x

الأزهر ينظم مؤتمراً لمواجهة التطرف الدينى

الثلاثاء 14-04-2015 21:03 | كتب: أحمد البحيري, رشا الطهطاوي |
تصوير : أسامة السيد

نظم الأزهر الشريف مؤتمرا، أمس، تحت عنوان «التربية على قيم المواطنة العالمية»، أكد خلاله علماء بالأزهر على ضرورة مواجهة الفكر المتطرف والجماعات التكفيرية.

وقال الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، إن الدين الإسلامى جاء برسالة عالمية ليست للمسلمين فقط ولا لفئة بعينها، عبر عنها رب العالمين، بقوله «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ»، وهى تشمل كل إنسان فى الدنيا، مشيرا إلى أن الرسول تقبل أصحاب الديانات كلها ولم يرغم أحدا على الدخول فى الإسلام.

وقال وكيل الأزهر فى كلمته، ضمن فعاليات المؤتمر، إن الرسول صلى الله عليه وسلم تعايش مع قبائل يهودية، وعقد معهم معاهدات ولم يثبت تاريخيًا أنه نقض واحدة منها، لافتا إلى أن نظرة الإسلام عالمية ونظرته إلى الإنسان دون تمييز.

وأوضح شومان أن الأزهر الشريف يدافع عن الإسلام ويحميه من المخربين، وأن الإسلام هو أول من ربى الإنسان على قيم المواطنة، وأنه لمن الخطأ الشديد أن يعتقد أتباع أى دين أنهم أصحاب الأرض وأحق بالبقاء عليها، مشيرا إلى أن الأوطان للجميع، وليس من حق أى شخص أن يسىء إلى شركائه فى هذا الوطن.

وأشار وكيل الأزهر إلى أن فكرة المؤتمر فى غاية الأهمية، موضحًا أن بيت العائلة أسسه شيخ الأزهر عندما بدأت الجماعات التكفيرية فى بث سمومها فى المجتمع، وتابع: «هذا هو الأزهر الشريف الذى يعرف دينه معرفة شديدة».

وأوضح أن بيت العائلة نجح نجاحا كبيرا وتم تعميمه فى 12 محافظة، وساهم فى إخماد نار الفتنة التى كادت أن تنشب بين المسلمين والمسيحيين بسبب أعمال الجماعات التكفيرية.

وقال البابا تواضروس الثانى، بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية فى كلمته التى ألقاها نيابة عنه، نيافة الأنبا يؤنس، إن الأديان تكفل ربط الإنسان بخالقه، قائلا «يخطئ من يظن أن الأديان تدعو الإنسان إلى أن يكون له دور فى الحياة فقط، دون أن يكون مرتبطا بربه».

وأضاف: لابد أن تخاطب عقل المواطن لإمداده بالمعرفة والمعلومات نحو وطنه، كما أنها تخاطب وجدان المواطن لتشكل قيما تمد صاحبها بالثقافات العلمية وحضارة بلده، مشيرا إلى أن أهداف المواطنة هى احترام مقدسات الوطن والحفاظ عليها، والاندماج مع الجماعة بروح التضامن، والتحلى بالسلوك الديمقراطى، وحب الوطن لرفع المستوى الاقتصادى للبلاد.

وأكد الدكتور محب الرافعى، وزير التربية والتعليم، أن التربية هى أساس بناء الوطن وشخصية المواطن فبالتربية تبنى الأمم وبالتربية تنهض، مضيفا أن التربية هى التى تشكل وعى واتجاهات وقيم المواطن وهى التى تغرس قيم المواطنة بمفهومها الإنسانى الواسع أو ارتباطها بالوطن الذى يعيش فيه المواطن كجزء أساسى من وطننا العربى ومن العالم بأسره.

وأشار الوزير إلى أننا نحتاج اليوم فى مصر والوطن العربى والعالم إلى مواطنة إنسانية عالمية تكسر العنصرية البغيضة وتحرر الإنسان من قيودها التى تدعو إلى التمييز وعدم تقبل الآخر، مضيفا أننا نحتاج إلى هذه المواطنة فى عالم يموج بالتمييز والعنف وعدم تقبل الآخر.

واشار الوزير إلى أن المواطنة ليست مجرد كلمة تعنى الانتماء إلى الوطن، بل هى مسؤولية وشرف لا يمكن بأى حال من الأحوال التهرب منها أو ادعاءها دون تحمل ما تعنيه من معانٍ كاملة.

وأكد الوزير أن الولاء للوطن يعنى الولاء للأرض لتعميرها، وللقوم بالإحسان إليهم، وللقانون بالالتزام به، وللسلطة بعدم الخروج عليها.

وأشار الوزير إلى أننا لكى نكون مواطنين حقيقيين علينا أن نقوم بواجبنا اتجاه وطننا، ومن أول الواجبات الحفاظ على أمنه واستقراره ومكتسباته، علينا أن نثبت أننا نستحق هذا الوطن، وما فعله من أجلنا عبر عقود ممتدة من الزمن.

مشيرا إلى أن المدرسة تنفرد عن غيرها بمسؤولية كبيرة فى غرس الشعور بالمواطنة، وتشكيل شخصية المواطن وذلك من خلال كل ما يتصل ويتعلق بالعملية التربوية من مناهج ومقررات دراسية، وهو ما يجعل من المواطنة موضع التقاء لكل التوجهات والأفكار والآراء التى تعكس التعددية الثقافية والفكرية فى المجتمع، وهو ما يكون له دور فى نشر ثقافة السلام والالتزام بمبادئ العدل والتسامح والاحترام بين أفراد المجتمع، وله دور كبير فى ترسيخ حب الوطن والانتماء إليه لدى الطلاب.

ونوه الوزير إلى أن مناهجنا التعليمية فى مصر تؤكد على المواطنة فى كل مراحل التعليم العام، إيمانا منا بأهمية تنمية مفاهيم المواطنة والسلام والتسامح ونبذ العنف والعيش المشترك.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية