولأننا أحوج الناس إلى مثل هذا العائد، الذى يغمض المواطن الباحث عن عمل عينيه، ثم يفتحهما، فيجده، كعائد، بين يديه!