يعتبر دينامو كييف النادي الأعرق في أوكرانيا وبطلها الأول تاريخيًا رغم محاولات شاختار دونتسك، لمنافسته والتفوق عليه في السنوات الماضية، وسيكون النادي الأوكراني على موعد مع مواجهة في ربع نهائي الدوري الأوروبي مع فيورنتينا، النادي الإيطالي الذي يلعب له النجم المصري، محمد صلاح.
ويقود دينامو كييف فنيًا، الأوكراني صاحب الـ40 عامًا، سيرجي ريبروف، نجم الفريق السابق وثاني الهدافين التاريخيين للدوري الأوكراني بـ123 هدفًا في 261 مباراة، سواء مع شاختار، الذي بدأ فيه مسيرته الكروية، أو دينامو كييف، حيث لمع وتألق وسجل اسمه بحروف من ذهب.
ومنذ اعتزاله في 2009، ظل «ريبروف» بلا عمل حتى تعيينه مديرًا فنيًا مؤقتًا للنادي الأوكراني في إبريل 2014، لكنه أثبت جدارته وحقق لقب الكأس ليتم تثبيته وإعطاؤه عقدًا دائمًا مع الفريق، لينطلق لبناء أقوى فريق لدينامو منذ 1999 وحتى الآن، ويعيد التفوق مرة أخرى على شاختار الذي تسيد أوكرانيا في الفترات الأخيرة.
ومحليًا يتصدر دينامو الدوري بفارق خمس نقاط عن شاختار بعد 19 جولة، وفي الدوري الأوروبي وصل إلى الدور ربع النهائي ويبحث عن العبور وتحقيق بطولة أوروبية ثالثة للفريق بعد بطولتين لأبطال الكؤوس كان آخرها في 1985-1986 مع المدرب التاريخي لدينامو فاليري لوبانوفيسكي، الذي يعتبره «ريبروف» الأب الثاني له والذي تدرب على يديه سابقًا عندما كان لاعبًا، وحقق معه العديد من الإنجازات والبطولات، حيث وصل عدد البطولات التي حققها «لوبانوفيسكي» مع الفريق الأوكراني إلى 23 بطولة، 12 منها للدوري المحلي، 8 كؤوس محلية وبطولتان لأوروبا أبطال الكؤوس وكأس سوبر أوروبية.
وكان «ريبروف» حاضرًا كلاعب في أفضل مواسم دينامو كييف الأوروبية على الإطلاق في 1999، عندما وصل الفريق إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا بعد أن أقصوا ريـال مدريد من ربع النهائي، ولكنهم خرجوا على يد بايرن ميونيخ الذي تأهل إلى النهائي وخسر أمام مانشستر يونايتد في الوقت بدل الضائع، وفي البطولة التي قبلها تفوقوا على برشلونة برباعية في كامب نو في نفس البطولة.
ويعرف «ريبروف» كبطل قومي في أوكرانيا، حيث كان صاحب الهدف الثالث وهدف الفوز لبطل أوكرانيا المستقلة على سبارتاك موسكو، منافسهم الأول السوفيتي السابق، في أول لقاء يجمع بين الطرفين بعد الاستقلال في سبتمبر 1994، عندما حول الفريق الأوكراني تأخره بهدفين نظيفين إلى فوز بثلاثة أهداف في دوري أبطال أوروبا.
وعندما كان «ريبروف» لاعبًا في وست هام الإنجليزي لم يسجل سوى هدف واحد فقط بقميص الفريق في مرمى واتفورد في نوفمبر 2004 وفي تلك المباراة كان «ريبروف» يرتدي شارة برتقالية تضامنًا مع المحتجين في ميدان التحرير بكييف على نتائج الانتخابات الأوكرانية في ذاك العام.
أما في إنجلترا فقد كان له تصريح غير مقبول تجاه منطقة الوايت هارت لين التي يقع بها ملعب فريق توتنهام الذي لعب له «ريبروف»، سابقًا، حيث وجه له سؤال من إحدى الصحف الروسية ليوجه نصيحة إلى المهاجم الروسي المنتقل حديثا لتوتنهام بافليتشينكو، فقال «أنصحه بعدم التجول ليلًا حول وايت هارت لين حيث يكثر أصحاب البشرة السمراء وحيث يتواجدون تزيد معدلات الجريمة لذلك أنصحه بالقيادة في تلك المنطقة بدلًا من المشي».
وفي استراحة الشتاء الماضية، كان «ريبروف» يبحث عن التعلم والتطور فذهب إلى مانشستر لمراقبة تدريبات مانشستر سيتي والتعلم من بيلجريني بجانب الذهاب لدورتموند والتعلم من مدرب متميز آخر هو يورجن كلوب قبل العودة لاستكمال مسيرته وتطبيق ما تعلمه على فريقه.
وبينما كانت القرية التي ولد فيها هورليفكا تدمر من أثر الحرب الأوكرانية الأخيرة ويشاهد استقلال منطقة دونتسك التي نشأ بها عن أوكرانيا، فقد كان «ريبروف» يبني في فريقه دينامو كييف ويقوده لربع نهائي الدوري الأوروبي وتصدر الدوري الأوكراني وقبلها قيادة الفريق للقب الكأس المحلية.
ومن أشد المعجبين بعقلية ريبروف التدريبية، يعتبر زميله السابق ونجم ميلان أندريه شيفيشنكو، الذي قال عن زميله السابق «هو لديه مستقبل ليكون مدربًا كبيرًا، لقد وجد لغة مشتركة لبناء دينامو كييف جديد وتطبيق كرة قدم حديثة لينافس على الألقاب المحلية والأوروبية».
ويعتمد ريبروف فنيا على طريقة 4-2-3-1 أو 4-1-3-1-1 على حسب متطلبات المباراة ويمتلك مجموعة مميزة من اللاعبين أمثال يارميلنكو، يوسف بلهنده، لينس وموبوكاني لتنفيذ تعليماته وأفكاره الفنية في ظل سعيه لتحقيق إنجاز كبير ودخول تاريخ النادي من أوسع أبوابه ليكون اسمه متواجدا بجانب اسم ملهمه والأب الروحي له لوبانوفيسكي أسطورة دينامو كييف التدريبية.