x

شم النسيم بين الحاضر والماضى

الأحد 12-04-2015 21:49 | كتب: اخبار |
شكاوى المواطنين شكاوى المواطنين تصوير : آخرون

يعتبر عيد شم النسيم عيدا مصريا قديما منذ حوالى 2700 سنة قبل الميلاد ويرجع بالتحديد إلى أواخر الأسرة الثالثة الفرعونية، فهو من الأعياد الفرعونية ويمثل بداية شهر الربيع.. «شم النسيم» كلمة هيروغليفية بمعنى شموس، ويرمز هذا العيد عندهم إلى بعث الحياة، وأضيفت إليه كلمة النسيم لارتباط هذا الفصل باعتدال الجو وطيب النسيم.. كان المصريون القدماء يحتفلون بذلك العيد فى احتفال رسمى كبير فيما يعرف بالانقلاب الربيعى وهو اليوم الذى يتساوى فيه الليل مع النهار وقت حلول الشمس، وصار هذا العيد تقليداً متوارثاً عبر الأجيال والعصور يحمل ذات المراسم والطقوس والعادات والتقاليد التى لم يطرأ عليها أدنى تغير منذ عصر الفراعنة وحتى الآن!!.. وهو من أقدم الأعياد الشعبية ويفتخر به المصريون باعتباره عيدا خاصا بهم وبمصر بغض النظر عن عقائدهم الدينية، وقد أخذ اليهود عن المصريين احتفالهم بهذا العيد، فقد كان وقت خروجهم من مصر فى عهد النبى موسى مواكباً للاحتفال بهذا العيد عند المصريين، وقد اختار اليهود، على حد زعمهم، ذلك اليوم لخروجهم من مصر حتى لا يشعر بهم المصريون أثناء هروبهم حاملين معهم ما سلبوه من ذهب المصريين وثرواتهم.. وذكر ذلك الكتاب المقدس فى سفر الخروج بالعهد القديم بأنهم طلبوا من الشعب المصرى أمتعة فضة وذهب وطلبوا ثياباً أيضاً، وأعطى الله نعمة للشعب فى عيون المصريين حتى أعاروهم فسلبوا المصريين.. واتخذ اليهود ذلك اليوم عيداً لهم وجعلوه رأساً للسنة العبرية وأطلقوا عليه اسم عيد الفصح اليهودى، وهى كلمة عبرية تعنى الخروج أو العبور. واحتفالاً ببداية حياتهم الجديدة.. وعندما دخلت الديانة المسيحية أرض مصر.. كان المسيحيون يحتفلون بعيد القيامة يوم الأحد تذكاراً لقيامة السيد المسيح فجر الأحد.. وكان المصريون يحتفلون بعيدهم فى اليوم التالى مباشرة من كل عام ومازال هذا التقليد متبعاً فى مصر بعد دخول الإسلام لمصر وحتى يومنا هذا.. ومن مظاهر الاحتفال بهذا العيد الخروج إلى المتنزهات والأماكن العامة والحدائق والشواطئ.. من بداية شروق شمس اليوم، ومن الأطعمة التى حرص قدماء المصريين على تناولها فى ذلك اليوم نبات الحمص الأخضر «الملانة»، ويأكلون الفسيخ وكل أنواع الأسماك تعبيراً عن حبهم للنيل، والبصل الأخضر الذى يرمز إلى الحياة، والخس الذى يشير إلى النبات المقدس.. أهم مظاهر الاحتفال تلوين البيض، خاصة باللون الأحمر رمزاً لدم الفداء الثمين، وكان القدماء المصريون ينقشون على البيض دعواتهم وأمنياتهم للعام الجديد ويضعونه فى سلاسل من سعف النخيل ثم يعلقونها فى شرفات المنازل أو أغصان الأشجار لتحظى ببركات نور الإله عند شروقه فيحقق أمنياتهم وكانوا يأكلون البيض وكان رمزا للخروج إلى الحياة الجديدة «القيامة».. حفظ الله مصر.. وكل عام وكل شعبها المبارك بخير.

يونان مرقص القمص تواضروس

دبلوم الدراسات العليا فى التاريخ القبطى

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية