رصدت «المصرى اليوم»، من خلال جولة فى بعض المدارس التابعة لمحافظة الجيزة، تردى أوضاع النظافة، والعملية التعليمية بهذه المدارس، ولوحظ انتشار إعلانات الدروس الخصوصية على الرغم من قرار وزارة التربية والتعليم إلغاء مراكز هذه الدروس.
وشكا كثير من الطلاب من عدم وجود فصول مستقرة لهم بالمدارس، فيما أكد الدكتور رضا أبوسريع، مساعد أول وزير التربية والتعليم، أن هناك لجان متابعة يومية لمتابعة أحوال المدارس، وتقديم تقارير بشكل يومى عنها، موضحًا أن القانون يحظر عمل المراكز بالدروس الخصوصية، بينما انتقد عبدالحفيظ طاير، مدير مركز الحق فى التعليم، استعدادات الوزارة لمواجهة أنفلونزا الخنازير، مؤكدًا عدم وجود جهاز المسح الحرارى فى المدارس.
ففى مدرسة النهضة الإعدادية للبنين بحى إمبابة، انضمت مشكلة ما يُعرف بـ«الفصل الطائر» إلى قائمة المشاكل الأخرى التقليدية حيث أكد الطالب محمود يحيى بالصف الثانى الإعدادى، أنه وزملاءه دائمًا ما يبحثون عن مكان للاستقرار فيه، وغالبًا ما يكون حوش المدرسة، موضحًا أن الطلاب لا يستطيعون، والوضع هكذا، التأقلم والتركيز مع المعلم.
بينما شكا الطالب أحمد محمود بالصف الثالث الإعدادى، من وجود صناديق القمامة خارج المدرسة بشكل كبير، موضحًا أن الروائح الكريهة تنبعث منها طوال اليوم، كما أنها تمثل خطرًا كبيرًا على الطلاب فى ظل المخاوف الحالية من انتشار وباء أنفلونزا الخنازير، بينما انتقد بعض أولياء الأمور انتشار الباعة الجائلين حول المدارس.
وفى مدرسة سوزان مبارك الثانوية للبنات فى حى إمبابة رصدت «المصرى اليوم» انتشار القمامة فوق سطح المدرسة، وأجمع بعض أولياء الأمور على أن حال النظافة بها متردٍ من أول الدراسة ولم يتغير فيها شىء،
وقال ولى أمر، يعمل مدرسًا إن الإدارة التعليمية تتخبط فى قراراتها من حيث تقسيم اليوم الدراسى وخطط التدريس، مشيرًا إلى أن الوزير والمحافظ تفقدا إحدى مدارس البنات السابقة للإدارة، وعقب بداية الدراسة تراجع مستوى النظافة بها عما كانت عليه أثناء الزيارة، مطالبًا بضرورة الاهتمام بتوفير المطهرات والكمامات للطلاب،
معتبرًا أن الأمر المثير للدهشة هو انتشار إعلانات وأسماء المدرسين الخصوصيين وأرقام التليفونات المحمولة على الجدران المواجهة للمدارس دون أدنى تحرك من جانب لجان المتابعة. فى سياق متصل، انتقد عبدالحفيظ طايل، مدير مركز «الحق فى التعليم» تصريحات الدكتور يسرى الجمل، وزير التربية والتعليم بشأن استعدادات الوزارة لمواجهة أنفلونزا الخنازير،
موضحًا أنه أعلن عن جهاز للمسح الحرارى خلال اجتماع مجلس المحافظين، لكن هذا الجهاز غير موجود حاليًا داخل المدارس، وقال طايل إن «الحق فى التعليم» يعكف حاليًا على إجراء تقرير حول أوضاع المدارس، معتبرًا أن وزارة التربية والتعليم رسبت فى اختبار الفصل الدراسى الأول، كما انتقد تصريحات الوزير حول توزيع المطهرات وأدوات النظافة على المدارس، منوهًا بأن أولياء الأمور يؤكدون أن المدارس تطلب منهم توفيرها.
من جانبه، دافع الدكتور رضا أبوسريع، مساعد وزير التربية والتعليم، عن أداء وزارته، وقال لـ «المصرى اليوم» إنه بالنسبة لقضية النظافة فإن مديرى المدارس والإدارات يخطرون أحياء العاصمة بهذا الشأن، مستطردًا لكن الأمر متكرر بشكل يومى، ويحتاج لمتابعة شديدة من الأحياء.
وأضاف أبوسريع: «بالنسبة للدروس الخصوصية، فإنها محظورة بحكم القانون»، موضحًا أن «التعليم» خاطبت المحافظين لإغلاق المراكز، كما أن الوزارة متوقفة منذ ما يقرب من عام ونصف عن منح تراخيص لمراكز التدريب والتعليم، حتى لا تُستغل فى الدروس الخصوصية.
واعتبر مساعد الوزير أن الأزمة «تقبع فى المعلم الذى يذهب للمنزل أو يذهب له الطلاب فى البيت»، مشيرًا إلى أنه من الصعب التحقيق معه وإثبات ممارسته الدروس الخصوصية.