أمر المستشار هشام بركات، النائب العام، بإحالة ضابطى الأمن الوطنى عمر محمد ومحمد أنور، المتهمين بتعذيب المحامى كريم حمدى، حتى الموت، بقسم شرطة المطرية لإجباره على الاعتراف بجرائم متهم فيها، إلى محكمة الجنايات، لبدء محاكمتهما.
وأفاد بيان صادر عن مكتب النائب العام بأن التحقيقات في القضية المعروفة إعلاميا بـ«تعذيب محامى المطرية»، كشفت أن متهما تم ضبطه وبحوزته أسلحة نارية، وأكد انضمامه لجماعة الإخوان، واعترف بأنه والمحامى كريم حمدى اشتركا وآخرون في ارتكاب جرائم روعت المواطنين، ونفاذاً لتلك الاعترافات أمرت النيابة بضبط وإحضار المحامى، وتمكنت قوات الشرطة من ضبطه وعرضه على النيابة المختصة التي باشرت التحقيقات معه، وبمناظرته لم يتبين به ثمة إصابات، فأمرت النيابة بحبسه على ذمة القضية بعد مواجهته بالجرائم المنسوبة إليه، حيث وجهت النيابة له تهم الانضمام إلى جماعة إرهابية وحيازة أسلحة والاشتراك في ترويع المواطنين.
وتبين من التحقيقات أنه بتاريخ 24 فبراير الماضى، ورد إخطار من مستشفى المطرية التعليمى بوفاة المجنى عليه، وأن به إصابات متعددة، وكشفت التحقيقات أنه خلال حجز المجنى عليه بديوان قسم شرطة المطرية، تعرض للتعذيب على يد ضابطى شرطة لإجباره على الاعتراف بما ارتكبه من جرائم، فأحدثا به إصابات جسيمة متعددة، أوردها تقرير مصلحة الطب الشرعى، ما أودى بحياته.
ووجهت النيابة العامة للضابطين المتهمين تهمة تعذيب المجنى عليه حتى الموت، بعد أن توافرت الأدلة الكافية ضدهما، وأمر النائب العام بإحالتهما إلى محكمة الجنايات لمعاقبتهما على جرمهما.
وحصلت «المصرى اليوم» على نص التحقيقات في القضية، وأقوال الضابطين المتهمين، وأقوال مأمور القسم ومعاونه ورئيس المباحث، وأقوال المتهم الذي كان بصحبة المجنى عليه المحامى «كريم حمدى».
وتسلمت نيابة حوادث شرق القاهرة الكلية تقرير الطب الشرعى النهائى، وتضمن أن المجنى عليه أصيب بكسر في ضلوع القفص الصدرى، ونزيف في المخ، نتيجة التعرض للضرب واصطدامه بجسم صلب، وأظهر التقرير إصابة المجنى عليه بكدمات بجميع أنحاء الجسم، خاصة بالرأس والبطن وآثار تعذيب، مما يؤكد تعرضه للضرب.
واستمعت النيابة لأقوال مأمور القسم ومعاونه ورئيس المباحث ووجهت لهم 53 سؤالا، كان أهمها ما تم توجيهه لرئيس المباحث:
■ ما ملابسات وظروف القبض على المجنى عليه كريم حمدى والتهم المنسوبة إليه؟
- في 19 فبراير 2015 ورد قرار من النيابة العامة بضبط وإحضار المتهم كريم حمدى لاتهامه ضمن آخرين بحيازة أسلحة والتظاهر والانضمام إلى جماعة إرهابية والتحريض على العنف، فخرجت قوة من المباحث الجنائية برئاسة رئيس مباحث القسم ومعاونه وألقوا القبض عليه وتم إيداعه حجز القسم وتحرر محضر بالواقعة وملابسات الضبط، وخلال تحرير محضر الضبط اعترف المتهم بالصوت والصورة بالاتهامات المنسوبة إليه وأحيل إلى النيابة العامة التي حققت معه، وتقرر حبسه وتم إيداعه حجز القسم مرة ثانية بناء على قرار الحبس.
■ من الذي قام بتحرير المحضر؟
- أحد ضباط النباطشية.
