إيناس جوهر من الأصوات القليلة التى تميزت بها الإذاعة المصرية، طوال تاريخها، حاورتها «المصرى اليوم» للتعرف عن قرب على مشاكل الإذاعة وإلى أين وصل حال الإعلام الرسمى، وتعامل ماسبيرو مع كبار الإذاعيين مثل خيل الحكومة واستبعادهم من العمل الإعلامى.
■ ما رأيكِ فى وضع الإعلام الرسمى الآن؟
- هناك هروب جماعى للكوادر الإعلامية، سواء من الشباب أو الكبار، لأن الفضائيات الخاصة تغازل الإعلاميين بفلوس كثيرة، ومهما حصل للإعلامى فى ماسبيرو من امتيازات، فهو يشعر بأن هناك قطاعا خاصا يعطى أكثر، ولذلك فهم لا يبذلون جهدا كاملا فى عملهم، وكثير منهم لا يعملون. وأشعر أن الفضائيات الخاصة لديها غل من ماسبيرو، فمثلا قناة TEN أخذت برنامجا باسم ماسبيرو، تم تجهيزة من مكتبة التليفزيون، وخرج للنور بالفنان سمير صبرى، وبسبب فكرهم المغلق أخذوا فكرة البرنامج والمذيع، دون أن يعودوا للتليفزيون فى شىء.
■ لماذا تفوقت الفضائيات على التليفزيون المصرى فى الفترة الأخيرة؟
- لأن ميثاق الشرف الإعلامى لا يطبق إلا على ماسبيرو، والفضائيات لها الحرية فى عمل أى شىء دون رقابة، فمثلا هناك مذيعات فى القنوات الخاصة، تخرج تقرأ النشرة بملابس «كت» وأخريات مخارج ألفاظهن بها أخطاء، ولايجدن اللغة العربية، ومذيعات تخرج بملابس بها ترتر، وللأسف الفضائيات لها شروط معينة فى المذيعات.
■ لكن.. هناك اهتمام من الرئيس السيسى بالإذاعة خاصة فى لقاءاته مع الإعلاميين وحضور مندوبين منها.
- الرئيس يعوّل على محطتين أو ثلاث فقط، منها راديو مصر فى ماسبيرو، وبعض الفضائيات التى تتطوع للذهاب معه إلى أى مكان، وتلازمه فى السفر إلى أى مكان، ما يؤكد اهتمامه بها، وكل الدعوات تكون لناس بعينها. والرئيس لا يختار أحدا، ولكن المشكلة تكمن فيمن حوله، ويختارون له، والعتاب الوحيد هو الخلط بين إعلاميين وصحفيين فى لقاءات الرئيس.
■ وما نوع الإعلام الذى يحتاجه البلد فى هذه المرحلة؟
- المرحلة التى تمر بها مصر الآن تحتاج تضافر كل الجهود والاندماج المجتمعى بكل قطاعاته الإعلامية، حتى نستطيع أن نمسح الصورة التى رسمها الآخر عن مصر التى تفتقد وجود قناة قوية تتحدث عنها فى الخارج، وكأن الإعلام المصرى يكلم نفسه، والآخر لا يسمع شيئا. لا نحتاج إلى إعلام مباشر فى تلك المرحلة، لأن الإعلام المباشر غير مطلوب، يجب أن يكون هناك إعلام غير مباشر يتحدث عنا، لأن هذا سيكون له تأثير كبير، والإعلام المباشر يهرب منه المشاهد.
■ ما تقييمكِ لتجربة راديو مصر فى الإذاعة المصرية؟
- راديو مصر يقدم مادة إعلانية يتخللها بعض الحوارات والبرامج الإعلامية، وللأسف، المعلن هو الذى يحدد الذوق العام للمشاهد والمستمع، ومن وجهة نظرى، الإعلام الجيد هو الذى يجذب الإعلان، وليس العكس، لأن ما يعرض الآن من إعلانات فى منتهى الاستخفاف بعقلية المشاهد.
■ هل الوقت ملائم لإنشاء شركة راديو النيل؟
- الفكرة موجودة منذ أن كنت فى الإذاعة، وآن الأوان لأن نعمل عليها الآن.
■ وما رأيك فى استبعاد كبار الإذاعيين؟
- القرار كان فيه ظلم لكثير من الإذاعيين، وهناك أشخاص كان من المفترض أن تستمر فى تقديم البرامج، مثل نجوى أبوالنجا التى خرجت وهى رئيس قطاع القنوات المتخصصة، وعندما خرجت حسبوها على التليفزيون، وليس الإذاعة، وسناء منصور التى خرجت وهى رئيس القطاع الفضائى، ويجب أن ننظر لكثير من الإذاعيين بعين الرأفة فى قرار تواجدهم فى المجال الإعلامى، لأنهم قيمة كبيرة لن تعوض، كما أن معظم الإذاعيين الذين خرجوا فى سن التقاعد معاشاتهم «كلام فاضى»، وحتى من يعمل منهم فى الإذاعة لا يوجد لهم تقدير كافٍ من الإذاعة، ولكنهم يعملون من أجل إرضاء إحساسهم بالتواجد.
■ وإلى أين وصلت الإذاعة المصرية؟
- الإذاعة بدأت تتغير، رغم أنه لم يكن هناك اهتمام بها، وطول عمرها مظلومة فى الأجور، و«اللى ما يشوفش من الغربال يبقى أعمى»، وأتمنى أن تكون هناك نظرة من وزير الداخلية على الإذاعة المصرية وماسبيرو بشكل كامل، للكشف عن العناصر الإخوانية التى تخرب فى المبنى، وتعطل استديوهات الصوت، لأنهم يعتبرون الغناء حراما، ويجب تحديد هؤلاء والتصرف معهم حتى نرتقى بمستوى الجهاز الإعلامى.
■ من ترشحينه لتولى الهيئة الوطنية للإعلام المسموع والمرئى؟
- سناء منصور أو أسامة هيكل، لما لهما من خبرات فى إيجاد حلولا للرقى باتحاد الإذاعة والتليفزيون.
■ هل تشعرين بالندم على برنامج قمتِ بتقديمه فى مشوارك؟
- لا يوجد شىء قدمته نادمة عليه.
■ ومن تعتبرينه امتدادا لكِ فى الإذاعة؟
- لا يوجد. الكثير منهم يحاولون تقليدى، ولا يستطيعون. وهم يشعرون من داخلهم أنهم أنا.