قال الدكتور محب الرافعي، وزير التربية والتعليم، إن خطر الأمية في مصر أصبح يشكل تهديدا مستمرا لمسيرتها الجادة في طريق التنمية، في الوقت الذي أصبح فيه العالم مشغولا بالمعرفة، يتنافس من أجل إنتاجها وامتلاكها، مشيرا إلى أن سمة العصر أصبحت أنه لا مكان في هذا العالم لجاهل أو متخلف عن السير قدما في طريق العلم والمعرفة.
وأشار «الرافعي»، خلال المؤتمر السنوي الثالث عشر لمركز تعليم الكبار بجامعة عين شمس، بعنوان «العقد العربي لمحو الأمية (2015 ـ 2024).. توجهات وخطط وبرامج»، الثلاثاء، إلى أن مصر تواجه الآن ومنذ عقود طويلة مشكلة الأمية بطرق ووسائل شتى، ولهذا وضعت العديد من الخطط للاستراتيجيات الخاصة بذلك، إلا أن كل ما تحقق في سبيل مواجهة الأمية ما زال لا يرقى إلى الطموحات والآمال المعقودة لبناء وطن متعلم.
وأوضح الوزير أن الخطة الطموح التي يجري تطبيقها حاليا تهدف إلى القضاء على الأمية، وتجفيف منابعها، وتطوير برامجها، من خلال ارتكازها على جانبين أساسيين هما: «الجانب الوقائي، ويركز على سد منابع الأمية من خلال تحقيق الاستيعاب الكامل لجميع الأطفال الملزمين في التعليم الابتدائي»، و«الجانب العلاجي، الذي يتمثل في محو أمية الذين فاتتهم فرص التعليم وأصبحوا يكونون فئة محرومة ثقافيا لتمكينهم من مهارات القرائية وإكسابهم المهارات الحياتية الأساسية».
وأضاف «الرافعي»: أن «التعليم تبذل جهودا متواصلة لتجفيف تلك المنابع المختلفة من خلال رفع نسبة الإتاحة، ومواجهة التسرب بالتعليم الأساسي، عن طريق تنفيذ حزمة من الآليات، أهمها تطبيق مشروع القرائية بالمرحلة الابتدائية، والتوسع في التعليم المجتمعي، كإحدى الفرص البديلة للتعليم بالمجتمع المصري»، مشيرا إلى أن استراتيجية برنامج التعليم المجتمعي تقوم على إلحاق الأطفال خارج منظومة التعليم والمتسربين بمدارس التعليم المجتمعي، كما أن الوزارة تستهدف إتاحة ألف مدرسة تعليم مجتمعي سنويا في المناطق المحرومة، التي لا تتاح فيها المدارس النظامية بالشكل المناسب، وذلك بمساعدة المنظمات غير الحكومية ورجال العمال والمشاركة المجتمعية، مما كان له أبلغ الأثر في خفض أعداد المتسربين من التعليم الأساسي لتصل إلى أقل من 6% حاليا.
وتابع «الرافعي»: أن «الوزارة تسعى في الوقت الحالي إلى تحقيق التحرر من الأمية من خلال تنفيذ مجموعة من الأهداف، منها تحقيق شراكة فاعلة بين الوزارة ومؤسسات المجتمع المدني لمواجهة مشكلة الأمية في مصر، وتحفيز شباب الجامعات للمشاركة في مواجهة الأمية، وجعل هذه المشاركة شرطا من شروط الحصول على شهادة التخرج، والتنسيق مع الوزارات والجهات الرسمية لمواجهة الأمية والتغلب عليها، وتعزيز قدرات الكوادر البشرية العاملة في مجال تعليم الكبار، وتعبئة الرأي العام لمواجهة مشكلة الأمية».
وأعرب «الرافعي»، في ختام كلمته، عن خالص تمنياته بنجاح المؤتمر، موجها الشكر إلى جميع الذين شاركوا في تنظيمه، وعلى رأسهم الدكتور عاشور عمري، مدير مركز تعليم الكبار بجامعة عين شمس.
وتم تكريم الدكتور محب الرافعي، وزير التربية والتعليم، والدكتور يحيى عبدالوهاب، المدير السابق للمنظمة العربية للتربية والعلوم، والدكتور سعيد إسماعيل علي، المفكر التربوي، والدكتور السعيد محمد السعيد، مدير مركز تعليم الكبار السابق، والدكتور شاكر محمود، مدير مركز تعليم الكبار الأسبق، والدكتور عبدالوهاب عزت، نائب رئيس الجامعة لخدمة المجتمع، كما تم تكريم عدد (5) من عمال جامعة عين شمس ممن تم محو أميتهم، في ختام الجلسة الافتتاحية للمؤتمر.