اقتربت ساعة القصاص يا حسينى، ربما هي العبارة الوحيدة الأنسب لتكون رسالة إلى روح الحسينى أبوضيف بعد عامين من استشهاده أمام قصر الاتحادية خلال تغطيته وقائع فض اعتصام معارضى محمد مرسى، وهى القضية التي وضعت مرسى و14 من قيادات جماعة الإخوان خلف القضبان في انتظار حكم المحكمة، رغم صدور حكم شعبى بإدانة مرسى وجماعته شعبياً وهو أمر لا يقبل طعناً أو نقضاً. أبوضيف الشاب الصعيدى السوهاجى قبل أن يكون صحفياً بارعاً في جريدة الفجر الأسبوعية وشاهداً على جرائم الجماعة الإرهابية كان المسمار الأول في نعش مرسى والجماعة، فاغتياله برصاص من نوع خاص على يد هؤلاء المجرمين أمام قصر الرئاسة وضع الجماعة للمرة الأولى خلف القضبان في اتهامات قد تصل ببعض قياداتها إلى حبل المشنقة.
قلم وكاميرا الحسينى التي كان يحملها ليسجل بها حاملى الأسلحة من بين عناصر الجماعة التي كانت تحاول طرد المتظاهرين من أمام القصر، كانت أقوى من مرسى وجماعته ورصاصهم وسلاحهم، وكان دمه أوضح برهان على شراهتهم للعنف.
مساء 5 ديسمبر عام 2012 خرج الحسينى ليتابع الأحداث التي تلت فض عناصر الجماعة للاعتصام السلمى الذي نظمه متظاهرون للاحتجاج على الإعلان الدستورى الذي أصدره مرسى، ومنح فيه نفسه سلطات ديكتاتور بامتياز، ولكن أحد عناصر الجماعة أشار بقلم ليزر إلى الحسينى الذي كان يقترب من صفوف عناصر الجماعة ليلتقط صوراً واضحة لحاملى للأسلحة من بينهم، ثم جاءت رصاصة غادرة انتزعت الحسينى لتلقيه أرضاً بجوار أصدقائه الذين وجدوه فجأة على الأرض، كانت كاميرته أسبق منهم لكنهم بسلاحهم كانوا أقوى غدراً وخسة.
855 يوماً مرت منذ ذهب الحسينى إلى ربه، ومعه 5 آخرون، ورفاقه ينتظرون القصاص لدمائهم، وها هي ساعات قليلة ويصدر الحكم ليثلج صدور أحباء الشهداء لعل أرواحهم ترتاح.
قبل أيام قليلة افتتحت محافظة سوهاج مدرسة تحمل اسم «الحسينى أبوضيف».. ساعات قليلة ويصدر حكم المحكمة الذي سيقتص له ولـ5 آخرين سقطوا شهداء ومعهم 644 مصاباً بإصابات مختلفة، بعضها عاهات مستديمة.