وضع محمد شريف باشا، مشروع أول دستور لمصر في 1879 في عهد الخديو إسماعيل ووضع ثاني دستور بعد الثورة العرابية في 1882 فكان مؤسس النظام الدستورى المصرى ولذا لقب بـ «أبوالدستور».
ونجد سيرته في جريدة الوقائع في 27 أبريل 1887والتى تقول إنه ولد في مصرفي نوفمبر 1826أما أبوه فهو محمد شريف أفندى، قاضى قضاة مصر، الذي عاد إلى الآستانة مع انقضاء مدة خدمته ومعه شريف وهو لا يتجاوز السنة ثم عين قاضياً للحجاز،فمر بمصر وقابل محمد على باشا فأكرم وفادته ورأى ابنه الصغير شريف معه فطلب من أبيه أن يكفله ويعلمه فقبل أبوه وتركه في رعاية الباشا، فالتحق شريف بمدرسة الخانكة (الحربية) التي التحق بها أنجال وأحفاد محمد على باشا.
ولما أتم دراسته انتظم في 1844في سلك البعثة الخامسة من البعثات العلمية التي أرسلها محمد على إلى أوروبا والتى كان ضمنها أنجال محمدعلى ومنهم إسماعيل (الخديو فيما بعد) وأيضاً أبوالتعليم والصحافة في مصرعلى مبارك، ودرس في مدرسة سان سير العسكرية، والتحق بالجيش الفرنسى، ولما تولى عباس الأول أمر بعودة البعثة، فعاد معها والتحق بالجيش المصرى،وكان قائد الجيش هو سليمان باشا الفرنساوى مؤسس الجيش فاختار شريف ضمن ياورانه.
وفي عهد عباس لم يلق شريف اهتماما فلما تولى سعيد اهتم بشريف وأعاده ورقاه لرتبة أميرالاى الحرس الخصوصى ثم إلى رتبة(باشا) وبعد عام تزوج شريف من ابنة سليمان الفرنساوى ثم عهدإليه سعيد بالمناصب السياسية فجعله وزيراً للخارجية عام 1857فلما توفي سعيد عام 1863 ظل شريف وزيراً للخارجية ،واهتم به الخديو إسماعيل (زميل البعثة القديم) وعهد إليه بوزارتي الداخلية والخارجية.
ولما أسس إسماعيل مجلس شورى النواب عام 1866 كان شريف وزيراً للداخلية وكان قد لعب دوراً في تأسيس هذا المجلس، وفي 1868 عهد إليه الخديو برئاسة المجلس الخصوصى (مجلس الوزراء) ثم استقال بعد خلع إسماعيل وعهد إليه الخديو توفيق بتأليف وزارة إلى أن دبت الخلافات بينهما، تولى شريف رئاسة الوزارة أربع مرات، وبدأ رحلته مع الدستور مع رئاسته الوزارة الدستورية الأولى في 1879وفي 1881أعد اللائحة الأساسية للحياة النيابية ولائحة الانتخاب، بقى أن نقول إن شريف باشا هو جد الملكة نازلى زوجة الملك فؤاد وأم الملك فاروق، وقد توفي «زي النهارده» في 20 أبريل 1887
ويقول المؤرخ والكاتب الصحفي صلاح عيسي: إن شريف باشا كان من الذين لعبوا دورا مهما في الحركة الوطنية المصرية في أواخر عهد الخديو اسماعيل وكان وطنيا عاشقا لمصر وبعد اندلاع الثورة العرابية لعب دورا مهما في الحياة الدستورية ووضع دستور 1882 لكنه اختلف مع الثوار في نهاية الثورة العرابية وخصوصا فيما يتعلق باختصاص النظر في الميزانية حيث يتعين موافقة الحكومة وقد استقال من الوزارة وجاءت وزارة البارودي وكان قد تزوج من ابنة مؤسس الجيش المصري سليمان باشا الفرنساوي ويذكر أن الملكة نازلي هي حفيدتهما.