x

«زى النهارده».. سقوط حصن بابليون بيد عمرو بن العاص 16 إبريل 641م

الخميس 16-04-2015 07:06 | كتب: ماهر حسن |
حصن بابليون، بالقاهرة. كان الأمبراطور تراچان أمر ببناه فى القرن التانى الميلادى في عهد الإحتلال الرومانى. ويقع بداخله المتحف القبطى وست كنائس قبطية ودير.
حصن بابليون، بالقاهرة. كان الأمبراطور تراچان أمر ببناه فى القرن التانى الميلادى في عهد الإحتلال الرومانى. ويقع بداخله المتحف القبطى وست كنائس قبطية ودير. تصوير : آخرون

في عهد الخليفة عمر بن الخطاب استطاع عمرو بن العاص ضم مصر لدولة الخلافة الإسلامية، فيما عرف فيما بعد بالفتح الإسلامي لمصر، وكان الخليفة عمر بن الخطاب يخشى على الجيوش الإسلامية من الدخول لأفريقيا ووصفها بأنها مفرقة، أما القائد عمرو بن العاص فكان مغرما بمصر قبل الإسلام، وبعد أن حقق انتصارًا على الروم في معركة أجنادين استأذن الخليفة في غزو مصر، فأبدى الرفض في البداية ثم وافق بعد ذلك.

وكانت مصر تمثل مكانة كبيرة لدى المسلمين بسبب ذكرها في القرآن الكريم، وتبشير النبي محمد للمسلمين بفتحها وتوصيته بأهلها خيرا، ومن الدوافع الأخرى الدافع العسكري، حيث تمثل مصر الامتداد الطبيعي الجنوبي لفلسطين، سيطر عليها المسلمون، وقد رغبوا في الاستيلاء على ما في مصر من ثغور مما يمكِّن المسلمين من إخضاع مدن الشام الشمالية الواقعة على البحر المتوسط.

أما الدافع الثالث فكان اقتصاديًا، حيث كانت تذهب ثروات مصر إلى روما فيما كانت الأوضاع الاقتصادية في مصر متردية، وكان عمر بن الخطاب في ٢٠ هـ ديسمبر ٦٣٩م قد وافق على مضض بعد إلحاح عمرو بن العاص عليه بالزحف إلى مصر، وتحرك عمرو بن العاص بجيش قوامه ٤٠٠٠ جندي عبر الطريق الحربي البري، مجتازا سيناء مارا بالعريش والفرما إلى مصر، التي كان يحكمها الرومان.

وجاء عمرو أثناء زحفه إلى مصر رسول برسالة من عمر بن الخطاب فعرف ما فيها، وظن أن الخليفة لابد أنه قد عدل عن فكرة الزحف إلى مصر فلم يأخذ الرسالة من الرسول حتى عبر مهبط السيل الذي كان الحد الفاصل بين مصر وفلسطين، وبلغ بسيره العريش، وهناك أتى له بالكتاب فقرأه ثم سأل من حوله: أنحن في مصر أم في الشام؟ فقيل له نحن في مصر، فقرأ على الناس كتاب الخليفة ثم قال: إذن نسير في سبيلنا كما يأمرنا أمير المؤمنين.

وكان الخليفة يأمره بالرجوع إذا كان لايزال في فلسطين، فإذا كان قد دخل أرض مصر فليسر على بركة الله، وأمكن لعمرو الاستيلاء على بلوز وحصن بلبيس وتحصن الروم في حصن بابليون، فحاصرهم عمرو بن العاص حتى استطاع اقتحامه «زى النهارده» في 16 إبريل ٦٤١م بعد أن ارتقى الزبير بن العوام أسوار الحصن.

ويقول الدكتورأيمن فؤاد أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة الأزهر ورئيس الجمعية المصرية للدراسات التاريخية أن عمرو بن العاص لم يقم بأسلمة مصر فالأسلمة لم تأت بهذه السرعة وإنما التعريب هو الذي سبق الأسلمة في كل الدول التي دخلها الإسلام وقد استغرقت الأسلمة حوالي سبعة قرون، ولقد تعامل عمرو بن العاص مع المصريين بمختلف معتقداتهم بالطريقة الإسلامية حيث عرض عليهم الدين الجديد ومن لم يقبل يتركه على أن يدفع الجزية وحفظ لهم حقوقهم كزميين كما أنشأ أول مدينة إسلامية في إفريقيا وهي الفسطاط وأنشأ الجامع العتيق (جامع عمرو بن العاص حاليا ) ولأن مصر كانت من الدول المعقدة في إدارتها فقد استعان بأبنائها العالمين في كل مجال في الزراعة والري والدواوين.

وكان عمرو بن العاص قد بقي في مصر لخمس سنوات في المرة الأولي في عهد عمر بن الخطاب وفي المرة الثانية بقي خمسة عشر عاما وكان حكمه لها أشبه بصفقة سياسية مع معاوية لدعمه في الخلافة

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية