أمرت نيابة الصف جنوب الجيزة، برئاسة المستشار محمد أبوزينة، السبت، بحبس 3 متهمين، لمدة 4 أيام على ذمة التحقيق، بتهمة قتل العميد عاطف الإسلامبولى، مفتش مباحث شرق الجيزة، مطلع أبريل الجارى، خلال مواجهات مسلحة مع الشهيد الذي حاول التصدى للجناة لمنعهم من سرقة سيارة نقل أموال، على طريق العياط الدولى، وذلك بعد اعترافات متهمين اثنين بالجريمة وإنكار ثالث، بينما أرجأت النيابة التحقيق مع متهمين آخرين، لحين ورود تحريات المباحث لتحديد دورهما في الحادث.
وقالت مصادر قضائية، في تصريحات خاصة لـ«المصرى اليوم»، إن زعيم التشكيل العصابى المخطط لسرقة نقل الأموال، وقتل «الإسلامبولى»، ويُدعى «ناجى.ع.ع»، 28 سنة، هارب، كما أرشد المتهمون الخمسة المقبوض عليهم، على منزله، وعُثر بداخله على 8 بنادق آلية وخرطوش، و500 طلقة نارية من ذات عيار الأسلحة، تم التحفظ عليهم، وإرسالهم إلى خبراء المعمل الجنائى لفحصهم وبيان استخدامهم.
وتبين من خلال التحقيقات أن الخمسة متهمين هم: «رمضان. م. س، ضبط بمنزله بندقية آلية و40 طلقة نارية، ورضا أ.ع، ضبط بحوزته بندقية آلية و30 طلقة، وجمال ع ع، وإبراهيم ش، وحسين. ع.ع، ولايزال 3 متهمين هاربين، تكثف الأجهزة الأمنية جهودها لضبطهم، بينهم زعيم التشكيل العصابى.
ويواجه المتهمون ارتكاب جرائم القتل العمد مع سبق الإصرار، والشروع في القتل، وتعريض حياة مستقلى سيارة نقل الأموال إلى الخطر، وحيازة أسلحة نارية.
وتوصلت التحقيقات، التي أشرف عليها المستشار ياسر التلاوى، المحامى العام الأول لنيابات جنوب الجيزة، إلى أن الأجهزة الأمنية نجحت في القبض على المتهمين، بمنزلهم في منطقة الصف، عن طريق تتبع الهواتف المحمولة، التي استخدموها في مساومة مالك السيارة «جيب رانجلر»، لردها له مقابل 70 ألف جنيه، حيث استخدم المتهمون السيارة في عملية السطو على سيارة نقل الأموال، والتى لاذوا بالفرار بها حال قتل مفتش مباحث شرق الجيزة، كما استبعدت النيابة تحريات قطاع الأمن الوطنى حول الحادثة، التي وردت باستهداف عناصر التشكيل العصابى للشهيد باعتباره قيادة أمنية بمديرية أمن الجيزة، بينما الحادث جنائى.
وشهدت التحقيقات اعتراف المتهم الأول «رمضان»، أنه كون مع باقى المتهمين السبعة، تشكيلاً عصابيًا للسطو على السيارات باهظة الثمن، وأنهم ارتكبوا 38 جريمة مماثلة، على طريق العياط الدولى، وذلك بتخطيط من المتهم الرئيسيى الهارب «ناجى»، مؤكدًا أنهم كانوا يساومون أصحاب تلك السيارات على دفع مبالغ مالية مقابل إعادتهم لهم، ويوزعون الأموال فيما بينهم.
وقال المتهم الأول، خلال التحقيقات، إنهم يخرجون في 3 سيارات، الأولى تتقدمهم، للمراقبة والتأمين، وسيارتين يسيرون في المؤخرة، إحداهما للتأمين أيضًا، والأخرى تنفذ عملية السطو المسلح على السيارات المارة، على الطريق الدولى، حيث يستقل 4 متهمين بينهم «ناجى»، و«رضا»، السيارة الوسطى، التي تستوقف السيارات، وتباغت أصحابها بالسلاح.
وأضاف المتهم الأول أنهم يعتادون ارتكاب جرائهم كل أسبوع أو يوميًا في بعض الأحيان، بحسب أهوائهم، لغياب الأمن تمامًا في تلك المنطقة الجبلية على طريق العياط، وعدم وجود أكمنة ثابتة أو متحركة، علاوة على إظلام الطريق، بما يمثل لهم فرصة مواتية لمراقبة السيارات المستهدفة، والسطو عليها تحت تهديد الأسلحة الآلية، كما أنهم يسرقون هواتفهم المحمولة، ومتعلقاتهم الشخصية، ثم يلوذوا بالفرار إلى المنطقة الجبيلة، ويجرون اتصالاتهم على المجنى عليهم لمساومتهم على دفع آلاف الجنيهات، وينجحون في ما يسعون إليه.
وأفاد المتهم الثانى «رضا»، بأنهم يوم الحادث، راقبوا سيارة نقل أموال، كانت في طريقها إلى الصعيد، وتسن لهم التأكد من أنها تحمل ملايين الجنيهات، ونفذوا خطتهم المعتادة بتقدم مجموعة منهم بسيارة ملاكى لمراقبة الطريق، وتسير سيارتين في المؤخرة، وتولى المتهم «ناجى»، الهارب، و3 آخرون، كانوا يستقلون «جيب لانجلرا»، مسروقة، مهام مهاجمة سيارة الأموال، وأطلقوا تجاه إطاراتها النيران، لإيقافها، وكذا إطلاق النيران على سيارة تأمين «نقل الأموال»، وأنزلوا 3 أشخاص من داخلها، واستولوا على هواتفهم المحمولة، وطبنجة فرد أمن، ووضع عصابات سوداء على أعينهم، واستدرجوهم إلى المنطقة الجبلية، مهددين إياهم بالقتل حال استغاثاتهم.
وتابع المتهم الثانى: أطلقنا النيران صوب خزينة سيارة الأموال، لكنها لم تفتح، لأنه كان لها مفتاح خاص، بحوزة أحد أفراد الأمن المتحفظ عليه، وخلال تلك الأثناء اتصل عليهم أفراد التشكيل العصابى المتولين مهامة التأمين، لإفادتهم بقدوم «بوكس» شرطة، يسير في الاتجاه العكسى، وفى غضون دقائق كانت «البوكس» أمامهم، ثم أطلقوا تجاهها الأعيرة النارية بشكل عشوائى، وكان زعيم التشكيل العصابى يتقدمهم في ذلك، مما أسفر عن استشهاد «الإسلامبولى».