x

بالصور والفيديو.. ما لا تعرفه عن أسوأ كوارث كرة القدم في تاريخها بعد 26 عام من حدوثها

الأربعاء 15-04-2015 20:13 | كتب: أحمد شفيق |
كارثة هيلزبره كارثة هيلزبره تصوير : آخرون

المكان: مقاطعة هيلسبورو، تحديدًا ملعب نادي شيفيلد وينيزداي الذي كان يتسع لـ54101 متفرج وقتها.

المناسبة: مباراة نصف نهائي كأس الإتحاد الإنجليزي عام 1989 بين ليفربول ونوتنجهام فوريست. ستاد هيلسبورو هو أحد الأستادات القديمة التي استخدمته إنجلترا في مباريات كأس العالم 1966.

بسبب حالات الشغب والتعصب الذي كان متفشيًا في ذلك الوقت في الكرة الأنجليزية، كان الاستاد شأنه مثل باقي الاستادات الأخرى يضع سياج عالي من الصلب بين المتفرج والملعب وبين المدرجات وبعضها .

وبالرغم من عدم وصول الأستاد إلى درجات التوصيات والمتطلبات التي تم تحديدها في «الدليل الأخضر«the Green Guide، وهو الدليل المتبع من أجل الوصول لأقصى درجات السلامة والأمان في الملاعب، إلا أن القصور في الملعب تم تصنيفها بالـ«طفيفة».. وإن وضع الملعب «مُرضي» بالمقارنة بأغلب الملاعب الموجودة، كان ذلك التقرير في عام 1978.

- مشاكل سابقة

كان استاد هيلسبورو ستاد مخصص لإستقبال مباريات نصف نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي.

أولى المشاكل التي حدثت في هذا الملعب كانت في عام 1981، نصف نهائي كأس الإتحاد الإنجليزي بين توتنهام وولفرهامبتون، يومها ونتيجة الإزدحام والتدافع، اصيب ما لا يقل عن 38 شخص ما بين اصابات طفيفة وبين كسور في الأذرع والأرجل، كان ذلك بسبب دخول أعداد أكبر من المتاح والممكن استقبالها.

تم عمل إصلاحات وتوسيعات بالملعب بعد هذة الحادثة، ولم يستضيف هذا الملعب أي مباريات لكأس الإتحاد الإنجليزي لمدة 6 أعوام من تاريخ تلك المباراة، حتى عام 1987.

في هذا العام (1987)، استضاف الملعب مبارتان في بطولة كأس الإتحاد الإنجليزي، الأولى كانت في ربع النهائي بين صاحب الملعب شيفيلد وينيزداي وكوفنتري سيتي، ثم نصف نهائي البطولة بين كوفنتري سيتي وليدز يونايتد، وفي تلك المناسبتان لوحظ الإكتظاظ الشديد في الملعب بشكل أكبر من المسموح، الجماهير تحدثت بعد المباراة عن حال الملعب، لا يوجد تنظيم، بدون أي مسئولين أو مضيفين «Stewards» لتوجيه الجماهير، البعض الآخر وصف شدة الإكتظاظ بأنهم كانوا غير قادرين على رفع ايديهم للتصفيق اثناء المباراة، أيضًا بعض الجماهير تحدثت عن مغادرتها للمباراة خوفًا من حدوث أي كارثة، ولعدم قدرتها على المتابعة بشكل جيد نتيجة إمتلاء المدرجات بشكل «رهيب» .

في عام 1988، التقى ليفربول ونوتنجهام فورست في الدور قبل النهائي لكأس الاتحاد الإنجليزي، ومرة أخرى تكررت شكوى الجماهير وانه بسبب الإزدحام حدث بعد المشاكل مثل مباراة عام 81.

- الكارثة «هيلسبورو 96»

تم فصل عناصر جماهير الفريقان وتقسميها على الأستاد كما هو متعارف في الملاعب من اجل تفادي أي مشكال نتيجة الخلط بين الجماهير ..

وبالرغم من ان جماهير ليفربول كانت الأكبر، إلا ان تقسيم تذاكر وبوابات دخول الجماهير اعطى لجماهير وفريق نوتنجهام المساحة الأكبر من الملعب، كان قرارًا غريبًا وغير مفهوم ..

جماهير ليفربول حظيت بالطرف الغربي (الطرف الذي حدث فيه أكثرية المشاكل السابقة) والشمالي من الإستاد، اما جماهير نوتنجهام فحظيت بالطرف الشرق والجنوبي منه، مع وجود فواصل وسياج حديدية بين كل مربع في الأستاد للأسباب السالف ذكرها بالأعلى ..

تقسيم الملعب خلق ايضًا نوع من المشاكل، لأن الوصول إلى الجانب الشمالي من الإستاد كان اسهل بالدخول من الناحية الشرقية، التي يحتلها جماهير نوتنجهام، لذا فتحول دخول جماهير الريدز من الجانب الغربي، واصبحت ممرات الدخول للريدز هي ممر وحيد من الجانب الغربي .

سوء التنظيم ادى إلى محاولات عديدة من أنصار الريدز لدخول الملعب، إبراز التذكرة من البوابة الخطأ، محاولة دخول الملعب بدون تذكرة، الجماهير تكدست خارج بوابات الملعب بينما لاعبي الفريقان دخلا ارضية الملعب.

مع ما يقدر بنحو 5000 من المشجعين يحاولون الدخول عبر البوابات، ومع زيادة المخاوف المتعلقه بالسلامة، ولتجنب الوفيات خارج الأرض، قامت الشرطة بفتح بوابة الخروج كبيرة التي تفتح بعد نهاية المباريات للأنصار من اجل مغادرة الملعب. ثم فتح بوابتين بعد ذلك لتخفيف ضغط الاندفاع الجماهيري في الدخول، ودخلت الآلاف من الأنصار من ناحية المدرج الغربي.

ضغط واندفاع الجماهير خلق إكتظاظ مهول في المدرجات، الجماهير تدفقت من أعلى المدرج خلقت ضغط نتيجة الكثافة والوزن ادى إلى دفع الجماهير الأمامية إلى الأسوار الحديدية وضغطها فيه.

الجماهير بدأت تدرك الكارثة، لكن التدافع كان رهيب، حاول البعض الهروب من الموت عن طريق تسلق الأسوار، المباراة كانت تُلعب في هذا الوقت، الأمن لاحظ ما يحدث وتحدث إلى الحكم الذي أوقف المباراة بالفعل.
Hillsborough.sml by neno0013

بعض الجماهير وصلت للملعب بالفعل من خلال التسلق أو عن طريق خلق فتحات صغيرة في الأسوار، البعض الأخر قام بالتسلق للمدرج الغربي العلوي عن طريق مساعدة الجماهير الأخرى في هذا المدرج، بعض الحواجز نتيجة التدافع والزحام والوزن الثقيل بدأت في السقوط على الجماهير.

بدأت الضحايا تتساقط، السبب الرئيسي هو «الاختناق نتيجة الضغط»، الملعب إمتلأ بالجماهير من المدرج الغربي السفلي الذين نجحوا في الهروب من الموت، بعضهم كان مصابًا بجروح وكسور، لكن الكل كان مصاب بصدمة نفسية رهيبة.

الجماهير بدأت تساعد بعضها، البعض استخدم اللوحات الإعلانية كحاملات لنقل المصابين.

الأدهى ان كاميرات التلفزيون بي بي سي كانت في أرض الملعب لتسجيل المباراة لـ«مباراة اليوم«- Match of the day»«وكشفت الكوارث، ونقلت هذه الأحداث مباشرة .

- ردود فعل ما بعد الكارثة

طبعًا كان التعازي والحداد هو شعار مع بعد الكارثة، الأمر كان منقول على الهواء مباشرة.. الملايين شاهدوا ما حدث، كان الأمر صعب ان يمر بأي حال من الأحوال على الجميع «96 قتيلاً و750 جريحاً «..

رئيسة الوزراء آنذاك «مارجريت تاتشر» قامت بزيارة الملعب بعد الكارثة بيوم وقابلت بعض الناجين من الكارثة، إدارة ليفربول قامت بفتح بوابات الأنفيلد للجماهير لتشييد جثامين رفاقهم القتلى، مئات الألاف توافدوا على ملعب الأنفيلد من أجل توديع رفاقهم وزملائهم الذين قتلوا في تلك الكارثة .

تم فتح تحقيق ترأسه اللورد جاستس تايلور، تحقيق استمر لمدة 31 يوم واشارت إليه الصحف انه بلغ 400 ألف صفحة .

أهم قرار «توصية» في هذا التقرير كان قرار إزالة جميع الأسياج الأمنية وتطبيق نظام الجلوس الإجباري بجميع الاستادات، النظام الذي نراه حالياً في البرمير ليج .

وعقب وقوع الكارثة مباشرة ألقت بعض وسائل الإعلام اللوم على الجماهير نفسها، لكن تقرير تايلور أكد أن فشل الشرطة في التعامل مع الموقف كان السبب الرئيسي وراء الكارثة حيث أوضح التقرير أن الشرطة لم يكن من المفروض أبدا أن تفتح بوابات الاستاد بعد امتلائه.

أكد كيني دالجليش مدرب ليفربول آنذاك أنه حضر شخصيا أو أناب أي عضو آخر بالجهاز الفني للفريق لحضور جنائز جميع ضحايا الحادث، وهو الأمر الذي أوقع تأثيرا كبيرا على المدرب الاسكتلندي لاحقا حيث اعتزل دالجليش التدريب في عام 1991 (عرف لاحقا أنه كان يعاني من الاكتئاب).
قال داجليش: «لم أستطع أن أنام بعد هذه المباراة المؤلمة، بكيت لما فيه الكفاية عندما شاهدت القتلى ما بين أطفال وشباب وكبار«.

إجمالي 96 ضحية، توفي في يوم الكارثة 94 شخص، تراوحت اعمارهم بين الـ10 سنوات إلى 67 سنة، واصيب قرابة الـ766 شخص (اكثر من 300 استلزم نقلهم إلى المستشفى)، في يوم 19 إبريل (بعد الحادثة بـ4 ايام) توفي طفل في عمر الـ14 عام متأثراً بإصاباته، اما الضحية رقم 96، فتوفيت بعد 4 سنوات من الحادثة بعد ان دخلت في غيبوبة استمرت كل تلك الفترة ولم يظهر أي علامة للتحسن فتم سحب التغذية الصناعية والماء منها، رحمة بالضحية.

- جريدة ذا صان

خرجت جريدة الصان، الجريدة البريطانية الشهيرة تتهم جماهير الريدز وتحملهم المسئولية كاملة عن الكارثة

لا ان الجريدة عادت بعد سنوات تتأسف لجماهير الريدز بسبب تقاريرها الخاطئة، لأن جميع التقارير الدقيقة اثبتت واكدت ان الخطأ واللوم كله يقع على الأمن وسوء التنظيم والقرارات السيئة التي أتخذها والتي أدت إلى هذة الكارثة.

ومع ذلك تبقى مشاعر جماهير الريدز تجاه تلك الجريدة في منتهى السوء، الأمر الذي ادى إلى عدم تداولها بشكل شبه نهائي في مدينة ليفربول، بل أن مشجعين الريدز في مختلف انحاء المملكة لا يتعاملوا مع تلك الجريدة بسبب إدعائتها السابقة، وبالرغم من إعتذارها «المتأخر»، إلا أن كل ليفربولي أصيل لا يتعامل مع تلك الجريدة ولا أخبارها تماماً

تأثير الحادثة على الملاعب اليوم

كما ذكرت بالأعلى ان التحقيقات ونتائجها اجبرت الإستادات ان تكون مثلما نراها حالياً، مقاعد، لا سياج حديدية أو تقسيمات لا مدرجات للوقوف فقط، بالأضافة لتواجد المضيفين بكثافة بين الجماهير وكحاجز بينهم وبين أرضية الملعب .

ستيفن جيرارد

بؤكد ستيفن جيرارد قائد ليفربول حاليا أن يوم الكارثة الشهيرة سيعيش في ذاكرته إلى الأبد بسبب وفاة ابن عمه (جون بول جيهولي) الذي لم يكن عمره يتجاوز العشرة أعوام وقتها في الحادث.
قال جيرارد الذي كان في التاسعة من عمره وقت الحادث: «شعرت بصدمة كبيرة وحزن عميق عندما رأيت المشاهد الحية لتلك الكارثة«.
وأضاف: «كانت الصدمة كبيرة وظللت أفكر إذا ما كان هناك أي شخص نعرفه بشكل شخصي موجودا في هذه المباراة. ولسوء الحظ بالنسبة لي ولأسرتي أننا تلقينا الخبر المفزع في الصباح التالي عندما قيل لنا أن أحد أفراد العائلة كان موجودا في الاستاد ولقي حتفه بشكل مأساوي«.

ويؤكد جيرارد أن كل من تربطه أي صلة بليفربول يعرف كل شيء عن هذه الكارثة وما تعنيه بالنسبة للجماهير.

إنه أمر محوري وشديد الأهمية بالنسبة للنادي.. فهؤلاء الـ 96 لم ولن يتم نسيانهم أبدا، وكذلك الأمر بالنسبة للأشخاص الذين أصيبوا في الحادث. لكن من المهم أيضا أن نتذكر كل فرد من هؤلاء الـ 96 على حدة وليس كعدد 96 وحسب«.

وأضاف جيرارد: «لطالما دافع هذا النادي عن العدالة وسيستمر في هذا الدفاع. لقد أصبحنا مترابطين بقوة منذ ذلك اليوم وهذا يظهر أي نوع من أندية كرة القدم نحن، فنحن نتكاتف سويا في الأوقات العصيبة. لا يجمعنا ما يحدث على أرض الملعب وحسب ولكننا أيضا كيان واحد خارج الملعب«.

ويقيم نادى ليفربول قداس صلاة في ملعبه (أنفيلد) أحياء لذكرى الكارثة.
قال جيرارد: «نذهب إلى قداس الصلاة في كل عام ومازال الآلاف من الأشخاص يشاركون ذلك اليوم مما يثبت أن جماهير ليفربول ولاعبيه لن ينسون أبدا هذه المأساة«.

قدم نادي ليفربول لوحة شرف رخامية كتب عليها أسماء كل الضحايا الذين فقدتهم مقاعد المشجعين خلال تلك المباراة المأساوية التي راح ضحيتها 96 قتيل وأكثر من 700 جريح تراوحت أعمارهم ما بين الـ 10 والـ 68 عام، وفي كل عام يقوم نادي ليفربول بإحياء الذكرى يوم الخامس عشر من ابريل.

فيتم تغطية بوابات «شانجلي جيتس» الشهيرة بالزهورمن أعلاها إلى أسفلها ومنذ وقوع الكارثة يتذكر ليفربول الضحايا بالوقوف دقيقة حداد قبل أي مباراة له تتزامن مع ذكرى الكارثة وهو ما تفعله باقي أندية الدوري الإنجليزي الممتاز في أقرب مباراة إلى يوم الخامس عشر من أبريل.

وخلال الأسابيع والأشهر والأعوام التالية للكارثة بدأ ظهور حملة هليسبورر للعدالة وهي منظمة قدمت المساعدة لأسر ضحايا الكارثة سواء من القتلى أو المصابين للحصول على المساندة القانونية في صراعهم من أجل العدالة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية