كشف فريق من العلماء الفرنسيين أن الكحوليات هي السبب الرئيسي الثاني للوفاة بعد التدخين، حيث أنها تودى بحياة 50 ألف سنويًا.
وأشار العلماء إلى أن الكحوليات تسبب مرضًا عصبيًا بيولوجيًا يؤدي إلى فقدان السيطرة والتحكم بشأن استهلاك الشخص من الكحوليات، حتى في حالة وعيه التام بالأضرار الناتجة عن تناولها.
ففي فرنسا يوجد 2 مليون شخص يعانون من هذه المشكلة، منهم 8% يمتثلون لعلاج التخلي عن عادة التبعية أو التعلق بالكحوليات.
ولمواجهه هذه الآفة التي تصيب الصحة العامة، يجب الابتعاد عن تناولها وهو هدف من الصعب الوصول إليه، فثلث المرضى يتوصلون إلى ذلك في غضون عام، ومن 10% إلى 20% يتوصلون إلى الابتعاد عنها بعد 4 سنوات.
وأشار استطلاع للرأي أجراه العاملون في معمل «لونديك» خلال شهر فبراير الماضى إلى أن 80% من الأطباء يرون أن التعلق بالكحوليات موضوع محظور من قبل المرضى، وأنهم عندما انتبهوا لهذه المشكلة وجدوا أن ثلثي الأشخاص المرضى لا يتكلمون مع أحد بخصوص هذا المرض، و15% من المرضى فقط هم الذين توجهوا للطبيب، وأسباب هذا الصمت عديدة، منها سوء تقدير المريض لهذه المشكلة.
ولاحظ الأطباء أن نصف الأشخاص الذين أعلنوا أن لديهم مشكلة مع التعلق بالكحوليات ترجع لشخصيتهم الضعيفة، وأنهم يعانون من ضعف في قوة الإرادة، لذلك يجب معالجة هؤلاء الأشخاص على أن هذا التعلق هو مرض وليس ضعف اجتماعي حتى يلجأ إلى العلاج ومتابعته والبرهنة على أن انخفاض استهلاك الكحوليات يؤدى لانخفاض خطورة التعرض للموت.
يذكر أن معمل «لونديك» توصل إلى إيجاد حل لهذه المشكلة عن طريق فتح الحوار بين المريض والطبيب، حتى يعطى له الفرصة للتحدث عن الأسباب الشخصية التي تجعله يتعلق بالكحوليات، حتى ولو أضر ذلك بصحته.