وسألت النيابة معاون المباحث:
■ بعد عرض المتهم كريم حمدى على النيابة التي قررت حبسه.. ما إجراءات إيداعه حجز القسم.. وهل ثمة استجواب جرى معه بمعرفة ضباط القسم أو ضباط في جهات أخرى؟
- بعد حبس المتهم تم إيداعه حجز القسم، ولم يتم استجوابه مرة ثانية لأنه كان قد تم استجوابه قبل عرضه على النيابة وأقر بالاتهامات المنسوبة إليه، ولكن حضر في اليوم التالى اثنان من ضباط الأمن الوطنى وهما «المقدم عمر محمد والملازم أول محمد أنور إلى مقر قسم الشرطة وطلبا الجلوس مع المتهم لاستجوابه والاستفادة بالمعلومات التي اعترف بها في عملهما لجمع التحريات عن الخلايا الإرهابية وعناصر جماعة الإخوان الإرهابية.
■ ما بيانات وطبيعة عمل الضابطين المذكورين.. وهل قدما لكما ثمة أوراق رسمية تفيد بقيامهما بمأمورية رسمية لاستجواب المتهم؟
- لم يقدما أي أوراق وجلسا مع المتهم لأن هذا من اختصاص عملهما وكل ضباط القسم يعرفونهما وهذا إجراء طبيعى يحدث في كل القضايا التي تتعلق بالأمن الوطنى، وهما يعملان في قطاع الأمن الوطنى وبياناتهما موجودة لدى جهة عملها.
■ وأين جلسا مع المتهم لاستجوابه.. وهل كانا في مكان مغلق.. ومن الذي كان بصحبتهما من أفراد القسم؟
- جلسا مع المتهم داخل غرفة المأمور، وكان الباب مغلقاً عليهما، ولم يكن أحد من أفراد القسم معهما.
■ وما حالة المتهم قبل دخوله تلك الغرفة لاستجوابه من قبل الضابطين المذكورين؟
- هو كان كويس.
■ وما المدة الزمنية التي قضاها المتهم بحوزة الضابطين؟
- قرابة ساعتين.
■ وما الحالة التي كان عليها بعد انتهاء استجوابه من قبل الضابطين؟
- كان مصاباً بإعياء وتم نقله إلى المستشفى وكان فيه آثار ضرب.
■ وهل ثمة أدوات أو سلاح أبيض كان بحوزة الضابطين داخل الغرفة؟
- لم نشاهد معهما شيئاً ولا يوجد داخل الغرفة ثمة أسلحة بيضاء.
■ وهل شاهدتم الضابطين يعتديان على المجنى عليه؟
- لم نشاهد شيئا.
■ وهل نمى إلى علمكم صدور صوت من قبل المجنى عليه من داخل الغرفة يشير إلى تعرضه للضرب؟
- لم نسمع شيئا.
وسألت النيابة مأمور القسم:
■ وما الإجراءات التي تم اتباعها من قبل المسؤولين في القسم عقب مشاهدة المجنى عليه مصاباً بإعياء؟
- تم نقله إلى المستشفى وإخطار النيابة العامة.
انتقلت النيابة إلى سماع أقوال المتهم الذي اعترف على المحامى «كريم حمدى» بأنه اشترك معه في قضايا عنف، وسألته 14 سؤالاً على مرتين.
في الجلسة الأولى، قال المتهم إنه شاهد كريم بحالة جيدة عقب القبض عليه وعرضه على النيابة وحبسه وكان بحالة جيدة، وإنه فوجئ أثناء وجوده بالحجز بأمين الشرطة يصطحبه إلى خارج غرفة الحجز، وبعدها سمع أنه أصيب بإعياء وتم نقله إلى المستشفى وبعدها توفى.
وفى الجلسة الثانية من التحقيقات قال المتهم: «أنا افتكرت حاجة وعاوز أقولها في التحقيقات، وهى إنه أثناء وجوده في الحجز سمع صوت كريم وهو يصرخ، ووقتها عرف أنه يتعرض للضرب، وسمع أيضا أفراداً يسبونه ويتحدثون معه بصوت عال، وأن هذا الصوت لم يكن صوت أحد من الضباط الذين استجوبوه من قبل».
وحققت النيابة مع ضابطى الأمن الوطنى محمد أنور وعمر محمد على مدار جلستين، استمرت كل منهما قرابة النصف ساعة، وانتهت بصرفهما من النيابة العامة، والثانية كانت بعد وصول تقرير الطب الشرعى وسماع أقوال مأمور القسم ورئيس المباحث، وسألتهما النيابة 46 سؤالا، ووجهت للضابط محمد أنور الأسئلة التالية:
■ ما سبب حضوركما إلى قسم شرطة المطرية يوم 19 فبرير 2015؟
- لاستجواب متهم كان قد تم القبض عليه بمعرفة المباحث الجنائية وتبين أنه ضمن عناصر إرهابية تابعة لجماعة الإخوان وتبين أيضا أنه يحوز أسلحة آلية ونارية.
■ وهل ثمة معرفة سابقة للمجنى عليه كريم حمدى؟
- لم توجد معرفة بيننا وأول مرة نشوفه في الاستجواب.
■ أنت متهم بتعذيب المتهم كريم حمدى أثناء احتجازه بقسم شرطة المطرية لإجباره على الاعتراف بارتكاب جرائم؟
- محصلش، واللى عاوز أقوله إن المتهم اعترف بكافة الجرائم المنسوبة إليه قبل أن يتم استجوابه من قبلنا، فما الداعى لكى أتعدى عليه بالضرب طالما أنه اعترف، وعاوز أقول كمان إنه اعترف في تحقيقات النيابة العامة.
■ وهل كان أحد من أفراد القسم متواجداً معكما أثناء استجوابه؟
- لا لم يكن أحد متواجداً، والباب كان مفتوحا.
■ ما رأيك فيما قاله مأمور القسم ومعاونه من أن المجنى عليه كان بحالة صحية جيدة قبل أن يدخل بصحبتكما إلى الغرفة التي تم استجوابه فيها بمعرفتكما وأنه خرج مصابا بالإعياء؟
- محصلش.
■ ما المدة الزمينة التي استغرقت استجوابكما للمتهم المجنى عليه؟
- تقريبا ساعة.
■ وهل تم تحرير محضر استجواب المتهم بمعرفتكما؟
- لا.. لم يتم تحرير محضر، إحنا كنا بنحاول نعرف منه معلومات أكثر عن باقى المتهمين أو أي عناصر إرهابية ربما يساعد ذلك في عملنا للوصول إلى مزيد من المتهمين الذين يحاولون تنفيذ أعمال إرهابية أو عنف في البلاد.
■ وهل أمدكما المتهم بتلك المعلومات؟
- قال بعض المعلومات التي استفدنا بها في عملنا.
■ ما رأيك فيما ورد بتقرير الطب الشرعى من أن المجنى عليه تعرض للضرب والتعذيب في وقت يتزامن مع الوقت الذي خضع فيه المتهم للاستجواب بمعرفتكما؟
- معنديش معلومة سبب ده إيه.. إحنا استجوبنا المتهم ساعة وبعد كده مشينا وتركناه في القسم.
■ أنت متهم بضرب المجنى عليه وتعذيبه لإجباره على الاعتراف بجرائمه؟
- محصلش.
وسألت النيابة الضابط المتهم عمر محمد:
■ أنت متهم باستعمال العنف حال استجوابك المجنى عليه؟
- محصلش.
وانتقل فريق من نيابة شرق القاهرة الكلية لإجراء معاينة بقسم المطرية واستمعت النيابة إلى أقوال مأمور وضباط القسم، الذين أكدوا أن المتهم كان متعافيا وبصحة جيدة عقب عودته من النيابة، وتم إيداعه داخل الحجز، إلا أنه بعد إجراء التحقيقات معه من قبل ضباط الأمن الوطنى أصيب بإعياء وبعدها فارق الحياة.
واستمعت النيابة إلى أقوال المتهمين داخل الحجز، الذين أكدوا أن القتيل كان بصحة جيدة ومكث معهم 10 ساعات قبل التحقيقات معه من جانب رجال الأمن الوطنى.
وقالت مصار قضائية لـ«المصرى اليوم» إن الضابطين مخلى سبيلهما وسيمثلان أمام محكمة الجنايات، ما لم تقرر المحكمة حبسهما على ذمة القضية.