واجهت عناصر جماعة «الحوثيين» اليمنية وحلفاؤهم من أنصار الرئيس اليمنى السابق، على عبد الله صالح، مقاومة كبيرة على الأرض، خصوصًا فى مدينة عدن الجنوبية، من «اللجان الشعبية» الموالية للرئيس اليمنى، عبد ربه منصور هادى، ورجال القبائل، فى الوقت الذى تواصلت فيه غارات عملية «عاصفة الحزم»، بقيادة السعودية، على المواقع العسكرية التابعة للحوثيين وصالح، مما أسفر عن مقتل عدد منهم، فى حين نفت قناة «العالم» الإيرانية ما نُسب إليها بشأن إعلان مقتل زعيم الحوثيين، عبد الملك الحوثى، مؤكدة أنها تعرضت «لاختراق إلكتروني».
أخبار متعلقة
وفى عدن، تصدى مقاتلو «اللجان الشعبية»، الموالية لهادى، لهجوم شنه الحوثيون والقوات الموالية لصالح على مصافى المدينة، بينما ذكرت مصادر طبية أن المعارك فى عدن أسفرت أمس عن مقتل 12 شخصًا. وقالت مصادر محلية لشبكة «سكاى نيوز عربية» إن «قوات الحوثى وصالح حاولت التقدم من الجهة الغربية لعدن، غير أن المقاومة الشعبية تصدت» للمسلحين وأحبطت الهجوم، وأضافت المصادر، أمس الأول، أن المقاومة الشديدة دفعت قوات الحوثيين وصالح إلى «التراجع لمنطقة الوهط بمحافظة لحج المجاورة لعدن».
وأشارت قناة «الجزيرة» الإخبارية إلى أن «المقاومة الشعبية بعدن تمكنت من طرد الحوثيين من مناطق توغلوا فيها، لاسيما من حيى خور مكسر وكريتر»، ونقلت عن مصادر محلية إفادتها بوقوع قتلى وجرحى فى صفوف الحوثيين، إثر كمين استهدف مركبة عسكرية أمام معسكر بدر فى خور مكسر بعدن، فى حين أشار موقع «هنا عدن»، المعارض للحوثيين، إلى تحرك اللواء 35 وانتشاره فى شوارع عدن، حيث اشتبك مع نقاط الأمن المركزى المقربة من صالح، مضيفاً أن قوات من الحوثيين بدأت تتحرك من ذمار والحديدة للقضاء على اللواء.
وفى تلك الأثناء، قصفت طائرات «عاصفة الحزم» موقعًا للحوثيين فى ساحل أبو الوادى، بالقرب من قصر الرئاسة بعدن، الذى يسيطر عليه الحوثيون، وفقًا لشهود عيان.
وفى صنعاء، قصفت طائرات التحالف العربى أيضًا أهدافًا تابعة للحوثيين وصالح، فى اليوم الـ18 لعملية «عاصفة الحزم»، وذكر شهود عيان أن القصف استهدف معسكر الصباحة للحرس الجمهورى ومعسكر الصواريخ فى فج عطان ومعسكر جبل نقم ومعسكرى الخرافى والصمع للحرس الجمهورى، فيما سُمع دوى المضادات الأرضية التى تتصدى لطائرات التحالف.
وفى محافظة تعز الجنوبية، أصابت غارة جوية لطيران التحالف العربى معسكر اللواء 22، التابع للحرس الجمهورى، فى منطقة الظهراء، مما أسفر عن مقتل 15 من المتمردين الحوثيين وحلفائهم، وإصابة 8 آخرين، بحسب مصادر طبية، فيما قالت مصادر عسكرية، إن 5 مسلحين حوثيين قتلوا وأصيب 6 آخرون فى كمين لـ«اللجان الشعبية» قرب منطقة الراهدة، كما استهدفت القوات الموالية لهادى «تجمعات للحوثيين والحرس الجمهورى الموالى لصالح» فى منطقة الجند، شمال تعز، وسط أنباء عن سقوط قتلى وجرحى.
جاء ذلك فيما أعلنت قبائل شبوة وأبين ولحج «النفير العام» لمقاتلة الحوثيين، إذ نقلت قناة «الجزيرة» الإخبارية عن قبائل «يافع» فى محافظة أبين قولها إنها جهزت دفعة ثالثة للالتحاق بأبناء القبيلة فى كل من عدن والمثلث لقتال الحوثيين وقوات صالح، كما أعلنت قبائل محافظة شبوة النفير العام لمواجهة التمدد الحوثى فى مناطق المحافظة.
وبدأ عشرات من مسلحى القبائل الاحتشاد فى ضواحى عتق مركز محافظة شبوة، استعدادًا لهجوم شامل ضد الحوثيين فى المحافظة. وفى محافظة لحج، تقود قبائل الصبيحة معارك متواصلة ضد الحوثيين، وذلك بعدما قال المتحدث باسم قوات «عاصفة الحزم»، العميد أحمد عسيرى، إن «هذا الوقت هو المناسب ليُظهر شيوخ القبائل ولاءهم للسلطة الشرعية فى اليمن».
وقال مصدر قبلى، إن 5 مسلحين حوثيين قتلوا، أمس، فى كمين مسلح استهدفهم فى شبوة، فيما أعلن أن قبائل شبوة وأبين، تمكنت من أسر 15 من الجماعة الشيعية. وفى محافظة مأرب، شرقى اليمن، اندلعت اشتباكات بالأسلحة الرشاشة والقذائف بين مسلحى القبائل ومسلحين حوثيين، أسفرت عن قتلى وجرحى من الطرفين، بحسب مصدر قبلى.
وفى غضون ذلك، أكدت مصادر سعودية مطلعة على سير «عاصفة الحزم» أن القوات السعودية بدأت باستخدام مروحيات من نوع «أباتشي»، أمريكية الصنع، فى قصف مواقع تابعة للحوثيين فى عدة مناطق باليمن. وقال مسؤول سعودى لشبكة «سى.إن.إن» الأخبارية الأمريكية، إن المروحيات الهجومية قامت بقصف أهداف تابعة لجماعة الحوثى فى لحج، فى حين نقلت «سكاى نيوز عربية» عن مصادر محلية قولها إن عددًا من الدبابات والآليات السعودية اقتربت من الحدود اليمنية فى منطقة حرض بمحافظة حجة.
وكانت وزارة الدفاع السعودية كشفت، أمس الأول، عن اندلاع معارك برية على الحدود الجنوبية للمملكة، أسفرت عن مقتل 3 ضباط وجرح 2 آخرين، بعد استهدافهم بقذيفة «هاون».
ومن ناحية أخرى، أعلنت قناة «العالم» التليفزيونية الإيرانية، الناطقة بالعربية، أمس، أنه جرى اختراق حسابها على موقعى «تويتر» و«يوتيوب» للتواصل الاجتماعى، من قبل مجموعة قرصنة سعودية، وبث تقرير خاطئ يُفيد بمقتل زعيم الحوثيين، عبد الملك الحوثى، المتحالف مع إيران فى اليمن، أمس الأول، فيما تبنت مجموعة تدعى «سايبر أوف إيموشن» عملية القرصنة، وقالت فى رسالة: «نهدى العملية هذه إلى طيارينا»، فى إشارة إلى غارات «عاصفة الحزم». وعلى حساب قناة «العالم» على «يوتيوب»، بثت المجموعة فيديو لتمجيد العاهل السعودى الملك سلمان بن عبد العزيز.
وفى الوقت نفسه، نفى «حزب الله» الشيعى اللبنانى أنباء عن مقتل أحد عناصره فى اليمن، وقال الحزب، الذى سبق أن أكد مشاركته فى القتال بسوريا والعراق، فى بيان، إن تقارير إعلامية سعودية ولبنانية تحدثت عن مقتل أحد عناصره فى اليمن غير صحيحة «جملة وتفصيلًا».
جاء ذلك فيما ذكر متحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، أمس، أن سفينة تابعة للقوات البحرية الروسية أجلت نحو 308 مواطنين من 19 دولة، من بينهم 45 روسياً ومصريان وسعودى، من اليمن.
