x

محمد أمين «فتوات على الشاشة»! محمد أمين السبت 18-04-2015 21:16


من يحمينى من الفضائيات؟.. هكذا فاجأنى وصدمنى، فى وقت واحد.. لم أصدق أذنى ولا عينى.. السائل ليس أى أحد.. السائل مهم فى البلد.. لم أصدق أذنى، أنه من يسأل.. لم أصدق عينى، أنه هو السائل.. معناه أن الأزمة تتجاوز المعقول، وتتجاوز المنطق.. راح يتساءل: هوه فيه إيه؟.. خناقات وتجاوزات وطول لسان.. هل من حق المذيع أن يشتم أى أحد؟.. هل أصبح شتم الوزراء والمحافظين بطولة مثلاً؟!

ضع نفسك مكانه.. تعمل أو لا تعمل.. تنسحب أفضل وتستقيل، أم تتحمل؟.. هكذا أصبح الوزير أو المحافظ بين خيارين.. إما أن يعمل ويقاطع الإعلام كله.. مقروءاً ومسموعاً ومرئياً.. أو ينسحب من الساحة ويتقدم بالاستقالة.. الخيار الثالث أن يدخل فى قضايا ومحاكم.. فهل هذا هو الإعلام؟.. هل أخطأنا بإلغاء وزارة الإعلام؟.. هل التقصير يقع على مؤسسة الرئاسة نفسها؟.. هل الإعلانات هى الحاكمة للفضائيات الآن؟!

فى كل الأحوال عندنا مشكلة.. سواء فى تعريف حدود الدور الإعلامى، أو فى تعريف الإعلامى نفسه.. عندنا مشكلة أيضاً أن نقابة الصحفيين غابت عن الساحة.. لاسيما أن نقيبها، حتى أيام مضت، كان مذيعاً أكثر منه صحفياً.. فمن الذى كنا نطالبه بضبط الإيقاع؟.. لا عندنا مكاتب إعلامية مؤثرة.. ولا عندنا أجهزة تدير نقاشاً حول الكارثة.. ناقص أن نرى مذيعاً «يلطع» وزيراً على «السبورة» ووشه فى الحيط!

لا تنس لغة الحوار أبداً.. تسللت إليه لغة الحوارى والشتائم.. هذا مذيع يشتم صراحة بالأب والأم.. أياً كان من تشتمه!.. يقول ده (ابن.....).. الله، وهل هذا هو الإعلام؟.. ماذا تركت لأولاد الشوارع؟.. من يحمى الذوق العام؟.. منذ شهور تساءل الأستاذ فاروق جويدة، تحت عنوان «من يحمى الذوق العام؟».. استغرب مما يسمعه ويشاهده.. تحدث عن هبوط الذوق العام.. تحدث عن شتائم وبذاءات الإعلاميين!

تساءل «جويدة» فى مقاله القيّم قائلاً: «لا أدرى هل هناك قوانين فى مصر تحكم لغة الحوار والتجاوزات التى نسمعها الآن فى الشارع المصرى، وبين الناس وفى الفضائيات، والتى تصل إلى لعنات على الأم والأب وكل العائلة؟.. من الصعب أن يحدث ذلك فى بلد كان يدرك قيمة الحوار، واختيار الألفاظ والحرص على الأخلاق».. يتباكى على الزمن الجميل.. كان هناك من يراقب، ويستمع، ويمنع العدوان فوراً!

لا الأستاذ فاروق يريد إغلاق الفضائيات، ولا أنا بالطبع.. فقط نريد الانضباط والمهنية.. نريد أن يكون الإعلامى صاحب رسالة، لا بلطجى فضائيات.. الآن هناك بلطجية.. هناك فتوات.. إما يحرضهم ملاك القنوات.. وإما تحركهم وكالات الإعلانات.. وإما أن دور الإعلامى لم يعد واضحاً.. بعد أن تحول إلى ناشط سياسى.. وبعد أن تحول إلى فتوة يمزق ملابس الوزراء والمحافظين، ويطعن فى «شرفهم» الوطنى!

فارق كبير بين الإعلامى والفتوّة.. فارق كبير بين الإعلامى والبلطجى.. الأول «ينوّر» والثانى «يعوّر» ويجرح ويصدّع.. ظاهرة الفتوات ينبغى أن تختفى من الإعلام.. ظاهرة النشطاء لازم تنتهى.. نريد إعلاماً مهنياً.. يستضيف متخصصين لا «سواقين ميكروباص».. مع احترامنا لسائقى الميكروباص!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية