- بعد اختيار اللواء مجدى عبدالغفار وزيرا جديدا للداخلية، خلفا للوزير محـمد إبراهيم، تصورت أن «تكشيرة» الوزير على اعتبار أنه رجل أمنى من الطراز الأول سوف تحدث حالة من الرعب والفزع عند الجماعات الإرهابية، على الأقل سوف تحد من عمليات التفجير.. لكن للأسف العمليات تتزايد وبنفس الأخطاء التى كانت تحدث أيام سلفه الوزير السابق.. الإرهابيون يصوبون على أهدافهم عن قرب ويقتحمون الحواجز الأمنية بسهولة ويحصدون أرواح الأبرياء من الضباط والجنود فى مقار الأمن.
- للأسف لم ندرس أوجه التقصير والثغرات التى يتسلل منها الإرهابيون وما يحملونه من مواد متفجرة سواء استخدموا السيارات المفخخة أو الآلى.. لم نسمع أن الوزير الجديد الذى يتمتع بالأمن والحزم والصرامة شكل فرقا من أجهزة الأمن لدراسة هذه الثغرات، وهو يعلم أن الإرهابيين يستخدمون سيناريو واحدا يطبقونه ولم يغيّروا فى خطط الهجوم.
- أنا رجل مدنى أسأل: لماذا لم تتعدد الحواجز الأمنية أمام مداخل أقسام الشرطة؟ نعرف أن قسم شرطة العريش مستهدف من أيام الوزير محمد إبراهيم.. فقد حاولوا اقتحامه أكثر من مرة.. إذن أضع خططا جديدة لحمايته.. فبدلا من إقامة حاجز حديدى واحد يمنع مرور السيارات.. أصنع خلفه أكثر من حاجز.. فإذا نجح الإرهابيون فى اقتحام واحد.. فلن ينجحوا فى اقتحام الذى يليه.. ومن الممكن أن تكون حواجز إلكترونية تكشف المفرقعات عن بعد.
- وإذا استعرضنا السيارة المفخخة التى أودت بحياة ضباط وجنود فى قسم شرطة العريش، نجد أن الانتحارى استخدم خدعته بتغطية الحمولة الناسفة بكميات من قش الأرز، ولو كانت عندنا أجهزة إلكترونية للكشف عن المفرقعات لاكتشفنا أن السيارة محملة بـ200 طن متفجرات، وكان من الممكن تفجيرها قبل اقتحامها الحواجز الأمنية.. أرجو ألا يكون كلامى كلام حشاشين مع أنى لا أدخن السيجارة.. وأتحدث بالمنطق بعقلية ابن الشارع المصرى الذى يستخدم ذكاءه فى حماية الآخرين.
- أنا أفهم أن الإجراءات الأمنية هى أن أؤمّن المواقع والطرق المؤدية إلى الأقسام والمراكز الشرطية لأنها أصبحت مستهدفة.. فالإرهاب لا يفرق بين صاحب الابتسامة وصاحب «التكشيرة»، وكون أن وزير الداخلية اللواء مجدى عبدالغفار تتمتع ملامحه «بتكشيرة» فهى جزء من طبيعة رجال الأمن المتفوقين على أنفسهم.
- أنا عن نفسى أعترف بأن الوزير مجدى عبدالغفار من الكفاءات الأمنية التى نعظم لها، وكون أنه «مكشر» ولا يبتسم فهذا لا يقلل من شأنه كرجل أمن ناجح جدا.. صحيح أننا فى حالة استعجال ولم نعط الرجل فرصته بل هو فى الحقيقة من الضباط الأكفاء الذين يؤمنون بنظرية تجفيف منابع الإرهاب.. ومن يتابع نشاط الوزير مجدى عبدالغفار يعرف أن هذا الرجل يستخدم فكره وعلمه فى الوصول إلى الجناة قبل ارتكابهم الجريمة.. وآخر خبطة حققها جهاز الأمن الوطنى الذى هو منه أن الجهاز بمعاونة مباحث 6 أكتوبر ألقى القبض على إخوانى إرهابى لديه 16 قنبلة داخل شقة بالشيخ زايد كانت معدة للتفجير.. وهذه القنابل تكفى لتفجير حى بأكمله.. التقارير أكدت أن البطل فى الكشف عن هذا الإرهابى هو جهاز الأمن الوطنى.. ولذلك يهتم وزير الداخلية بهذا الجهاز ويقوم بدعمه بأبنائه الذين تركوه أيام حكم الإخوان.
- من يتابع أيضا الجهود المضنية لوزير الداخلية مجدى عبدالغفار يجد أن هذا الرجل إضافة للجهاز الأمنى.. صحيح ينقصه المعاونون الذين يساعدونه على تحليل الأحداث، على الأقل يجد من يضع له خريطة أمنية للمقار الشرطية التى يصر الإرهاب على تفجيرها.. فمثلا قسم شرطة العريش الذى شهد التفجير الأخير كان مستهدفاً من جماعة الإرهاب طوال السنوات الماضية، تعرض للاقتحام والتفجيرات عشرات المرات.. منها الهجوم عليه بالآلى.. ثم الصواريخ.. ثم العبوات الناسفة وكان فى كل مرة يتصدى لها رجال الأمن الجدعان، وهذه المرة كان الاقتحام بسيارة مسروقة و200 كيلو متفجرات؛ وهذا هو الذى كان مطلوبا من معاونى الوزير دراسته ووضع مرئياتهم.. بعد تنفيذهم نفس السيناريو الذى تكرر فى عمليات سابقة.. إلى أن تمكن الإرهاب من تحقيق أحلامه.
- وهنا أقول: إذا كان لنا أن نصبر.. فعلينا أن نمد أيدينا لرجال الشرطة.