أكدت مصر والسودان عزمهما على المضي قدمًا في العمل المشترك لتحقيق التكامل المنشود في المجالات كافة، بما يعود بالنفع على شعبي وادي النيل في البلدين.
وقال الدكتور صلاح هلال، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، خلال الجلسة الافتتاحية لاجتماعات وزراء الزراعة والموارد المائية لمصر والسودان التي بدأت أعمالها بالخرطوم، صباح الاثنين، إن العلاقة الأزلية بين البلدين الشقيقين ليست وليدة اليوم، مؤكدا حرص القيادة السياسية في البلدين على استمرار آليات العمل المشترك وتنفيذ المشروعات الطموحة على أرض الواقع بما يعود بالنفع عليهما في المجالات الاقتصادية والسياسية.
وأضاف «هلال» أن مباحثات الخرطوم تستهدف التعرف على ما توصلنا إليه من مشروعات مشتركة وكيفية البناء عليها ودفعها للأمام، وتذليل العقبات التي تواجه تنفيذها سواء على مستوى التعاون في مجال الاستثمار الزراعي أو الثروة الحيوانية.
وأكد «هلال» أنه سيتم التباحث حول كيفية تفعيل ودعم شركة التكامل المصرية السودانية التي تجمع بينهما منذ أكثر من 40 عاما مضت، وتعد نموذجًا للتعاون الثنائي المنشود في مجالات الزراعة والثروة الحيوانية وغيرها من المجالات ذات الصلة التي تحقق التنمية والتكامل بين الشعبين.
من جانبه، أكد وزير الزراعة السوداني، المهندس إبراهيم محمود، أن توجيهات الرئيسين عمر البشير وعبدالفتاح السيسي تؤكد على المضي قدما في دعم وتنمية العلاقات بين البلدين إلى أقصى الحدود بما يعود بالنفع على شعبي البلدين، مشيرًا إلى أن التعاون في هذا القطاع الحيوي المتمثل في الزراعة والري سيعود بفائدة كبيرة على البلدين وشعوب الأمة العربية.
وقال «محمود»: «سنعمل من خلال جلسة المباحثات المشتركة على الوصول إلى تنفيذ مشروعات تحقق الأمن الغذائي، تكون محفزة ومشجعة وداعمة لمستقبل العلاقات بين البلدين، وتحقق التكامل المنشود»، مشيرًا إلى جهود البلدين في ربط الطرق البرية لتسهيل حركة التنقل والسفر ونقل البضائع والسلع بين الجانبين، مؤكدًا أهمية تحقيق الاستقرار الأمني والاقتصادي بما ينعكس إيجابًا على الأمن والاستقرار لمواطني البلدين، مشددًا على أن التعاون المصري السوداني سيكون نموذجًا لآفاق التكامل الشامل والوحدة العربية والإسلامية.
من جانبه، قال الدكتور حسام مغازي، وزير الموارد المائية والري، إن اللقاءات المتتابعة بين مسؤولي البلدين تؤكد حالة التقارب في المجالات كافة وخاصة فيما يتعلق بالزراعة والري، مشيرًا إلى أن الزيارة تأتي استجابة لدعوة الرئيس السوداني عمر البشير التي أطلقها في قمة شرم الشيخ بشأن تحقيق التكامل المصري السوداني في مجالات الأمن الغذائي، مشددًا على أن هناك إرادة سياسية من البلدين لدفع التعاون المشترك إلى آفاق أرحب ترقى بطبيعة العلاقة بين شعبي وادي النيل في مصر والسودان.
وأكد «مغازي» أن وزارة الموارد المائية والري تضع كل إمكانياتها لتحقيق التكامل المنشود بين مصر والسودان في جميع المجالات، مشددًا على ضرورة التعلم من دروس الماضي والاستفادة منها لتلبية طموحات شعبي البلدين.
وبدوره، قال وزير الموارد المائية والكهرباء السوداني، معتز موسى، إن لقاءات، الاثنين، تمثل خطوة إيجابية في طريق العلاقة بين البلدين الشقيقين، مؤكدا ضرورة العمل سويا لكي تكون العلاقة أكثر عمقا وتحقق تبادل المصالح والمنافع بين الجانبين، مشيرًا إلى دلالات اسم شركة «التكامل المصري السوداني»، التي شهدت قصورًا كبيرًا في تنفيذ مشروعاتها على مدى السنوات الماضية، مؤكدًا وجود إرادة سياسية لاستعادة الشركة لدورها الحيوي والمنشود لتلبية طموحات الشعبين.
وأضاف «موسى» إن اتفاق مبادئ مشروع سد النهضة الإثيوبي لدول حوض النيل الشرقي، منذ أسابيع نجني ثماره حاليا، مؤكدًا أنهم عازمون على المضي قدما في تحقيق التكامل وتنفيذ المشروعات الطموحة من خلال الاستثمار الأمثل لمواردنا وقدراتنا الكبيرة وصولا لمستقبل مشرق لشعبي البلدين الشقيقين.
وقد دخل أعضاء وخبراء الوفدين المصري والسوداني، في جلسة عمل مغلقة للتباحث حول الموضوعات والملفات المشتركة المتعلقة بتقييم عمل شركة التكامل المصرية السودانية، ومجالات التعاون الثنائي من خلال عمل اللجنة الفنية المشتركة وكيفية تفعيل دور اللجان كلا في مجال تخصصه وأعماله.