وصف ثيودوروس الثاني، بطريرك الاسكندرية للروم الأرثوذكس، الرئيس عبدالفتاح السيسي بـ«الزعيم العادل والقائد المستنير»، مثمنًا الجهود التي يبذلها الرئيس لانتقال البلاد إلى الاستقرار الدستوري والسياسي وعودة الحياة الاجتماعية والاقتصادية إلى زخمها.
وأكد ثيودوروس في حوار لوكالة أنباء الشرق الأوسط، السبت، تأييده بقوة جميع المبادرات الرامية إلى استعادة الاستقرار ودعم التوافق في نسيج المجتمع المصري حيث أنه الطريق الوحيد لحقيق الازدهار، قائلاً «السيسي لا يدخر جهدًا في تسليط الضوء على أهمية الحفاظ على استقرار مصر».
وأعرب عن سعادته بالاهتمام الذي يوليه الرئيس شخصيًا ومعه جميع الجهات المختصة، لتسهيل أنشطة البطريركية الرعوية والخيرية، مؤكدًا ضرورة مشاركة القيادات الدينية في البلاد، قولاً وفعلاً في نهضة هذا البلد.
وتابع: «السيسي يبذل جهودًا كبيرة مصحوبة بصلواتنا من أجل الحفاظ على مصر من الفيروس الخطير المنتشر الآن وهو فيروس الإرهاب خاصة في ظل الأوضاع غير المستقرة حاليًا في الشرق الأوسط».
وردًا على سؤال حول دعوة السيسي لتجديد الخطاب الديني لمواجهة التطرف في المنطقة، أكد بطريرك الإسكندرية أن الشرق الأوسط بأكمله يعاني حاليًا من انتشار الإرهاب لأن من كانوا يتحكمون في هذه المنطقة ذات القيمة الجيوسياسية والاقتصادية الضخمة لم يهتموا بصدق بتحسين الظروف المعيشية للناس العاديين ولم يراعوا سوى مصالحهم الخاصة فضحوا بالتناغم الاجتماعي على مذبح الطائفية تطبيقًا للأسلوب المعروف «فرق تسد».
وأوضح أن المجتمع الدولي كان من الممكن أن يتناسي هذه المشكلة ويلقيها خارج ذاكرة التاريخ دون اكتراث لولا الخطر الذي بات يهدد بانتشار تلك الأفكار والعمليات الجهادية داخل المجتمعات الغربية المتقدمة لكن ما يجب على الجميع إدراكه هو أن القضاء على المشكلة لن يكون إلا بالضرب على منبع كل الشرور، وهو البؤس البشري.
وأعلن بطريرك الإسكندرية للروم الارثوذكس عن إقامة احتفالية كبرى الجمعة المقبل من المنتظر أن يحضرها رئيس اليونان بافلوبولوس ورئيس الوزراء ابراهيم محلب فضلاً عن قادة الكنائس الأرثوذكسية وقادة الدول والحكومات وذلك بمناسبة الانتهاء من أعمال ترميم وتطوير دير مارجرجس التاريخي بمصر القديمة.
وأضاف أن هذا الدير يعد من المباني الأثرية الفريدة من نوعها في الشرق الأوسط وقد تم إنجاز هذا المشروع بدعم مالي كبير من رجل الأعمال اليوناني مارتينوس الذي تكفل بمعظم ميزانية تجديد هذا الجزء المقدس من أرض مصر فهو أحد الأماكن التي زارتها العائلة المقدسة أثناء لجوئها إلى مصر وكان أيضًا المكان الذي سُجن فيه القديس العظيم الشهيد مارجرجس.
وقال إنه بفضل الجهود الدؤوبة لعلماء الآثار والمهندسين والمعماريين وخبراء الترميم عاد البرج الروماني ودار العبادة إلى سابق رونقهما وتم تدعيم السراديب الموجودة تحت الأرض وإظهار مقياس النيل القديم وصيانة الأيقونات الرائعة الموجودة به مما جعل الدير والمنطقة المحيطة به واحة للاستجمام النفسي والروحي في قلب العاصمة المصرية المزدحمة.
ولفت إلى أن مصر هي مقر كنيسة الروم الأرثوذكس في أفريقيا والعلاقات بين البطريركية وجميع أطياف المجتمع المصري ممتازة فهي تستند إلى احترام التنوع الديني واحترام الرغبة المشتركة في التعايش السلمي بين الناس بغض النظر عن العرق أو الدين أو اللغة أو التراث الثقافي.
وردا على سؤال حول لقائه الأخير مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين في القاهرة، أعرب ثيودوروس الثاني عن سعادته بأنه ألتقى مرة أخرى بالرئيس بوتين على هامش القمة المصرية الروسية التي عقدت في القاهرة في 10 فبراير الماضي حيث ناقش معه المسائل المتعلقة بالكنيسة الأرثوذكسية ومصر وأفريقيا بالإضافة للنشاط الخيري لبطريركية الروم الأرثوذكس بالإسكندرية كما أشرت كذلك إلى أزمة اليونان.
وردًا على سؤال حول الوضع في ليبيا بعد مقتل 21 مصريًا على يد داعش، أكد بطريرك الإسكندرية أهمية التفريق بين الإسلام والأصولية الإسلامية فالإسلام كعقيدة وممارسة دينية له كل الاحترام أما الأصولية الإسلامية كمفهوم يكرس للتفوق الديني بممارساته التي تقوض التسامح والحق في الاختلاف فهي مدانة تمامًا، واصفًا ذبح المصريين في ليبيا بأنه «أبشع تعبير مأساوي وغير إنساني لعدم التسامح المتزايد ضد الأخرين، وقد أعلنا إدانتنا لهذه الجريمة كونها تعبير يائس للفكر المحرض على العنف وعبرنا عن تعازينا لقيادات الكنيسة القبطية ونصلي أن يُسكن الرب الرحيم أرواح الذين استشهدوا في سبيل إيمانهم في النعيم الأبدي».