x

«المصري اليوم» ترصد ساعات «الرعب والدم» في «العريش»

الثلاثاء 14-04-2015 12:32 | كتب: خالد محمد, أحمد أبو دراع |
تشييع جنازة الشهيد النقيب عمر شكرى من مسجد الرفاعى بمدينة العريش، والذى استشهد فى انفجار قسم ثالث العريش، شمال سيناء، 13 أبريل 2015. تشييع جنازة الشهيد النقيب عمر شكرى من مسجد الرفاعى بمدينة العريش، والذى استشهد فى انفجار قسم ثالث العريش، شمال سيناء، 13 أبريل 2015. تصوير : أحمد أبو دراع

تحولت مدينة العريش الهادئة إلى شعلة من النيران، عقب استهداف قسم ثالث العريش بسيارة مفخخة، الأحد، ما أسفر عن سقوط 50 شخصا من المدنيين وأفراد الشرطة ما بين شهيد ومصاب، فيما انتابت الأهالى حالة من الفزع، وحلقت طيارات f16 في سماء العريش عقب التفجير.

ورصدت «المصرى اليوم» ساعات «الرعب والدم» وآثار الدمار التي خلفها الانفجار، حيث تناثرت بقايا ملابس وأمتعة الضحايا، وأشلاء تم تجمعيها بواسطة سيارات الإسعاف، ونقلها إلى مستشفى العريش العسكرى.

كشف شهود عيان تفاصيل جديدة عن عملية الاستهداف، حيث قالت أم محمد، من الأهالى: «سمعنا إطلاق نار كثيف وبعد دقائق شاهدنا سيارة بيضاء 3/4 نقل تحمل أثاث منزل، تحاول اقتحام الحواجز والمتاريس المحيطة بالقسم، واستمرت السيارة في السير رغم محاولات أفراد القسم إيقافها وانفجرت أمام بوابة القسم، وتناثرت الشظايا والأشلاء، وبعد دقائق وصلت قوات الجيش وسيارات الإسعاف، وقام أهالى الحى بإسعاف عدد كبير من المدنيين والعسكريين.

وأكد مصدر أمنى أن واجهة السيارة المفخخة كانت مصفحة حتى لا يتم إصابة سائقها، وهو ما تسبب في عدم استهدافها من قبل العناصر التي تؤمّن القسم.

فيما قال أحد سكان الحى إن قسم ثالث العريش أقل المقار الأمنية تأمينا في شمال سيناء، لقربه من المنطقة السكنية، فلم تكن هناك أي مدرعات أمام البوابة.

وأكد مصدر بمجلس مدينة العريش أن مؤشرات نتيجة الحصر المبدئى لأضرار الأهالى من تفجير قسم ثالث العريش تقدر بنحو 70 منزلا وشقة، تعرضت لتلفيات مباشرة ومؤثرة، بينها تهدم واجهات وخسائر بالممتلكات وتحطم النوافذ وعشرات من المنازل الأخرى أصيبت بأضرار محدودة.

وقالت المصادر: «تهدمت واجهات وتحطمت نوافذ لمدرسة ومقار حكومية مجاورة وتحطمت سيارات وممتلكات لمواطنين نتيجة قوة الضربة التي أحدثها الانفجار».

وأضاف أنه تم تشكيل لجنة من المحافظة ومجلس المدينة والجهات ذات الاختصاص لحصر الممتلكات التي تضررت وكذلك أضرار المصالح الحكومية المجاورة.

«المصرى اليوم» التقت أهالى المنطقة المقيمين بجوار قسم ثالث العريش، حيث قال أيمن حجاب، أحد المقيمين بجوار قسم الشرطة، إنه كان يجلس مع أسرته على مائدة الغداء، وفجأة سمع صوتا لتبادل إطلاق النيران، استمر عدة دقائق، أتبعه صوت انفجار هائل، سبب حالة من الرعب له ولأسرته المكونة من 7 أفراد، حيث تطاير زجاج النوافذ، وتحطمت عدة أجزاء من منازل المواطنين بسبب قوة التفجير.

وأضاف عبدالفتاح محمد: «كنت أصلى العصر في مسجد قريب من القسم، وفجأة وقع انفجار هائل، حيث هرب المصلون من المسجد، وبعد عودتى للمنزل علمت أن التفجير استهدف قسم ثالث العريش، ما سبب في تحطم النوافذ».

وأكد أن خسائر طفيفة لحقت بالمنزل، ولكن حالة الرعب كانت كبيرة لدى السكان المجاورين، الذين كانوا يطمئنون على بعضهم البعض، حيث تقطن بجوار القسم عائلات بأكملها، ومعظمهم من الأقارب.

من جانبه، أشار أحمد شراب، شاهد عيان، إلى أنه سمع صوت انفجار ضخم، وعندما استطلع الأمر شاهد كتلة من النيران، باتجاه قسم ثالث العريش، فتوجه مسرعا إلى القسم، وشاهد سيارات الإسعاف والمطافئ وهى تهرع إلى موقع الانفجار.

وحول الانفجار قال «شراب» إن الواجهات الرئيسية للقسم وعدد من المبانى المجاورة تحطمت، فيما خلف الانفجار حفرة عميقة بباطن الأرض، نظرًا لقوة التفجير، وقام رجال الإسعاف بمعاونة الأهالى بنقل المصابين وجثث الشهداء إلى مستشفيى العريش العام والعسكرى.

وقالت أميرة شعيشع، أحد المتطوعين «كنت ومجموعة من شباب المتطوعين في اجتماع على بعد 7 كيلومترات من موقع انفجار قسم ثالث العريش، حيث سمعنا هزة شديدة، وصوتا قويا جدًا، هز جميع أجزاء مدينة العريش، وعلمنا أن هناك عملية إرهابية كبيرة، وتوجهنا إلى مستشفى العريش العام، ووجدنا 27 مصابا بينهم أطفال وسيدات بالمستشفى بسبب الزجاج المتطاير وانهيار أجزاء من منازلهم، من بينهم مواطنون كانوا على بعد 2 كيلو من موقع الانفجار».

وحول التفجير، تقول «شعيشع»: «إن سيارة مسروقة من شركة الكهرباء تم استخدامها في تفجير قسم ثالث، الذي يوجد بمنطقة سكنية كبيرة، حيث استشهد ضباط وأفراد أمن مشهود لهم بالكفاءة والاحترام، والناس في العريش بتبكيهم».

وقال محمد حمدان، أحد المواطنين المقيمين بجوار القسم، إنه أصيب بحالة من الرعب، بسبب إطلاق النيران والانفجار الضخم وتحطم واجهات المنازل القريبة من القسم، ودوى سيارات إسعاف في أرجاء المكان.

وأضاف أن سيارة 3/4 نقل قامت بتخطى الحواجز الامنية، فقام أفراد القسم بإطلاق النيران عليها، ورغم ذلك واصلت السير واصطدمت بالبوابة الرئيسية للقسم من تجاه الشمال، وأحدثت دويا هائلا وانفجارا شديدا، وكتلة من اللهب ارتفعت في السماء، لتصل بعدها سيارات الإسعاف والمطافئ، لتتم عمليات نقل المصابين، فيما توافد العشرات من الأهالى إلى المكان لمشاهدة ما جرى، وللمعاونة في نقل الجثث والجرحى، ومساعدة الأهالى المتضررين بسبب التفجير.

وأوضح «حمدان» أن القسم يقع بمنطقة سكنية، والطرق التي تؤدى إليه مغلقة بتلال من الرمال، باستثناء طريق واحد، والذى تمر منه سيارات الشرطة، وهو الطريق الذي سلكته السيارة المفخخة بالرغم من وجود تلال من الرمال على جانبيه ومصدات حديدية.

وقالت شيماء محمد، من الأهالى، إنها كانت تجلس مع أسرتها في منزلها بحى آل أيوب القريب من قسم الشرطة، وفجأة سمعت دوى انفجار هائل، وتحطمت النوافذ الزجاجية، وسقط أثاث المنزل على الارض، وتحول المنزل لحالة من الرعب والفوضى، ولكن «الحمد لله لم تحدث إصابات بسبب عدم جلوسنا بالقرب من النوافذ، وكل ما حدث هو حالة من الرعب ليست لدى أفراد الأسرة، بل لدى أهالى العريش كلهم».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية